على الرغم من تراجع نبرة الانتقادات التي شنها  إعلاميون وصحف مصرية  تابعة لسلطة الانقلاب في مصر ضد السعودية، إلا أن الأخيرة يبدو أنها اتخذت قرارا استراتيجيا بعدم العودة للتعاون مع السيسي ونظامه، وأنها قررت التخلي عنه  مستقبلا عبر التوقف عن تعويمه ماليا، كما هو متبع منذ الانقلاب العسكري في 213 بمصر.

وفي هذا الإطار، دخل الأكاديمي السعودي علي الشهابي ، المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، على خط التلاسن الإعلامي المشتعل بين السعودية ومصر.

 

وغرد “الشهابي” باللغة الإنجليزية، عبر حسابه بموقع تويتر “تستمر مصر في الاعتماد على إنقاذها باستمرار، لكن شهية المانحين تتضاءل الآن بشكل كبير”.

 

 

ثقب  أسود

 

وأضاف قائلا “مصر عبارة عن ثقب أسود لن يغلق أبدا ما لم تكن الحكومة قادرة على إجراء إصلاحات هيكلية مادية”.

 

واختتم الشهابي تغريدته بالقول “نشهد الآن فترة صعبة في التكيف مع هذا الواقع الجديد”.

 

ويوصف الشهابي بأنه مستشار إعلامي لـ”بن سلمان”

 

وتعد تغريدة “الشهابي” أحدث تراشق إعلامي بين النخبة في السعودية ومصر، والتي كان أبرزها مقال رئيس تحرير صحيفة الجمهورية عبدالرزاق توفيق، قبل أن يتم سحبه من موقع الصحيفة وإقصائه عن رئاسة تحريرها.

 

وتصدر الجانب السعودي في هذا الهجوم أكاديميين اثنين مقربين من الديوان الملكي، هما تركي الحمد وخالد الدخيل، الذين وجها انتقادات لاذعة لتعامل مصر مع الملف الاقتصادي، محملين المسؤولية عن تردي الأوضاع في البلاد إلى الجيش الذي يسيطر فعليا على الاقتصاد.

 

الأمر ذاته ذكره الصحفي الكويتي علي الفضالة حين نشر مقطعا مصورا هاجم فيه الإعلام المصري، متهما إياه بتصدير مشاكل المصريين إلى دول الخليج.

 

وكان اتفاق صندوق النقد الأخير مع مصر، وتململ السعودية الواضح من الالتزام بمواصلة تقديم المساعدات إلى مصر، أشعل شرارة التراشق الإعلامي بين الطرفين.

 

غير أن السعودية لم تكتفِ بالرسائل الإعلامية على لسان كتابها، لكنها بدأت في التعبير عن ضيقها عبر رسائل دبلوماسية، لعل أبرزها غياب المملكة مع الكويت، عن القمة الأخيرة التي استضافتها الإمارات في 19 يناير المنصرم، وجمعت زعماء مصر وقطر والبحرين وسلطنة عمان والأردن، وكان جزءا من جدولها هو بحث إغاثة القاهرة اقتصاديا.

 

وكان لافتا أن الغياب السعودي عن قمة أبوظبي كان هو الثاني بعد غياب عن تجمع سابق في مدينة العلمين المصرية، في أغسطس من العام الماضي، وهو التجمع الذي ضم أيضا قادة الإمارات والبحرين والأردن والعراق.

 

في غضون ذلك، أشارت مصادر صحفية قبل أسابيع إلى وجود أزمة تعتري العلاقات بين القاهرة والرياض على خلفية توجه الاستثمارات السعودية المرتقب ضخها في السوق المصرية، حيث ترغب السعودية في الاستثمار بشكل أكبر في القطاع الخاص، بينما ترغب مصر في الحصول على استثمارات مباشرة في الشركات الحكومية، وهو ما ترفضه المملكة لأنها ترى هذه الشركات غير مربحة.

 

وقبل أيام، أثار وزير المالية السعودي محمد الجدعان الجدل حين قال إن “عهد المنح والمساعدات غير المشروطة لبلاده قد ولَّى، وأن المملكة ستربط استثماراتها اللاحقة بـخطوات إصلاحية، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة مبطنة إلى بعض الدول المستهلكة للمساعدات السعودية وعلى رأسها مصر”.

 

 

 

Facebook Comments