مذيع إسرائيلي يتقمص شخصية الطبال عمرو أديب.. صبيان بلحة على مسرح تل أبيب

- ‎فيتقارير

تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر” مقطع فيديو لمذيع صهيوني يتقمص شخصية الطبال عمرو أديب المقرب من دوائر الانقلاب العسكري بمصر، ويقلده في الشكل والأسلوب.

وظهر المذيع الصهيوني وهو متقمص شخصية الطبال عمرو أديب من خلال اعتماد مظهره الخارجي والتركيز على طريقة حواره بالحديث خلال برامجه، بالإضافة إلى أن لغة جسده أتت قريبة إلى حد كبير منه.

ومنذ بداية الانقلاب في مصر كانت السخرية سلاح المصريين، فأطلقوا على السفاح السيسي لقب “بلحة” مستهزئين بكثير من تصرفاته وأقواله، لتتحول السخرية إلى إحدى أدوات المقاومة التي يملكها الشعب ليعبر فيها عن موقفه، فكيف اتنقلت السخرية من القاهرة إلى الحليف الصهيوني؟

 

الغبي الجاهل 

وقبل ظهور الطبال أديب على مسرح الاستهزاء الصهيوني، سخرت قناة “مكان” الصهيونية، الموجهة للجمهور العربي، بشدة من السفاح السيسي، بعد فضيحة تسرب المجاري بمقر انعقاد مؤتمر المناخ في شرم الشيخ.

وذلك من خلال أحد برامجها الساخرة، حيث خصص برنامج “الشوسمو” إحدى حلقاته للسخرية من السفاح السيسي بعد الانتقادات التي رافقت مؤتمر قمة المناخ رغم الميزانية الكبيرة التي خُصصت له.

واستضاف البرنامج مقلد شخصية السفاح السيسي، وهو نفسه مقلد شخصية الطبال أديب، والذي دخل إلى بلاتوه البرنامج برفقة حارسين شخصيين، ويضع نظارة سوداء، وبيده جهاز التحكم عن بُعد في الدبابة التي كانت تسير أمامه.

وظهر السفاح السيسي في البرنامج بشخصية الغبي الجاهل الذي لا يفهم بسرعة ولا يجيد اللغة العربية الفصحى ولا يستوعب الأسئلة التي طُرحت عليه ، ما جعله يعطي إجابات غير مفهومة وأخرى ساخرة.

وعرض البرنامج مقطع فيديو بعنوان فضيحة بجلاجل، ويتضمن تسرب مياه الصرف الصحي بموقع انعقاد قمة المناخ في شرم الشيخ، وأشار أحد مقدمي البرنامج الساخر أن مصر صرفت 15 مليار جنيه على التحضيرات للمؤتمر، موجها سؤاله للسفاح السيسي “والنتيجة مياه الصرف الصحي فاضت”.

كما لفت البرنامج إلى قضية تذمر ضيوف المؤتمر بحسب معظم وكالات الأنباء العالمية من الشح في الطعام ، وكان جواب السفاح السيسي أنه بقي 15 سنة لا يملك سوى “شطافة الحمام” وأنه كان يشرب من الشطافة ويستحم فيها.

ودعا مذيع البرنامج من السفاح السيسي تجديد معبر طابا الذي تستخدمه الأسر والعائلات الصهيونية للعبور إلى شرم الشيخ لقضاء الإجازات الصيفية.

وسخر المذيع من عدم توحيد تسعيرة العبور من الحدود الفلسطينية المحتلة إلى مصر، وطلب من السفاح السيسي “يصبح على الزوار الإسرائيليين بحاجة حلوة”.

وانتهى لقاء السفاح السيسي مع برنامج “سوشمو” العبري الساخر، بإجاباته المعهودة في الواقع التي ليس لها أي معنى وخارج سياق الأسئلة، دون أن ينسى الضغط كل مرة على جهاز التحكم في الدبابة التي كانت طيلة الحلقة أمامه في الأستوديو.

وبعيدا عن برامح السخرية، دائما ما يمنح الإعلام الصهيوني مساحة واسعة للحديث عن السفاح السيسي، ويعتبره نجمه في المنطقة العربية، وذلك منذ انقلابه على الرئيس المنتخب الشهيد محمد مرسي في عام 2013.

ففي سبتمبر الماضي، تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، عن حالة القلق لدى المحافل الصهيونية المختلفة حيال الوضع الذي يمر به السفاح السيسي، بسبب الأزمات الكبيرة التي تعصف بمصر.

 

مقاومة الإحباط

وتلقف الإعلام الصهيوني السخرية من حليفهم بلحة وصبيانه من على شاشات قنوات المعارضة المصرية، وفي زمن التواصل المفتوح عبر الإنترنت، ظهرت أجناس جديدة من المعارضة، التي من الصعب محاصرتها ومواجهتها، ويبرز فن “الميمز” (memes) الساخر، بوصفه واحدا من تلك الأجناس.

فبعد موجة اليأس العارمة التي غلبت “شباب يناير” بسبب النهاية المأساوية التي وصلت إليها الثورة في صورة انقلاب عسكري، لم يجد هؤلاء الشباب بديلا غير تجريد عصابة العسكر من أهم ما تملكه، “جبروتها” فتحول السفاح السيسي إلى “بلحة” وهي لفظة تطلق على كل من يدعي الذكاء والفطنة، لكنه في الواقع يتصرف “بغباء”.

ويظهر ذلك بشكل واضح في مواقع التواصل وعلى رأسها تويتر، حيث يظهر الحساب الرسمي للسفاح السيسي كنتيجة أولية لعملية البحث عن لفظة “بلحة” أو “بلحة”، وذلك نتيجة استخدام الناشطين بشكل مكثف لكلمة بلحة للدلالة على السفاح السيسي.

وحاول العسكر خلق العديد من الأذرع الإعلامية على كافة الشاشات التابعة للشئون المعنوية والناطقة بلسان حال الانقلاب، بهدف تغييب العقول والسيطرة على الرأي العام وتقديم محتوي أحادي الجانب، غير أن عقلية الـ50 % لم تكن لتنتج سوى مزيد من الهزل الذي استقبله المصريون بوابل من التهكم ومزيد من السخرية.

بعد انقلاب “30 يونيو” في العام 2013، والغدر بالرئيس الشهيد محمد مرسي، وما أعقب ذلك من الانتقام العسكري من جماعة “الإخوان المسلمين”، اختفت العديد من الأوجه الإعلامية عن الأنظار بشكل مريب ومفاجئ، إما بداعي “الانسحاب الطوعي” أو “الحفاظ على مشاعر المصريين” فيما استمر بعض منهم لحلقات قبل أن يُمنع برنامجه بتدخل الهراوة العسكرية.

اختفاء هؤلاء الإعلاميين عن أنظار المشاهد المصري بعد انقلاب السفاح السيسي، أثار شعورا بأن مهمة هؤلاء انتهت مع الإطاحة بجماعة “الإخوان المسلمين”، فيما يرى البعض الآخر أن السبب يبقى عدم احتمال عصابة الانقلاب لمواقف معارضة على شاشات التلفزيون، ظهر بشكل جلي في اتساع رقعة الرقابة على الإعلام واستمرار التضييق واعتقال رجال ونساء “السلطة الرابعة”.