“أوروبا تحرق القرآن”.. من جرأهم على الجريمة السيسي أم بن سلمان وأولاد زايد؟

- ‎فيتقارير

مرة جديدة تنكشف اليوم حضارة أوروبا المزيفة وتنفضح حقيقة صورتها المصطنعة، إذ تجرأت السلطات السويدية بالسماح لزعيم حزب الخط المتشدد الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، وعلى إثر القرار استدعت أنقرة سفير السويد لديها وأبلغته إدانتها بأشد العبارات.

وذكرت إدارة شرطة ستوكهولم، أن بالودان حصل على الإذن بتنظيم مظاهرة قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وذكر التلفزيون السويدي الحكومي أن الصحفي السويدي تشانج فريك عرض على بالودان حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم، وضمن له تغطية جميع النفقات.

والسؤال أضعف الإيمان هل نرى تحرك أو نسمع استنكار الدول العربية والاسلامية على حرق القرآن الكريم؟، أم أن قطع العلاقات تكون فقط عندما يتعرض الوطن والزعيم للسب والشتم ؟!

 

الشيطان يحرض

حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في استوكهولم وليس أمام السفارة السعودية، التي من المنطقي فعل هذا الأمر المشين أمام سفارتها، كونها تحتضن قبلة المسلمين وهي منطلق الإسلام للعالم، يحمل رسالة لمن يستوعب الرسائل، حرق المصحف يؤلم كل مسلم، لكن اختيار المكان ملفت.

يقول الدكتور محمد الصغير، الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، وعضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين :" تغذي السويد مجددا روح الكراهية، وتعلن عدم احترامها لمقدسات ملياري مسلم من خلال السماح لمتطرف عنصري بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة تركيا، وردت تركيا باستدعاء السفير ورفض زيارة أحد المسؤولين السويديين، بينما يراقب بقية العالم الإسلامي وكأن القرآن الكريم يخص تركيا وحدها!".

ولم تكن الجهات اليمينية المتطرفة في الغرب وحدها السبب في تعزيز الإسلاموفوبيا في اوروبا وامريكا، بل أسهم في ذلك مسؤولون ونشطاء عرب؛ كان أبرزهم وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، والسفاح السيسي الذين شاركوا في حملة التحريض ضد المسلمين والمساجد في أوروبا.

التحريض الإماراتي ضد الإسلام في أوروبا لم يتوقف عند عبد الله بن زايد، بل تجدد من خلال تصريح لوزير التسامح فيها، نهيان بن مبارك آل نهيان، لوكالة الأنباء الألمانية، من خلال ربطه تطرّف بعض المسلمين في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا بعدم وجود رقابة كافية من السلطات على المساجد والمراكز الإسلامية.

وزعم آل نهيان في حينها أن "إهمال الرقابة على المساجد في أوروبا أدى إلى وقوع هجمات إرهابية هناك، ولا يجوز فتح المساجد ببساطة هكذا، والسماح لأي فرد بالذهاب إلى هناك وإلقاء خطب، ويتعين أن يكون هناك ترخيص بذلك".

وقال الوزير الإماراتي: "نعتقد أنه يتعين حدوث شيء في أوروبا؛ إذ إن تلك الدول كانت حسنة النية عندما سمحت لهؤلاء الناس بإدارة مساجدهم ومراكزهم الخاصة".

وطالب بتدريب القادة الدينيين من خلال الإمارات، وضرورة حصولهم على تراخيص قبل إلقاء خطب في المساجد، مشيراً في ذلك إلى أنه لا يمكن لأحد في أوروبا أن يذهب إلى كنيسة ويخطب فيها ببساطة.

من جهته يقول الكاتب الصحفي جمال سلطان :"لماذا يصرون على حرق القرآن الكريم ، الكتاب المقدس لملياري إنسان في العالم ، في احتفالية إعلامية كل عدة أشهر في أوربا ؟ وبرعاية أمنية مكثفة ؟ ولماذا تسمح حكومات يفترض أنها متحضرة بذلك ؟ وما هو معنى الكراهية الدينية إن لم يكن هذا السلوك البدائي الجاهل والمترع حماقة كراهية دينية ؟!".

وقوبل تحريض الوزير الإماراتي، وقتها، برفض حقوقي من قبل المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الذي اعتبرته محاولة يائسة لتحويل المساجد في أوروبا إلى مراكز أمنية تخدم أجندات إماراتية.

وبينت المنظمة أن المساجد في أوروبا تخضع لأنظمة صارمة كباقي الجمعيات والمؤسسات هناك، وتحرص إدارة المساجد على أداء رسالتها وفقاً لتعاليم الإسلام السمحة.

وحذرت المنظمة دول الاتحاد الأوروبي من الاستجابة لطلب الوزير الإماراتي بتدريب الأئمة في دولة الإمارات؛ حتى لا تتحول المساجد في أوروبا إلى مراكز أمنية للتجسس تعمل لصالح أبوظبي.

ودعت المنظمة حكومات الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة إبعاد الإمارات عن الشأن الإسلامي والعربي في أوروبا، معتبرة أبوظبي وأجهزتها الأمنية مسؤولة عن جرائم في الشرق الأوسط أدّت إلى تفجير العنف والإرهاب.

 

السيسي يُطبل

تحريض الإمارات لم يكن وحيداً؛ فقد عززه حليفها، السفاح السيسي، حين أرجع الآخر ما أسماه انتشار الإرهاب والتطرف إلى غياب رقابة القادة الأوروبيين على المساجد، وعدم معرفة الخطاب الديني الموجّه للمسلمين فيها.

وحرّض السفاح السيسي بشكل غير مسبوق على المسلمين في أوروبا، في تجمّع دولي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، في فبراير الماضي؛ من خلال دعوته إلى عدم ترك المساجد دون رقابة، مع إصلاح الخطاب الديني.

وشدد السفاح السيسي على ضرورة "تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي ترى في غضّ الطرف عنه -بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه- وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية".

واعتبر نشطاء مسلمون في أوروبا أن دعوات السفاح السيسي لقادة الدول الأوروبية إلى مراقبة مساجد المسلمين في بلادهم تحريض ضد المسلمين، وسبب للاعتداء عليهم بين فترة وأخرى.

وأعاد الصحفي السعودي تركي الشلهوب نشر فيديو يطالب فيه السفاح السيسي الدول الأوروبية بمراقبة المساجد جيداً، ضمن تحريضه على المسلمين في أوروبا، بينما أكد صالح موسدي أن العمل الإرهابي ضد مسجدَي المسلمين في نيوزيلندا جاء نتيجة تحريض السيسي وبن زايد على المساجد في أوروبا، خلال الفترات الماضية.

ورأى الناشط عبد الجبار عوض الجريري أن من أسباب وقوع مجزرة نيوزيلندا، هو تحريض المسؤولين الإماراتيين على المساجد والجاليات الإسلامية في أوروبا.

وفي تصريح للتلفزيون الحكومي السويدي، ادعى فريك أنه دفع ثمن تصريح التظاهرة الذي تم الحصول عليه من الشرطة وأنه سيمارس حقه في تغطيتها بوصفه صحفيا.