رغم التحذيرات العالمية.. حكومة الانقلاب تتجاهل انتشار متحورات كورونا بين الأطفال

- ‎فيأخبار

رغم التحذيرات العالمية من عودة فيروس كورونا وظهور متحور جديد "إكس بي بي" وفرض عدد من الدول إجراءات احترازية ، إلا أن الأوضاع في مصر تشهد إهمالا غير مسبوق وتجاهلا تاما لانتشار الوباء وزيادة الإصابات خاصة بين الأطفال .

هجوم المتحور الجديد لم يقتصر على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة فقط، بل يهاجم جميع الفئات من مختلف الأعمار، ولا يرحم هذا الفيروس المميت الأطفال وحتى الرضع، حيث سجلت الجهات الصحية في مختلف دول العالم إصابات بين الأطفال خاصة مع ظهور متحور جديد يعتبر من أخطر متحورات الفيروس.

ورغم ذلك اكتفت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب بالتحذير من خطر إصابة الأطفال الأقل من 18 عاما بفيروس كورونا، ومطالبة المواطنين بتلقي لقاحات فيروس كورونا، إلا أنه لا يوجد أي إجراء عملي على أرض الواقع ، فلا تطعيمات بلقاحات كورونا ولا إجراءات احترازية ولا حملات توعية في تكرار لنفس سيناريو ظهور الفيروس عام 2019.

يشار إلى أن دول العالم تشهد حالة من الفزع، بعد ظهور متحور كورونا الجديد "إكس بي بي" الذي ينتشر بسرعة البرق ليكون الأشد خطورة بين المتحورات الأخرى، حيث إنه انتشر سريعا في 29 دولة في أقل من ثلاثة أشهر، وخطورته تكمن في قدرته على التهرب من اللقاحات ، كما أن لديه القدرة على إنتاج أجسام مضادة للعلاجات.

 

الإجراءات الاحترازية

من جانبه أرجع الدكتور فايد عطية أستاذ الفيروسات الطبية والمناعة، أسباب زيادة حالات الإصابة إلى عدم الإلتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية سواء من الشعب أو من حكومة الانقلاب علاوة على انخفاض درجات الحرارة بشدة في فصل الشتاء، وانتشار فيروس الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي ، معتبرا أن كل ذلك يسبب بيئة حاضنة لانتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا.

وقال "عطية" في تصريحات صحفية إن "نسبة الذين تلقوا اللقاح لم تتجاوز الـ30% من المصريين بإجمالي 40 مليون مواطن وهي نسبة قليلة نسبيا إذا ما قورنت بباقي الدول العربية والخليج ، فمثلا في الإمارات وصلت نسبة المطعمين إلى 90 و95%، مؤكدا أن قلة نسبة التطعيمات هي السبب الأكثر احتمالية لزيادة حدة انتشار الفيروس والمتحور الجديد XBB1.5 .

وأشار إلى ظهور المتحور الجديد في الولايات المتحدة و29 دولة أخرى وهو أحد متحورات فيروس"أوميكرون" سريع الانتشار بمعدل عشرة أضعاف، ويحاول الهروب ومرواغة الجهاز المناعي، وتكون الإصابة للمطعمين وغيرهم ، لكن تكمن أهمية التطعيم في شدة وتطور المرض ، حيث تكون الأعراض وحدة المرض وفترة الإصابة أقل على عكس غير المطعمين الذين قد تدهور حالتهم ويدخلون المستشفيات والعناية المركزة .

وطالب "عطية" بتشديد الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتقليل التكدس والزحام وزيادة نسبة التطعيمات عبر وحدات متنقلة.

 

قنابل موقوتة

وحذر الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بمركز المصل واللقاح من أن الأطفال بمثابة قنابل موقوتة لمن حولهم، مشيرا إلى أن الأطفال لا يمرضون مثل البالغين، ولا يظهر عليهم أعراض خطيرة عند إصابتهم بفيروس كورونا، فتكون الإصابة بين البسيطة والمتوسطة مثل دور البرد.

وأعرب الحداد في تصريحات صحفية عن أسفه لاستهانة الآباء بإصابة أطفالهم بالفيروس، رغم أنهم ينقلون الفيروس دون الشعور بخطورة الوضع الى الكبار .

وطالب الأبوين باعتبار أي تعب يشعر به الطفل هو كورونا، وأن يعامل بحرص شديد ولا يختلط بأحد، لتجنب التسبب في ضرر كبير للأكبر سنا، في ظل استهداف المتحور الجديد للأطفال.

وأشار الحداد إلى أن هناك علامات قد تظهر على الأطفال عند الإصابة بفيروس كورونا، يجب الحذر منها، منها صعوبة التنفس أو صعوبة التقاط أنفاسه، أو عدم القدرة على الاحتفاظ بأي سوائل، أو الارتباك أو أن يكون الطفل غير قادر على الاستيقاظ ولديه شفاه تميل للون الأزرق، من الضروري وقتها الحصول على المساعدة الطبية فورا.

 

الأطفال

وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن "العالم بحاجة إلى مزيد من الاحتياطات للوقاية من فيروس كورونا، خاصة الأطفال أقل من 6 سنوات، الذين لا يلتزمون بغسل الأيدي، وارتداء الكمامات الطبية، مشيرا إلى أن مسؤولية حماية الأطفال في هذه الفترة، تكون على الأب والأم".

وحذر عنان في تصريحات صحفية من خروج الأسر التي لديها أطفال إلى أماكن مزدحمة حتى نهاية فبراير المقبل، مشددا على أهمية الحصول على اللقاحات، خاصة لقاح الإنفلونزا بالنسبة للأطفال بداية من عمر 6 شهور.

ولفت إلى ضرورة توعية الأطفال فوق الـ6 سنوات، بغسل الأيدي وارتداء الكمامة والحفاظ على النظافة الشخصية طوال الوقت، والتباعد الاجتماعي، للوقاية من فيروس كورونا، والفيروسات التنفسية الأخرى، مشددا على منع الطفل من الذهاب إلى المدرسة أو الحضانة حال ظهور أي أعراض مرضية عليه.

 

حملات متنقلة

وطالب محمود فؤاد المدير التنفيذي لمؤسسة "الحق في الدواء"، بزيادة الحملات المتنقلة لزيادة أعداد المحصنين لأهمية اللقاحات في تقليل أعراض وفترة الإصابة بالمتحور الجديد، مؤكدا أنه كلما زادت أعداد المُحصنين يتم تقليل سرعة انتشار الفيروس.

وقال فؤاد في تصريحات صحفية "يجب التشديد على الإجراءات الاحترازية وتقليل التكدس والازدحام مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي لتقليل فرص الإصابة مع جاهزية المستشفيات والأسرة وغرف العناية المركزة للتعامل مع أي حالات قادمة بشكل فوري وسريع".