“الجارديان”: قلق من تصاعد العنف في القدس خلال شهر رمضان

- ‎فيأخبار
Palestinians run for cover from tear gas fired by Israeli security forces at Jerusalem's Al-Aqsa mosque compound on May 10, 2021, ahead of a planned march to commemorate Israel's takeover of Jerusalem in the 1967 Six-Day War. (Photo by ahmad gharabli / AFP)

في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لشهر رمضان في البلدة القديمة في القدس والأحياء الفلسطينية المحيطة بها، حيث أصبحت سلاسل من أضواء الأعياد والفوانيس جاهزة للترحيب بغروب شمس يوم الخميس، وفي حين أن محلات الحلويات والخبازين مشغولون بصنع القطايف والزلابية المقلية المحشوة بالكريمة أو الجبن الحلو، والتي تُؤكل تقليديا خلال الشهر الفضيل يتصاعد القلق من اندلاع أعمال عنف خلال شهر رمضان، بحسب صحيفة "الجارديان".

وقالت الصحيفة إن "شهر الصيام الذي يحيي ذكرى نزول جبرائيل بالقرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو وقت للانضباط الذاتي والتأمل والاحتفالات مع العائلة والأصدقاء، ومع ذلك، وكما هو الحال مع كل عطلة دينية تقريبا في المدينة المتنازع عليها، يرافق شهر رمضان هذا العام مخاوف من تصاعد العنف".

وقالت جماعات حقوقية إن "88 فلسطينيا على الأقل نصفهم من النشطاء والنصف الآخر من المدنيين و16 إسرائيليا بينهم 15 مدنيا قتلوا منذ يناير، مما يجعل عام 2023 أكثر بداية دموية للعام في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية منذ عقدين، وأدت إراقة الدماء إلى تكهنات بأن المنطقة في بداية انتفاضة ثالثة".

وأضافت الصحيفة أنه خلافا للاعتقاد الشائع، لا يتوافق الشهر الفضيل بالضرورة مع تصاعد العنف، على الرغم من أن التقارب هذا العام مع عيد الفصح يزيد من احتمال الاحتكاك، حيث تستضيف القدس تدفقا كبيرا بشكل غير عادي من الحجاج.

كما أدت شهية حكومة الاحتلال الجديدة المتشددة لهدم منازل الفلسطينيين في القدس، والقرار الذي اتخذته في وقت سابق من هذا الأسبوع بإلغاء قانون صدر عام 2005 يأمر بإخلاء أربع مستوطنات حساسة بشكل خاص في الضفة الغربية، إلى تأجيج التوترات الإقليمية، وفي كل عام دون فشل، يضع رمضان السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى في القدس تحت دائرة الضوء.

وقال عزام الخطيب، مدير الهيئة الأردنية المسؤولة عن إدارة المواقع الإسلامية في المجمع المقدس "لقد عملت في الوقف لمدة 50 عاما ورأيت كل شيء من قبل، وأخبرني جو بايدن ذات مرة أنه سعيد لأنه لا يملك وظيفتي، لكنني متأكد تماما من أن رمضان هذا العام سيكون سلسا".

وقال الخطيب إن "الأمر استغرق شهرين كل عام لموظفي الوقف البالغ عددهم 500 موظف للتحضير لشهر رمضان، حتى بمساعدة المتطوعين، إن الخدمات اللوجستية لإدارة الوصول والصلاة لمئات الآلاف من الأشخاص، بالإضافة إلى عشاء الإفطار الليلي لما يصل إلى 10000 شخص، هي مصدر قلقه المباشر".

وقال "لدينا تطمينات من الشرطة بأنها لن تتدخل وسيتم السماح للمصلين بالقدوم إلى الأقصى دون مشاكل، وإذا حدث خطأ ما ، فذلك لأنهم قرروا السماح بحدوث ذلك، الشرطة والحكومة الإسرائيلية تسيطران".

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن "هدفها خلال شهر رمضان هو تمكين حرية العبادة والوجود السليم للعيد وصلواته وعاداته مع الحفاظ على الأمن والقانون والنظام العام، وإن قوات إضافية من الشرطة وحرس الحدود ستنشر في أنحاء المدينة".

العديد من المقدسيين الذين تحدثت إليهم صحيفة الغارديان هذا الأسبوع لم يكونوا متفائلين، وقالت رحاب البالغة من العمر 72 عاما والتي تقضي الوقت مع جيرانها في باب المجلس، في قلب البلدة القديمة ، إنها "تعاني من مشاكل في المشي منذ أن أصيبت في ساقها بقنبلة صوت إسرائيلية قبل عامين، وسيكون من الجيد أن نستمتع بالشهر لكنني أعتقد أن بن غفير يريد تصعيدا".

يذكر أن إيتمار بن غفير، وهو يهودي يؤمن بالعنصرية أدين بالتحريض العنصري والذي كان حتى وقت قريب منبوذا من قبل التيار الرئيسي الإسرائيلي، أصبح وزيرا للأمن القومي الإسرائيلي قبل ثلاثة أشهر، وهو الآن مسؤول عن الشرطة في المدينة المقسمة.

كان الفرق ملحوظا بالفعل، كما قال عبود، البالغ من العمر 30 عاما والذي يعمل في محل حلويات النجف بالقرب من كنيسة القيامة "أتطلع إلى العمل الإضافي في رمضان، ولكن كل يوم عندما أغادر المنزل الآن هناك نوع من المشاكل مع الشرطة والمستوطنين، لا يسعني إلا أن أرى الأمر يزداد سوءا، إلى من تشكو عندما يكون عدوك هو القاضي؟".

وأشارت الصحيفة إلى أن المستوطنين في البلدة القديمة، وغيرهم من اليهود الإسرائيليين المتدينين، زاروا الحرم القدسي بأعداد متزايدة خلال السنوات القليلة الماضية، وبموجب حل وسط طويل الأمد، يسمح لهم بزيارة الموقع ولكن لا يسمح لهم بالصلاة فيه، وأي محاولة متصورة لتغيير الوضع الراهن تعمل كمانع صواعق للعنف.

فور توليه منصبه، قرر بن غفير القيام بجولة في المجمع المقدس، وهي خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها استفزاز وأثارت انتقادات دولية، ويشعر الكثيرون بالقلق من أنه سيحاول القيام بحيلة مماثلة خلال شهر رمضان.

وقال الخطيب "عندما جاء بن غفير إلى هنا كان مثل الفأر، مكث خمس دقائق محاطا بالشرطة وغادر مرة أخرى، من المفترض أن يقلق ذلك 2 مليار مسلم، هذا لا يزعجني على الإطلاق".

 

https://www.theguardian.com/world/2023/mar/22/concern-over-violence-as-palestinians-prepare-for-ramadan-in-jerusalem