ظهر عامل مصري في مصنع للطوب وهو يحمل فوق ظهره وزنا أثقل منه، مطالبا بنبرة تحمل مرارة شديدة إعلام فندق الماسة بوقف برامج الطبخ، مراعاة لمشاعر غير القادرين في ظل غلاء اللحوم والدجاج بشكل كبير.
وقال العامل الذي سجل المقطع أثناء نوبة العمل “ارحموا أولادنا الصغار وإحنا داخلين على رمضان، واعتبروا أن فيه ميت ومتشغلوش أغاني” مضيفا “إحنا خلاص مش عايزين نأكل لا فراخ ولا لحمة ومكفيين حالنا بالقليل بس متستفزوش عيالنا وتصعبوها علينا وتعذبوهم بمناظر الطبخ واللحمة الضاني والفراخ”.
الغلاء الفاحش
وعبر برنامج “الحكاية” الذي يقدمه أديب على شاشة “إم بي سي مصر” يواصل من خلاله استفزاز المصريين خصوصا فقرة المطبخ كما كان يفعل من قبل في فقرة على قناة “أون” المملوكة لجهاز المخابرات قبل أن يرحل عنها بشكل مفاجئ إلى القناة السعودية.
الناشط أكرم مصطفى تعجب من ملكة عمرو أديب اليومية في اصطناع الكذب وتصديقه؛ حيث قال “أشك في الصحة النفسية لهذا الإعلامي الذي هو بالأساس مصاب بالشيزفرينيا”.
وأكد أن عمرو أديب برغم براعته في إيصال المعلومات التي يريد النظام إرسالها ، إلا أنه وبرغم كل هذا غير معترف به على أنه مثقف أو صاحب فكر إعلامي مثل الإعلامي الراحل حمدي قنديل أو حتى الدكتور معتز بالله عبدالفتاح.
ويشير إلى أن سطحية “أديب” تجذب الذباب إلى الضحك والسخرية، وهذا مايريده الإعلامي ذو الخمسين عاما، أما فقراته فلا أعتقد أن الجمهور يشاهد سوى فقرة الغناء والطعام والذي تسبب في احتقان المصريين من كثرة أنواع الطعام المقدم، كأنه يقول للجمهور للفرجة فقط، أما أنتم فكلوا من الزبالة، وفق تعبيره.
في حين يذهب الباحث الدكتور عمر عبد الله إلى آخر؛ حيث يؤكد أن دوافع عمرو أديب في إظهار الطواجن والمحمر والكفتة والريش نوعا من استفزاز المصريين الفقراء، مضيفا المفترض أن مصر كما يتحدث عبد الفتاح السيسي” فقرا أوي” فما هذا النوع من البرامج المستفزة التي توحي بأن مصر غير مصر التي نعرفها؟
وأضاف، حديث سائق التوك توك الشهير والذي قارن بين الصومال وفيينا صحيح 100بالمئة وهو الدليل الذي نراه في برنامج واحد من مطبخ عمرو أديب في برنامج الحكاية على إم بي سي، و يتنافى هذا مع حديث السيسي قبل عام خلال مؤتمر لافتتاح مشروع المحروسة1،2 وأهالينا1، والذي انتقد خلاله الأوزان الثقيلة، لافتا إلى أن حديث السيسي فتح الباب للحديث عن وسائل الإعلام، والتي غالبا ما تكون فقرة الطبخ والأكل الذي يؤدي إلى السمنة.
الكوارع والعكاوي
ووفقا للتقارير الدولية والمحلية فقد كشفت عن مدى الانحدار الحاصل لملايين المصريين منذ الانقلاب العسكري على يد الديكتاتور الدموي عبدالفتاح السيسي، وأكدت تقارير رسمية أن المواطن المصري يعيش تحت خط الفقر والبطالة والجريمة والتفكك بنسب كارثية.
المتتبع لكوارث الانقلاب بحق ملايين المصريين بكتشف أن 40 بالمئة من المصريين لا يستطيعون الوفاء بحاجتهم الأساسية؛ حيث وصل معدل البطالة في البلاد إلى 13.9 بالمئة في عهد المنقلب السيسي، وتحتل مصر المرتبة الخامسة في مؤشر البؤس العالمي وهو ما ينذر بكارثة محققة.
ومن بين كوارث الانقلاب طوال ست سنوات انحدار المصريين كل يوم، وهو ما تؤكده التقارير الرسمية الصادرة من جهاز التعبئة والإحصاء أن 9 ملايين طفل مصري يعيش تحت خط الفقر، فيما يعتمد 50% من الشعب على هياكل الدجاج ، وهي مكونات يتم رميها ولا ينتفع بها سابقا ، بينما تأتي الطامة والكارثة الجديدة هي ارتفاع معدلات الجريمة بسبب حالة الفقر المدقع؛ إذ تحتل مصر المرتبة الثالثة في معدلات الجريمة.
ولم يكن عمرو أديب فقط ممن يتذوق الطعام الفاخر في برنامجه ،فهناك الكثير من الإعلاميين يسيرون على خطى برنامج الحكاية، كبرنامج صاحبة السعادة ؛ حيث تقدم الفنانة سعاد يونس في لقاءاتها مع نجوم المطاعم الشعبية ببرنامج صاحبة السعادة، المذاع على قناة سي بي سي، حيث تقوم بشكل مستمر ومستفز باستضافة أصحاب المحلات صاحبة المأكولات والمشروبات الأكثر شعبية في مصر، وكان أبرزها مطاعم اللحوم الدواجن المشوية خاصة وجبات “الكوارع والعكاوي”.
وهناك أيضا مطبخ “ست الحسن” حيث تقدم المذيعة شريهان أبو الحسن زوجة الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة “اليوم السابع” عبر برنامجها “ست الحسن” على قناة on E؛ حيث تقدم فقرة المطبخ مع الشيف مروة الشافعي يوميا، حيث يقتصر المطبخ سوى عن وجبات باهظة الثمن لاتناسب المستوى المعيشي لغالبية المصريين مثل، اللحوم والحواوشي وفتة الشاورما وغيرها من الأطعمة مرتفعة الأثمان.
من جهته يقول الكاتب الصحفي أنور أبو الخير “أين نواب الشعب مما يحدث في الشارع المصري؟ ألم تصل للسادة النواب صرخات المواطنين ألم يشعروا بالسخط والاستياء والغضب في نفوس الشعب؟”.
مضيفا “هل بلغهم خبر تضاعف أسعار كل شيء ؟ هل أحس بشعور أم يسألها طفلها عن مذاق اللحم الذي يطبخه الشيف في برنامج التليفزيون وما يشاهدونة من الإعلامي عمرو أديب في مطبخ قناة mbc أو إحساس تلميذ عجز والده عن سداد مصروفاته الدراسية ويطالبه الناظر أو المدير بها أمام زملائه؟ هل تأثر بدموع رجل مسن يبحث في جيوبه فلا يجد ما يكفيه للعودة إلى منزله، لقد أصبح المصريون مقهورين في بلادهم وحفر الهم والغم والنكد والحزن والألم والتعاسة وقلة الحيلة أخاديد في ملامحهم”.
Facebook Comments