يدور الزمن دورته ويعود إعلام إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة لمحاولة ربط السفيه السفاح السيسي بالدين في بلد اعتاد على وصف شعبه بأنه "متدين بالفطرة" فبعد رفع الأذان وعلى إيقاع موسيقى العود الحزين، بثت فضائيات العسكر دعاء بصوت السفاح يبتهل فيه «اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا» وفي الخلفية لقطات للعاصمة الإدارية الجديدة التي تتراص فيها قصور العسكر الفارهة، والتي أرهقت جيوب المصريين بالفقر والديون.
وبات الدعاء بصوت السفاح السيسي فقرة ثابتة تعرضها القنوات الرسمية والخاصة عقب رفع الأذان وخلال الفاصل على مدار اليوم، بل أصبح الكول تون المعتمد من إدارة الشؤون المعنوية على جميع هواتف الرتب العسكرية ونواب البرلمان وحتى القضاة باعتباره دعاء السفاح في مواجهة أزمة انهيار الاقتصاد وفوائد الديون المستحقة.
معلهش..!
تصاعدت حدة الغضب في مصر بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة وشح الدولار وتضخم الدين الخارجي ومعاناة الشعب من سوء الأحوال المعيشية، بالتزامن مع نفقات كبيرة وغير ضرورية للسفاح السيسي.
آخر الأزمات تمثلت بإعلان بعض الشركات التي تنتج سلعا إستراتيجية قرب نفاد مخزونها، متأثرة بقيود الاستيراد ونقص العملة الأجنبية وأيضا ارتفاع تكلفة النقل والشحن لـ3 أضعاف، حسب قولها.
وخرج بعدها وزير مالية الانقلاب محمد معيط في 29 أغسطس 2022، لنفي أنباء ارتفاع الأسعار بعدما لاقت أصداء وقوبلت بموجة غضب واسعة.
معيط زعم أن الأوضاع العامة للدولة مطمئنة وتسير في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن الاقتصاد المصري قادر على تحقيق فائض أولي قبل تسديد الفوائد، رغم كل الصعوبات، وارتفاع تكلفة البترول والقمح والمواد الغذائية.
وادعى أن ارتفاع الأسعار سببه عالمي، وليس بسبب الأوضاع في مصر، مستطردا يقول للمواطنين، "معلش هنتحمل الفترة دي لحد ما ربنا يعديها على خير".
وأضاف "البعض يريد أن يعيد مصر لظروف 2011 (ثورة 25 يناير)، ولكن الشعب المصري واع ، ولن يضيع بلده". اللي بره بيحسد مصر على اللي هي فيه، بسبب الاستقرار والتنمية، في ناس عايزين البلد تقع مثل البلاد الأخرى، وعلى الشعب أن يحافظ على البلد".
تصريحات وزير الانقلاب، أثارت ردود فعل غاضبة بين الناشطين على تويتر، خاصة أنها تزامنت مع الكشف عن توجيه الطائرة الرئاسية التي جرى شراؤها عام 2021 بمبلغ يصل إلى نصف مليار دولار، لطلائها في أيرلندا.
وأرسل السفاح السيسي الطائرة المذكورة من طراز "بوينغ 747-8i" إلى مدينة شانون بأيرلندا نهاية أغسطس 2022 من أجل طلائها، ما أثار سخرية وغضبا واسعا.
ارحل يا فاشل..!
واستنكر مراقبون عبر تغريداتهم على وسم #ارحل_يا_فاشل، حياة البذخ والترف والرفاهية التي يعيشها السيسي وحكومته، في حين يطالب شعبه بتحمل الأوضاع الاقتصادية، ولا يتحمل هو استخدام طائرات رئاسية استخدمتها الأنظمة السابقة.
وانتقد ناشطون استمرار السفاح السيسي في الإنفاق وشراء طائرة رئاسية جديدة وتجهيزها بمبلغ غير معلن وربما يتخطى ثمنها، في وقت لا يستطيع المواطن تلبية احتياجاته الأساسية، وبينما يتعثر أصحاب الشركات والمشاريع الصغيرة.
ورأوا أن تصريحات وزير مالية الانقلاب تعكس أكاذيب عن قوة الاقتصاد المصري ومخاوف على الكراسي والمناصب من الزوال، مؤكدين أن بناء القصور الرئاسية الجديدة وشراء وتجهيز الطائرة الرئاسية الفخمة والأغلى في العالم من علامات الانفصال عن الواقع والمجتمع.
وواجه ناشطون وزير مالية الانقلاب بتقارير عدة ترصد الوضع الاقتصادي للبلاد، منها تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، يؤكد أن مصر أصبحت رمزا للمعاناة التي تجتاح الدول الفقيرة على خلفية ارتفاع التضخم وارتفاع فوائد القروض وتراجع النمو العالمي.
وأفاد التقرير بأن قلقا يسود أوساط المستثمرين، وسط ارتفاع مخاطر تخلف مصر عن سداد الديون خشية تكرار نموذجي سريلانكا وروسيا.
ويشار إلى أن السفاح السيسي شيد منذ عام 2014 ما لا يقل عن ثلاثة قصور رئاسية جديدة، وأكثر من 10 فيلات رئاسية، لتضاف إلى 30 قصرا تاريخيا واستراحات رئاسية تمتلكها مصر بالفعل بحسب تقرير لموقع ميدل إيست مونيتور.
واستنكر الصحفي صلاح بديوي، وجود 34 طائرة رئاسية في مصر الأحدث منها ثمنها 500 مليون دولار أي 10 مليار جنيه، وذلك فيما بلغ مجموع الديون الداخلية والخارجية 255 مليار دولار وفقا للبنك المركزي المصري، أي ما يقدر بـ 5.5 تريليون جنيه، متسائلا "تفتكروا لو إحنا مش فقراء قوي كان اشترى إيه أكثر وأفضل من كده؟".