حرية تعبير ضد المسلمين فقط .. لماذا منعت السويد “اختبار” حرق التوراة أمام السفارة الصهيونية ؟

- ‎فيعربي ودولي

 

عقب سماح السويد بحرق متطرف دنماركي نسخة من القرآن بحماية الشرطة، وادعى رئيس الوزراء أن ذلك تم لأن بلاده تحترم حرية التعبير، تقدم الكاتب المصري المقيم في السويد خالد الهواري بطلب لإدارة الأمن السويدي لتنظيم مظاهرة احتجاجية يشارك فيها آخرون من دول الاتحاد الأوروبي أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم وحرق كتاب التوراة ردا على حرق القرآن.

لم يكن هدف “الهواري” حرق نسخة التوراة بالفعل وأعلن هذا لاحقا ، لكنه أكد أن هدفه اختبار أكذوبة حرية التعبير السويدية ، وفضح أن الأمر لا يعدوا عداء للإسلام وإسلاموفوبيا، وهو ما حدث، ليبثت أن حرية التعبير في السويد ضد المسلمين فقط.

وظهر الشاب المصري الذي يحمل اسم “باجزي سيجال” على فيسبوك، معلقا على ما تم تداوله، مؤكدا أنه لا ينوي تنفيذ ما وعد به.

وقال في رده على تداول الخبر “علشان أنا مصري جدع هشوف الحكومة هتوافق على طلبي ولا لأ وهقف أمام السفارة لكن في نيتي عدم حرق شيء، مؤكدا أن هدفه ليس حرق التوراة بل فقط اختبار السلطات السويدية وأنه لن يحرق التوراة.

وقال مصدر إعلامي في السويد إن “هناك حالة ارتباك غير مسبوقة في السويد بعد أنباء عن عزم مجموعة من المسلمين تنظيم مظاهرة أمام سفارة الاحتلال وحرق التوراة ردا على حرق القرآن لتوجيه رسالة واضحة، لا انتقائية في حرية التعبير.

بعدما وعده الأمن السويدي بتحديد موعد لما يطالب به ، وبحث الأمر عاد ورفض الطلب، ليتأكد أن الأمر ازدواجية معايير.

فقد كشف سفير إسرائيل لدى السويد، زيف نيفو كولمان، 26 يناير 2023 أنه تم منع حرق التوراة أمام مبنى سفارة تل أبيب في ستوكهولم بالتنسيق مع مسؤولين سويديين.

وقال كولمان، في تغريدة “كنا مشغولين للغاية في الأيام الأخيرة في محاولة منع هذا الحدث البغيض، ونعمل مع كبار الرتب في وزارة الخارجية والشرطة المحلية وسنواصل العمل لمنع مثل هذا الحادث المخزي”.

https://twitter.com/zivnk/status/1618554571126870017

وبعدما قرر الشاب المصري سحب طلبه بحرق نسخة من التوراة بعدما تحقق هدفه في فضح عنصرية السويد، عاد السفير الإسرائيلي ليكتب في تغريدة لاحقة “يسعدنا أنه بعد جهود السفارة لدى السلطات السويدية، والنشاط المشترك مع عناصر من الجالية اليهودية المحلية، قام المتطرفون بسحب طلب تنظيم المظاهرة التي خططوا فيها لحرق التوراة”.

https://twitter.com/zivnk/status/1618614984833118215

ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بالتحرك الذي قامت به وزارة الخارجية والسفارة الإسرائيلية لدى السلطات السويدية ، ما أدى إلى إلغاء ما أسماها المظاهرة البغيضة بهدف حرق التوراة.

ونقلت صحيفة محلية سويدية عن الشاب المصري قوله إنه “سئم من ذهاب أموال الضرائب لحماية راسموس بالودان عبر مظاهرات لحرق نسخ من القرآن الكريم بشكل متكرر”.

وأكد الشاب أن ممثلي الرابطة الإسلامية في مسجد ستوكهولم نصحوه بعدم الإقدام على هذا العمل ، في إشارة إلى أنه لن يمثل المسلمين إذا قام بإحراق نسخة من التوراة.

https://twitter.com/Shuounislamiya/status/1618715220964429824

اليهود وراء حرق القرآن

وكشف موقع “السويد اليوم” 26 يناير 2023 أن من حصل على ترخيص الجهات المعنية السويدية لتنظيم تظاهرة حرق القرآن، هو، الصحافي السويدي شانج فريك (Chang Frick) من أصول يهودية، ويعمل لحساب الحزب السويدي الديمقراطي اليميني، المعروف ب( SD)، وهو من الأحزاب السويدية في الحكومة السويدية.

ويمتلك شانج جريدة NYHETER IDAG، مع شخص إسرائيلي يُدعى إلن سعدي Ilan Sade من مدينة نهاريا من إسرائيل وهو عضو في حزب الوسط (Centerpartiet)  وشانج هو من تكفل بتكاليف سفر وإقامة راسموس بالدون في السويد، وهذا ما يؤكده قول راسموس  “هناك من استدعاه لحرق القران”.

وزعمت الحكومة السويدية بعد سماحها بحرق القرآن في مؤتمر صحافي عقده رئيس الوزراء أولف كريسترشون ووزير خارجيته توبياس بيلستروم بررو أن حرق القرآن حرية تعبير مكفول حسب القانون السويدي، رغم أنهما اعتبرا الحادثة مشينة ومسيئة للمسلمين.

وكانت الشرطة السويدية أحاطت بالودان وسمحت له بحرق المصحف بعد فترة وجيزة من حرقه نسخة أخرى أمام مسجد تابع لجمعية الجالية الإسلامية في حي دورثيفج التابع لكوبنهاغن في وقت سابق، وهي المرة الثالثة خلال أسبوع.

وفي الاسبوع التالي سمحت الشرطة الدنماركية له بحرق القرآن مجددا أمام مسجد واتخذت تدابير أمنية مشددة في محيط المسجد، وأغلقت الشارع أمام المرور، ووجهت تحذيرات لشبان مسلمين كانوا يحملون المياه وأنابيت لإطفاء الحرائق.

حيث أعلن بالودان أنه سيحرق مصحفا أمام مسجد في الدنمارك وقرب السفارتين التركية والروسية، وأن السلطات المعنية سمحت له بذلك.

وسبق لبالودان أن أحرق مصحفا في 21 يناير 2023 قرب السفارة التركية في ستوكهولم، تحت حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أحد منه أثناء ارتكابه هذا العمل الاستفزازي.