نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" مقالا للباحثة رانيا مصطفى، سلطت خلاله الضوء على الأوضاع المعيشية في مصر بعد 12 عاما من ثورة 25 يناير المجيدة.

وبحسب التقرير، كان نظام مبارك الأكثر استقرارا من بين الأنظمة العسكرية الأربعة التي حكمت مصر في الآونة الأخيرة، لم يشهد النظام أي مظاهرات عنيفة بفضل القبضة الحديدية التي حافظ عليها مبارك لمدة 30 عاما، لقد أحاط نفسه بنخبة من قدامى المحاربين السياسيين والاقتصاديين والإعلاميين لإبقائه في السلطة، علاوة على ذلك ، تعرض المصريون لثقافات وظروف الأمم الأخرى، واقتصر الخطاب السياسي على النخب وكبار المسؤولين في مؤسسات الدولة، في حين كان لدى الجمهور عناوين الصحف والفقاعات الإعلامية اللامعة التي احتوت غضبهم المكبوت وتخدر أسوأ آثار النظام.

وأضاف التقرير أنه خلال عهد مبارك، كانت الهيمنة السياسية كاملة، بما في ذلك الاستعدادات لوراثة ابنه للرئاسة، بالطبع تم تزوير الانتخابات البرلمانية، لذا كانت الاستجابة لمطالب الثورة قرار النخبة.

وأوضح الموقع أنه خلال ثورة 25 يناير 2011  حذر مبارك من أن الفوضى ستحدث إذا لم يتراجع الشعب، ولم يدرك الناس حجم الخطر الذي ينتظرهم، لقد أعطاهم خيارين ، لم يكن أي منهما جيدا، السير في طريق الندم، الذي من شأنه أن يدفع التمرد إلى الوراء ويجدد تبعية الشعب، أو سلوك طريق اللاعودة، حيث سيكون مستقبل ما بعد مبارك مجهولا.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم مما شهدته مصر خلال العامين ما بين ثورة 2011 وانقلاب 30 يونيو 2013 بقيادة عبد الفتاح السيسي  تم اقتحام السجون وهروب السجناء، كانت هناك مظاهرات واحتجاجات حاشدة ، لم يحدث الغرق في أعماق اليأس والفوضى حتى استولى السيسي على السلطة، لقد كان منحدرا منذ ذلك الحين.

ولفت التقرير إلى أن السيسي ادعى أنه حمى مصر من مصير سوريا والعراق ، وأنه هو الذي ثابر ووأد نيران الحرب الأهلية عندما اشتبكت قوات الأمن التابعة له، في يوم الغضب الشعبي، مع المتظاهرين الشعبيين، عندما طلب من الشعب منحه تفويضا لمواجهة الإرهاب، ثم عندما نفذ أسوأ مجزرتين في تاريخ مصر، وعندما فشل في سحق روح الشعب، لجأ إلى الفوضى المنظمة لتدمير المجتمع المصري واقتصاد البلاد، وخفض مصر إلى مستوى سوريا والعراق، ولكن دون حرب.

ونوه التقرير بأنه لا يوجد فرق ملموس بين ما حدث لمصر وما يحدث لأي بلد دمرته الحرب، حيث فقدت مصر حصتها من مياه النيل وبعض حقول الغاز الطبيعي وجزيرتين استراتيجيتين. تم عرض أصولها العقارية للبيع والإيجار والاستثمار، وتعقد المؤتمرات الاقتصادية في أم الدنيا باستخدام نفس لغة مؤتمرات إعادة إعمار البلدان التي دمرتها الصراعات المسلحة، لقد أصبحت مصر متسولة، تجلس مع وعاء في يدها على عتبة صندوق النقد الدولي، وتقدم كل التنازلات الممكنة والمستحيلة. اقترضت دون تفكير حتى فقدت دهاءها الاقتصادي ، وسمحت بالتدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية.

وتابع " لقد حصدت مصر ما زرعه السيسي، لقد رأينا مواطنين مصريين يقاتلون إلى جانب مركبات الجيش من أجل الحصول على بعض المساعدات الإنسانية، الانضمام إلى مجموعات الهجرة غير الشرعية؛ أخذ مهاراتهم في الخارج ؛ يقتلون أنفسهم النزوح؛ وبشكل متزايد ، التورط في الجريمة، مدد النظام حالة الطوارئ وشرع الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والسجن والإعدام والاعتقالات على أساس النوايا المزعومة والشك والافتراء، ويسيطر كبار ضباط الجيش على الاقتصاد ويستفيدون بشكل كبير نتيجة لذلك، في حين تم نشر القوات في جميع أنحاء البلاد".

وأردف " لقد فقدت مصر مقاليد القيادة الإقليمية، وكذلك دورها الرائد في العلوم والسياسة، إنها سياسية خفيفة الوزن الآن، حتى السياح تم ردعهم عن الزيارة ، والدول التي لا تمتلك عشر مواقعها التراثية والمصنوعات اليدوية سحبت بساط السياحة من تحت أقدامها، وبات الفساد منتشرا من أعلى إلى أسفل".

وأكمل التقرير " سبعون عاما من الحكم العسكري جعلت مصر تفقد هويتها، إنها ليست أرضا زراعية ولا قاعدة تصنيع، إنها شبه دولة يحكمها رئيس زائف قدم برنامجا شبه انتخابي وقبله المواطنون شبه الواعين، ويعيش المصريون حياة كابوسية، حيث لا تقترب الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة ، مما يمكن وما ينبغي أن تكون عليه، إنهم محتجزون في حالة غيبوبة من قبل وسائل الإعلام المتوافقة ولديهم الخبز على الطاولة ، لكن قلوبهم حزينة حقا".

واختتم التقرير " لقد طغت المشاعر التي تصاحب النكسات السياسية على الحياة المصرية، لقد مرت الذكرى ال 12 للثورة، ونحن جميعا على يقين تام من أن مصر قد عكست مصير سوريا والعراق وربما حتى فلسطين، فقد عانت مصر من انتكاسة كبيرة لأول مرة في عام 1967 عندما دمرت إسرائيل قواتها الجوية على الأرض وفقدت سيناء، عانت من نكسة كبرى ثانية في عام 2013 عندما دمرت ثورتها على الأرض وفقدت البلاد".

 

https://www.middleeastmonitor.com/20230201-12-years-after-the-revolution-egypt-is-no-better-than-syria-and-iraq/

Facebook Comments