يعتبر الدكتور يوسف القرضاوي، الذي ووري الثرى أمس الثلاثاء، قامة معتبرة عند فصائل الحركة الإسلامية، يقود المصالحات بينهم، على عدة أصعدة منها على مستوى الأقطار أو على مستوى الأمة كالإصلاح بين طالبان وبقية الفصائل الإسلامية.
وقبل عامين تحديدا وفي صفر 1442 هـ ، بحث القرضاوي مع وفد من طالبان جهود المصالحة الأفغانية، وذلك بحضور رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السابق د.أحمد الريسوني.
وتناول اللقاء، حسب القرضاوي، الحديث حول مسارات الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الصراع بين الأطراف الأفغانية منذ عقود، والذي بدأ في الدوحة في 12 سبتمبر الماضي، عقب الانسحاب الاميركي من أفغانستان في 29 فبراير 2020، بعد نحو 19 عاما بدأت في أكتوبر 2001، على وقع حرب بدأت حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده الولايات المتحدة، بحكم "طالبان" لارتباطها آنذاك بـ"تنظيم القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه.
وفي ديسمبر 2014، وبعد تعري السيسي أمام جميع فصائل الثورة في مصر، تبنى الدكتور القرضاوي في ديسمبر 2014، بيان يدعو فيه للمصالحة مع الإخوان، ودعا الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقتئذ، للمصالحة بين الإخوان وشباب الثورة وتجاوز خلافات الماضي، والذي تزامن مع مظاهرات القوى الثورية الرافضة لحكم البراءة لمبارك وعصابته.
وقال القرضاوي، في بيانه، "يا شباب الثورة الأطهار، من كل فصائلها وتياراتها، تجردوا لله تعالى، ثم لأوطانكم، ولا تنهكوا أنفسكم بخلافات لا دخل لجيلكم بها، أو بمرارات تاريخية، تسامحوا فيما بينكم، وترفعوا عن الصغائر، فأنتم المستقبل".
وفي نوفمبر 2018، تبنى البيان الختامي للجمعية العمومية الخامسة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في اسطنبول؛ مجموعة من التوصيات العامة للمصالحة وتبنى المؤتمر عدة محاور منها؛ الفرقة بين المسلمين، الواقع والأسباب، والإصلاح المنهجي في فهم الدين، وإصلاح المفاهيم المسببة للفرقة، والمصالحة بين الفرقاء، والخطوات الإجرائية للمصالحة بين المسلمين، والمصالحة من أجل الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس الشريف.
ودعا الاتحاد بحضور القرضاوي إلى "مصالحة شاملة داخل هذه الأمة التي تعاني من فرقة شديدة بين جميع مكوناتها، وبين الدول وشعوبها، وبين مكونات الشعب الواحد، وبين الحركات والأحزاب الإسلامية والسياسية على أساس الثوابت الجامعة والمصالح العامة المشتركة{ فالصلح خير}، وقال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}".