الألمان ينتقدون استضافة أبوظبي (cop28) في وقت تلحق الضرر بالمناخ

- ‎فيعربي ودولي

وجه التلفزيون الألماني انتقادا للسياسات التي تتبعها "أبوظبي" فيما يتعلق بالمناخ وهي شبيه بالانتقادات التي وجهت من قبل الجهة نفسها إلى السيسي وهو يستضيف كوب 27 في شرم الشيخ، من اعتماد البراجماتية في التعامل واتهمت الإمارات بالمواءمة وتجاهل التناقض من دولة تنظم كوب28 وفي الوقت نفسه تنشر الانبعاثات الضارة عن طريق شركات النفط الحكومية وذات الشراكات معها.
واهتم تقرير نشرته (DW) بعنوان "تناقض أم مواءمة؟ الجابر رئيسا لقمة المناخ ولشركة نفط تضر بالمناخ" بسلطان الجابر رئيس مؤتمر المناخ والذي اختارته الإمارات للدورة ال28 وهو نفسه رئيس شركة أدنوك للبترول، وكيف أنه يصمت حيال الدعوات التي تطالبه بالتنحي عن رئاسة شركة "أدنوك" فيما لم يرد على الانتقادات حيال اختياره رئيسا لمؤتمر المناخ "كوب 28".

وقال التقرير إن "الجابر منذ تعيينه رئيسا لمؤتمر "كوب 28" قال أمام منتدى الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي في أبوظبي، إنه يتم إنتاج حوالي 70% من اقتصاد دولة الإمارات خارج قطاع النفط والغاز."

وأضاف "نحن نعلم أن هناك العديد من الحلول موجودة بالفعل مثل توسيع نطاق اعتماد مصادر الطاقة المتجددة والنووية والهيدروجين والتقاط الكربون وتعزيز كفاءة الطاقة وإنتاج النفط والغاز بأقل انبعاثات كربونية ممكنة والاستفادة من التقنيات الجديدة".

وعن ملمح من التناقض، ألمحت إلى أنه "في الوقت الذي سلط فيه الجابر الضوء على ضرورة التعاون بين دول العالم لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، أكد على الحاجة إلى المساهمة في تحقيق أمن الطاقة للاقتصاد العالمي".
وقالت "أثار تعيين الإمارات سلطان الجابر، 49 عاما، رئيس إحدى أكبر شركات النفط في العالم ، لرئاسة قمة المناخ، التي تستضيفها الإمارات، انتقادات كثيرة، لكن في المقابل، هناك من يبرر تعيين الجابر ويشيد بجهوده ورؤيته في حماية المناخ".

وأضافت إلى أن سلطان الجابر هو الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) التي تعد إحدى أكبر شركات النفط في العالم فيما يشغل أيضا منصب وزير الصناعة والتكنولوجيا في دولة  الإمارات .

ونقل التقرير عن تسنيم إيسوب، المديرة التنفيذية لشبكة العمل المناخي التي تضم أكثر من 1500 منظمة مجتمع مدني، "إنه من الضروري أن يتم طمأنة العالم بأن سلطان الجابر سوف يتنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية، لا يمكن أن يقود عملية منوط بها معالجة أزمة المناخ في الوقت الذي يعد فيه رئيسا لشركة مسؤولة بنفسها عن الأزمة هذا يعد تضاربا في المصالح".

وأردفت لا يتوقف الأمر على حقيقة مفادها أن شركة أدنوك تحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم، بل أيضا هي ضمن أكبر عشرين شركة في العالم أنتجت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفقا لدراسة نشرها معهد المساءلة المناخية ومقره الولايات المتحدة عام 2020".

وأكملت "لم يمض قرار دولة الإمارات بتعيين سلطان الجابر، رئيس إحدى أكبر شركات النفط في العالم، لقيادة قمة المناخ كوب 28 التي تستضيفها الإمارات في نوفمبر، مرور الكرام إذ أثار القرار انتقادات، خاصة أن التعيين يحمل تناقضا نادرا ما حدث في تاريخ مباحثات وقمم المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة".

 

مناصب المواءمة
وعن تلميع صورة الجابر، استعرض الموقع الألماني، مناصب أسندت من أبوظبي لسلطان الجابر، ليلمع على أنه يعد رائدا وداعما لمشاريع  الطاقة المتجددة  في الإمارات ، ومن ذلك منصب مبعوث الإمارات الخاص لتغير المناخ على مدار سنوات ومشاركته  في آخر عشر قمم مناخية.
ومن المناصب الأخرة المسندة إليه ذمن هذا السياق، مشاركته تأسيس شركة الطاقة المتجددة  مصدر  المملوكة للحكومة الإماراتية.

في عام 2006، وهو اليوم رئيس مجلس إدارة الشركة.

وأضاف التقرير أن سلطان الجابر "منخرط بشدة في مبادرات خضراء في بلاده بما يشمل تعهد الإمارات عام 2021 بالوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050 ، قبل عشر سنوات من التعهد السعودي والكويتي لبلوغ الحياد الكربوني.

ومقابل تسنيم آيسوب، استعرض تقرير DW، رأي سينزيا بيانكو، الزميلة الزائرة في  فرع المجلس الأوروبي  للعلاقات الخارجية في برلين، بأن تعيين سلطان الجابر يعد تجسيدا لطموحات الإمارات في التمكن من تحقيق التوافق بين إنقاذ صناعة الوقود الأحفوري من جهة وبين اتخاذ خطوات ملموسة للنهوض بصناعات وممارسات أكثر استدامة من جهة أخرى".
ولكن "بيانكو" استدركت أن الانتقاد الموجه إلى مساعي الإمارات للمزج بين مصادر الطاقة الأحفورية والطاقة المتجددة باعتبارها نوعا من النفاق في ضوء عقود الطاقة التي أبرمتها بلدان أوروبية في أعقاب أزمة الطاقة التي تسببت فيها  الحرب الروسية في أوكرانيا.

واستدراكا على الاستدراك أضافت "قد لا يكون ذلك أفضل وضع ممكن لمواجهة حالة الطوارئ المناخية، لكنني أعتقد أن الإمارات يمكن أن تكون حلقة وصل جيدة ومثالا للدول الأخرى المنتجة للطاقة والأكثر ترددا لكي تضخ استثمارات بشكل كبير في أشكال أخرى من حماية المناخ".

تصريحات موائمة
واستضاف التقرير أيضا من يعلق على تصريح سلطان الجابر المقرب من محمد بن زايد فسبق أن عينه مندوبا لمشروعات الإمارات في مصر لصحيفة "ذا ناشونال" التي تصدرها أبوظبي قبل عقد مؤتمر مناخ شرم الشيخ  كوب 27  قوله إننا "في حاجة إلى الحفاظ على النظام الحالي، فبينما لا يزال العالم يعتمد على النظام الحالي، يمكن خفض الانبعاثات الناجمة عنه مع زيادة ضخ الاستثمارات في مجالات الطاقات الجديدة، يمتلك العمل المناخي المبتكر، الذي يشمل الاعتماد السريع على الطاقة المتجددة والمصادر الأخرى منخفضة الكربون، القدرة على تحقيق أمن الطاقة على المدى طويل الأمد، لكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة".
أما المعلق فكانت جيسيكا عبيد، كبيرة المستشارين في شركة أزور إستراتيجي، التي اعتبرت تصريحه نهج وأن "هذا النهج يعد نوعا من المواءمة السياسية المطلوبة للغاية".

ولكن ضمن براجماتية الضيوف أضافت عبيد ، الخبيرة بشركة استشارات مقرها لندن تركز على الشرق الأوسط، ومستشارة مستقلة في سياسات الطاقة، إن مناصب سلطان الجابر تمثل مزيجا من العناصر المتعددة التي تلعب دورا في عصر تحول الطاقة، سوف يشمل الانتقال المناسب جميع القطاعات بما في ذلك صناعة النفط والغاز فيما يجب توسيع وتطوير تطوير تقنيات منخفضة الكربون  في هذه الصناعة أيضا. وتابعت ، إن مجال التحول في نظام الطاقة بالإمارات يكتسب زخما.