نشر ناصر القرني نجل الداعية السعودي البارز المعتقل عوض القرني تفاصيل مثيرة تتعلق بموقف والده لحظة علمه بطلب الادعاء العام إعدامه، موضحا عبر تويتر أن "أصعب موقف يواجه أهالي المعتقلين عقب صدور لائحة دعوى النيابة هو إبلاغ أبنائهم بالتهم ضدهم وقائمة العقوبات".
وأضاف "فُجعنا عند استلام لائحة الدعوى واطلاعنا على مطالبة النيابة بإعدام والدي ، بسبب بضع تغريدات عبر فيها عن رأيه ، وأن العائلة فوجئت بثبات والده بعد معرفته باللائحة واطلاعه على مطالبة النيابة بإعدامه".
وأوضح أنه اكتفى بالاستشهاد بقول الله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا لمراسلتها "ستيفاني كيرشجسسنر" يبرز قمع السعودية للمعارضة ويسلط الضوء على مواجهة الشيخ عوض القرني أستاذ القانون البارز لعقوبة الإعدام بتهم تشمل امتلاك حساب على تويتر واستخدام واتساب لنشر أخبار معادية للمملكة.
وحصل عوض القرني على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية تخصص الفقه وأصول الفقه وعمل أستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجاء اعتقاله في سبتمبر 2017 في بداية حملة قمع ضد المعارضة شنها ولي العهد محمد بن سلمان.
وشارك ناصر القرني الذي خرج العام الماضي من السعودية ويعيش في المملكة المتحدة، تفاصيل التهم الموجهة ضد أبيه مع صحيفة الجارديان، مشيرا إلى أن القضاء السعودي حكم عليه بعقوبة الإعدام، لكن المحكمة لم تصدر حكما رسميا بعد.
القمع مستمر
وبدروها، قالت قناة ABC الأسترالية إن "الحكومة السعودية تحاول تلميع صورتها على أنها دولة تقدمية، لكن الواقع الأساسي في المملكة مختلف تماما".
وذكرت القناة في تقرير أن نظام ولي العهد محمد بن سلمان يريد فقط صرف الانتباه عن حملات القمع الوحشية المستمرة ضد النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وأشارت إلى أنه بينما كانت الحكومة السعودية تروّج لبعض الإصلاحات؛ كانت المملكة تشهد واحدة من أسوأ فترات القمع في تاريخ البلاد.
ونشرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية مقالا لاذعا يهاجم ولي عهد السعودية محمد بن سلمان على خلفية جرائمه وانتهاكاته ضد مواطنيه العزل في المملكة الخليجية.
وحمل مقال الصحيفة واسعة الانتشار عنوان "لا تنخدع بابن سلمان وادعائه بالإصلاحات في السعودية" والذي ينتقد تصاعد حملات القمع منذ توليه سدة الحكم.
وتوفي شيخ الحقوقيين وكبير إصلاحيي جدة المفكر الدكتور موسى القرني 12 أكتوبر 2021، إثر تدهور حالته الصحية داخل سجون السعودية، على أثر قضائه 15 سنة خلف القضبان، ضمن حكم جائر بالسجن لـ 20 سنة.
اعتقالات سبتمبر 2017
ويروج الإعلام الرسمي السعودي لادعاءات ابن سلمان حول الإصلاح الليبرالي في السعودية، لكن منظمات حقوقية سعودية قالت إنه
"فترة تلت صعوده للسلطة نتج عنها قمع وحشي غير مسبوق للحريات، وأن أمن الدولة اعتقل مئات المدافعين والناشطين الحقوقيين تعسفيا".
وأضافت أن الاعتقالات شملت نحو 400 من الشخصيات الدينية والأكاديمية والكتاب وأي شخص ينتقد الأداء العام للسلطات أو لا يلتزم بالاتجاه العام لها، موضحة أنها طالت حتى المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال وأفراا من الأسرة الحاكمة.
منظمة القسط أشارت إلى أن التعذيب يجري في أماكن الاحتجاز غير الرسمية، ومنها قبو القصر الملكي، ومكان آخر مجهول يسمى بــ"الفندق".
5 سنوات
وبدوره، سلط موقع ميدل آيست آي البريطاني الضوء على نظرة الغرب والولايات المتحدة لابن سلمان بعد 6 سنوات من توليه مقاليد الحكم، راصدا الانتشار في التقرير تغير مواقف الدول الغربية، وتجاهل صناع السياسة فيها لولي العهد المتهور.
ووصفت "ابن سلمان" أنه "آخر الديكتاتوريين الذين دعمتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها على مدى عقود، منبها إلى أنهم ليسوا أهلا للثقة، وخضوعهم لأوليائهم وداعميهم مجرد أمر عابر".
الموقع رأى أن أمريكا باتت تعتبره مدانا وديكتاتورا شريرا غير جدير بالثقة، والذي طعن أمريكا بظهرها، وفشل باحترام الصفقة القديمة بين المملكة وأمريكا.
وشن مركز ويلسون للدراسات هجوما لاذعا على ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، واصفة إياه بـديكتاتور وعدو للديمقراطية ولا يتوجب إنهاء مقاطعته.
وقال المركز في مقال إنه "يتوجب على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التفكير مليا قبل التخلي عن سياسة نبذ بن سلمان، محذرا من ضرر قد يلحقه الديكتاتور ابن سلمان بسياسة تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان عالميا".
مركز ويلسون قال إن "الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب بأزمة نفطية دولية كبرى، أجبرت بايدن عن التخلي عن وعد حملته الرئاسية بجعل بن سلمان منبوذا في واشنطن، والتي يفترض أنها عقوبة الحاكم الفعلي للمملكة لتورطه في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018".
وقال المركز "إذا فعل ذلك، فسيبدو أنه يقبل حكم ابن سلمان الديكتاتوري المتزايد، وسيسخر من التزامه بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن تقريب بن سلمان قد يؤدي ذلك أيضا إلى جر إدارته إلى عمق أكبر في التنافس السعودي الإيراني على السيادة الإقليمية".
استعداد للخلافة
صحيفة "ذي ميديا لاين" الأمريكية قالت إن "ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يعمل على تأمين منصبه ويتجهز لخلافه والده الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود".
وأضافت أن ولي العهد بات يستعد لتوليه العرش، لذا فهو الآن يسعى لتحسين العلاقة المتوترة مع أمريكا، وأن ابن سلمان يأمل ويعمل على أن تعترف واشنطن بمكانته.
وأضاف حساب "رجل دولة" أن "فرص بن سلمان في تسلم الحكم كبيرة، ولكنها ليست مؤكدة أبدا".
ونهاية يوليو المنصرم، لفتت الصحيفة إلى تغريدة حساب رجل دولة الذي قال إن "المملكة ستواجه احتمالية انهيارها عقب وفاة الملك سلمان بن عبد العزيز".
وأضاف ، حينها ستكون الأسرة الحاكمة في السعودية أمام تحدٍ كبير، فإما أن ينتصروا على بن سلمان ويعزلوه”.
وسبق أن أصدر ثلاثة خبراء إسرائيليين دراسة حول توقعاتهم لما سيحدث في منطقة الشرق الأوسط أبرزها وفاة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتوقعت الدراسة أنه بعد موت الملك سلمان سيحدث انقلاب قصر يقتل فيه ولي العهد محمد بن سلمان.
ومنذ عينه والده، الملك سلمان وزيرا للدفاع في يناير 2015، اكتسب "ابن سلمان" السلطة إلى درجة لم يسبق لها مثيل في التاريخ السعودي الحديث، أولا كولي لولي العهد، منذ إبريل 2015، ولاحقا كولي للعهد منذ يونيو 2017. واستفاد "ابن سلمان" من دعم والده ورحيل الحرس القديم من كبار الشخصيات في "آل سعود" لتعزيز سيطرته على سياسة الدفاع والاقتصاد والنفط، عبر إنشاء رئاسة لأمن الدولة ولجنة للشؤون الاقتصادية والتنمية، وإعادة هيكلة الترتيبات الحاكمة لـ "أرامكو" السعودية.
واشار المراقبون إلى أن تركيز السلطة هذا باعتباره تحولا حاسما بعيدا عن نظام الضوابط والتوازنات غير الرسمي الذي منع في السابق أي زعيم من ممارسة سيطرة استبدادية حقيقية، فبعد وفاة الجيل الأكبر سنا، كانت هناك قيود أقل بكثير على ولي العهد، البالغ من العمر 34 عاما، وهو يرسم طريقه نحو السلطة وكرسي الملك.
إلا أن السلطة ترتبط بفك السعوديين شيئا فشيئا عما اعتادوه قبل وصول سلمان ونجله محمد، وهو ما عبر عنه في يوليو 2017، يوسف العتيبة السفير الإماراتي في واشنطن على شبكة cnn بأن السعودية ستتحول إلى دولة علمانية وسيتشكل معها حلف عربي شرق أوسطي جديد على مبادئ العلمانية وبعيداعن الشريعة الإسلامية.