رغم طرد ممثلتهم في الاجتماع الأخير .. “تل أبيب” مراقب في الاتحاد الأفريقي

- ‎فيعربي ودولي

 

قال مراقبون الاحتلال الصهيوني ما زال عضوا مراقبا بالاتحاد الأفريقي رغم طرد الممثلة الدبلوماسية لخارجية تل أبيب في اجتماع إثيوبيا في 18 فبراير الماضي منذ منحه رئيس المفوضية الإفريقية موسى الفكي، وهو تشادي الجنسية وفيليكس تشيسكيدي رئيس جمهورية الكنغو الديمقراطية وكان رئيس الاتحاد الأفريقي في 2021، عضوية مراقب  للكيان الصهيوني في يوليو ٢٠٢١ بقرار فردي بدون تصويت مستخدمين حقهم واختصاصهم الذي منحه إياهم الأفارقة ولم تعترض الكتلة الأكبر بين القارة السمراء.

مع أول اجتماع في ٢٠٢٢، طرحت الجزائر وجنوب إفريقيا استشارة داخل الاتحاد برفض القرار والرجوع فيه، وللاتفاف قرر الاتحاد عمل لجنة من ٧ دول بينها الجزائر لمناقشة طرد إسرائيل وأن يستمر ذلك لسنة ثم التصويت على تثبيت عضوية الكيان الصهيوني أو إلغائها يعني العضوية لا تزال مفعلة غير مقررة أو مثبتة بتصويت لكن موجودة، ولم يلغها الاجتماع الأخير الذي جاء بعد مرور سنة من الاجتماع السنوي للاتحاد.

https://www.facebook.com/SidElMoctarSidi/videos/507523281542635\

لجنة 7

وتتكون لجنة السبعة من رؤساء أفارقة، بينها 4 دول داعمة لإسرائيل وهي، السنغال (رئيسة الاتحاد الجديدة) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (الرئيسة السابقة) ورواندا والكاميرون، أما الدول الثلاث الأخرى والرافضة لعضوية إسرائيل الشرفية في الاتحاد فهي: الجزائر وجنوب إفريقيا، اللتان تقودان حملة طرد إسرائيل من الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى نيجيريا.

طرد أمني

وقالت مصادر صحفية إن “أمن قمة الاتحاد الأفريقي الإثيوبي قام بطرد الوفد الإسرائيلي الذي حضر من تل أبيب للمشاركة في قمة للاتحاد الأفريقي، من قاعة القمة رغم تسلل الوفد الإسرائيلي خلسة مستعملا بطاقات دخول لأشخاص آخرين، إلا أن أمن قمة الاتحاد الأفريقي اكتشفتهم وقام بطردهم”.

وأدعى الصهاينة أن لديهم دعوة لحضور جلسة افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي، لكن لم يتمكنوا من إثبات ذلك، وعلى أثرها قام أمن القاعة بإجبارهم على الخروج وطردهم من القاعة.

ورحبت حماس وحركات فلسطينية وحملات مقاطعة بطرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الإفريقي، وبالمقابل اعتبر الكيان الصهيوني وإعلامه أن إيران والجزائر وجنوب أفريقيا وراء طرد الوفد من قمة أديس أبابا.
 

شارون بار لي

وقالت تقارير إن “الدبلوماسية المطرودة من القمة الأفريقية، نائبة المدير العام لشؤون إفريقيا في وزارة الخارجية الصهيونية، واسمها شارون بارلي” بحسب بيان رسمي.

وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن “بار لي مراقبة معتمدة، وهنا يكمن لُب الخلاف، وقالت الخارجية تنظر إسرائيل بجدية إلى واقعة طرد نائبة مدير الشؤون الإفريقية، السفيرة شارون بار لي، من قاعة الاتحاد الإفريقي على الرغم من وضعها كمراقب معتمد وحصولها على شارات للدخول”.

لكن إيبا كالوندو، المتحدثة باسم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، قالت إن “الدبلوماسية أُخرجت من القاعة؛ لأنها ليست السفيرة الإسرائيلية المعتمدة لدى إثيوبيا، وهي المسؤولة التي كان من المتوقع حضورها”.

وقال مسؤول في الاتحاد الإفريقي إن “الدبلوماسية التي طُلب منها المغادرة لم تتلق دعوة لحضور الاجتماع، وكانت قد وجهت دعوة غير قابلة للتحويل إلى سفير إسرائيل لدى الاتحاد الإفريقي أليلي أدماسو”.

وأضاف “من المؤسف أن يسيء الشخص المعني استخدام هذه البادرة” بحسب تقرير لموقع فرانس24.

وقال مراقبون إن “الخارجية الإسرائيلية قررت إرسال شارون بارلي بدلا منه، حتى تثبت صفة مراقب بالأمر الواقع على ما يبدو”.

دور جنوب أفريقيا

ورفضت جنوب إفريقيا الادعاءات الصهيونية حيالها، قائلة إن “الاتحاد لم يبت بعد في طلب إسرائيل الحصول على صفة مراقب به، وطالبت تل أبيب بتقديم الأدلة بشأن مزاعمها حول دور إيران في قصة طرد الدبلوماسية.

وقال كلايسون مونييلا، رئيس الدبلوماسية العامة في الإدارة الحكومية المعنية بالعلاقات الدولية في جنوب إفريقيا، لرويترز “إلى أن يتخذ الاتحاد الإفريقي قرارا بشأن منح إسرائيل صفة مراقب، لا يمكن أن تأخذ الدولة هذه الصفة وتضطلع بأعمال المراقبة”. وأضاف “لذا، الأمر لا يتعلق بجنوب إفريقيا أو الجزائر، إنها مسألة مبدأ”.

 

امتيازات المراقبة

وصفة مراقب هي امتياز تمنحه بعض المنظمات لغير أعضائها، ويترتب عليه منحهم القدرة على المشاركة في أنشطتها، ولكن من دون التصويت أو اقتراح القرارات، ومنذ تأسيس الاتحاد الإفريقي عام 2002، سعت إسرائيل للحصول على صفة مراقب لدى الاتحاد، وهي الصفة التي تتمتع بها السلطة الفلسطينية، لكن دون جدوى.

وبالقرار الذي اتخذه موسى فكي انقسم الأفارقة إلى فريقين؛ الأول يرى أن منح تل أبيب صفة عضو مراقب دليل واضح على مدى عمق التغلغل داخل أروقة صنع القرار في القارة السمراء ولا بد من التصدي له، ومعسكر آخر يرى أن منح الصهاينة تلك الصفة ما هو إلا إقرار بالأمر الواقع، وأنه لا يؤثر بالضرورة على الموقف من دعم الفلسطينيين.

وقالت مذكرة داخلية أعدت للقمة واطلعت عليها رويترز وقتها إن “نيجيريا والجزائر وجنوب إفريقيا والتكتل الإقليمي للجنوب الإفريقي يضغطون من أجل إلغاء وضع إسرائيل، بينما قال دبلوماسي إفريقي لرويترز إن جمهورية الكونغو الديمقراطية والمغرب وعدداً من الدول الأخرى تدعم وجود إسرائيل. وكانت المغرب قد أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل نهاية عام 2020، في مقابل اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء الغربية”.

 

على جميع الأطراف إذا انتظار القمة الإفريقية المقبلة، خلال يوليو المقبل لمعرفة من انتصر في فتنة المراقب التي يدعمها أفارقة وأعضاء الاتحاد الإفريقي.