بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أقول لحضرتك إن سيدتي "خديجة" الزوجة الأولى لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام تدخل في دنيا العجائب لأربعة أسباب:
1- كان لها تجارة واسعة في زمن الجاهلية حيث كانت المرأة "ولا حاجة" مسحوقة وللرجل السيطرة التامة على كل مقدرات المجتمع ومن بينها التجارة، فهي إستثنائية في هذا المجال بكل المقاييس.
2- تذكر كتب السيرة أن سيدتي "خديجة" هي التي طلبت الزواج من سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم، بعدما بهرها بأخلاقه وشخصيته، ومبادرة المرأة في هذا الموضوع أمر غريب جدا حتى هذه اللحظة في المجتمعات الشرقية، فالرجل هو الذي يتقدم للزواج من نصفه الآخر وليس العكس، فهي في هذا المجال أيضا امرأة استثنائية بكل المقاييس.
3- والمعروف عنها أنه بعد زواجها تخلت عن التجارة والبيزنس والفلوس وكرست كل حياتها لبيتها ورعاية الرجل العظيم الذي اختاره قلبها وعقلها.. وهذا أيضا أمر غريب جدا أن تضحي المرأة بنجاحها المادي لتنصرف إلى تحقيق نجاح أكبر منه داخل بيتها.
٤- كانت أول من أعلنت إيمانها برسالة زوجها فور نزول الوحي عليه قبل أي إنسان آخر سواء كان رجلا أو امرأة، فحواء لها السبق في الإيمان برسالة الإسلام بفضلها، ورغم أنها عاشت دوما في الظل، ولم يعرف عنها أي نشاط أو رواية للأحاديث النبوية بعكس من ارتبطن به بعد وفاتها وعلى رأسهن سيدتي "عائشة"!
والدعوة في مراحلها الأولى كانت سرية، وعلى نطاق ضيق، وسيدتي "خديجة" كانت معه في هذا الوقت بمثابة الجندي المجهول، وأحد المصادر الأساسية التي يستمد منها قوته في مواجهة الشدائد والمحن.. رحم الله هذه المرأة الاستثنائية وحياتها تدخل في دنيا العجائب.