بهرجة السيسي بـ”مسجد  مصر” تكلف الدولة نحو مليار جنيه رغم الفقر والأزمة الاقتصادية

- ‎فيتقارير

في خلل يستوجب رفع دعوى حجر على السيسي، الذي لايُقدّر الأولويات الاقتصادية في إنفاقه، حيث لا يحاسبه أحد، أنفق السيسي الذي تعاني دولته من كارثة اقتصادية تتجاوز حدود الإفلاس المالي، والذي يعيش على القروض أو بيع الأصول، أنفق قائد الانقلاب أكثر من 800 مليون جنيه ما يعادل نحو 26 مليون دولار على إنشاء جامع مصر الكبير، بالعاصمة الإدارية ، على الرغم من إنشائه مسجد الفتاح العليم وهو أكبر مسجد في أفريقيا، بجوار كنيسة الميلاد.

والغريب أن السيسي الذي يعاني اقتصاده من انهيار وتدهور  كبير، بدأ  أمس متفاخرا، وكأنه حقق إنجازا أو أغنى الشعب أو افتتح مشروعا إنتاجيا يغني ملايين الفقراء الذين باتوا بلا مأوى أو مصدر رزق بزمنه، ويتسولون ملاليم "تكافل وكرامة" أو يقفون أمام المساجد يتسولون ثمن العلاج أو الطعام أو المواصلات بعد أن أصبحت أسعارها نارا.

 

زهو السيسي وإهانة شيخ الأزهر

ففي حفل غلبت عليه مظاهر التباهي والإنفاق المبالغ فيه في أولى ليالي شهر رمضان الكريم، افتتح السيسي، فجر الخميس، مسجد مصر الكبير في العاصمة الإدارية الجديدة، الذي يقع على مساحة 19 ألفا و100 متر مربع، ونفذته شركة "المقاولون العرب" تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالجيش، بتكلفة تخطت 800 مليون جنيه نحو 26 مليون دولار.

وشارك في حفل للسحور أقيم تحت رعاية السيسي العديد من الفنانين والمنشدين، مثل هشام عباس وأحمد العمري ومصطفى عاطف، لتأدية الأغاني والأناشيد الدينية، في حضور شيخ الأزهر أحمد الطيب، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ورئيس مجلس النواب حنفي جبالي، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وعدد كبير من الوزراء والسفراء، وأسامة الأزهري مستشاره للشؤون الدينية ، الذي كان نجم الفعاليات مغيبا دور شيخ الأزهر الذي توارى ، حيث أهمله السيسي تماما، فيما رد الشيخ الطيب على أفعال السيسي وتشريعاته الدينية غير  المسئولة والمتجاوزة لحدود الله فيما يتعلق بالطلاق الشفهي، بالآية القرانية "أرايت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم".

 

موسوعة جينس

واستمع السيسي إلى حديث لأحد قيادات الجيش، أكد فيه حصول مسجد مصر على 3 شهادات من موسوعة جينيس للأرقام القياسية، الأولى بشأن أكبر منبر في العالم مصنوع يدويا بارتفاع 16 مترا، والثانية والثالثة للنجفة الرئيسية بوصفها أثقل نجفة في العالم بوزن 50 طنا، والأكبر بقطر 22 مترا على 4 أدوار.

ويسع المسجد الواقع في قلب الصحراء لنحو 130 ألف مصل، ويحتوي على 3 مداخل رئيسية تعلوها قبب إسلامية، بالإضافة إلى مدخل خدمي رابع، ويتكون المسجد من صحن للصلاة بمساحة 9600 متر مربع، تعلوه قبة إسلامية رئيسية بقطر داخلي 29.5 مترا، و6 قاعات تبلغ مساحة القاعة الواحدة 350 مترا مربعا، تعلو كل منها قبة إسلامية.

وللمسجد مئذنتان بارتفاع 140 مترا عن سطح الساحة العلوية، تبلغ المساحة الكلية للواحدة منهما 1600 متر مربع، وفي الدور الأرضي للمئذنة، تتوفر حمامات ومتجر هدايا وغرفة تذاكر ومكتب إداري، وغيرها من الخدمات اللازمة للمبنى، ويتوسطه سلم شرفي بارتفاع 133 مترا من المئذنة.

وتبلغ المساحة الكلية لقاعة المسجد الشرقية حوالي 3 آلاف و55 مترا، مقسمة إلى 3 قاعات رئيسية للمناسبات بسعة إجمالية 800 فرد، بالإضافة إلى قاعة رئيسية مخصصة لكبار الزوار مساحتها 800 متر مربع، وصالونين بإجمالي 260 مترا مربعا، علاوة على غرفة استقبال رئاسية.

أما مبنى المسجد الغربي، فتبلغ مساحته الإجمالية 33 ألفا و85 مترا مربعا، ويضم محالا تجارية ومركزا إعلاميا ملحقة به 3 مكاتب إدارية وحمامات وأماكن للوضوء لخدمة المسجد.

 

أزمة طاحنة

وتواجه مصر أزمة اقتصادية طاحنة جراء فقد عملتها أكثر من 98%  من قيمتها في غضون عام، ومواجهة الجنيه ضغوطا شديدة تدفعه إلى مزيد من التراجع، إثر تسجيل الدولار 40.25 جنيها في العقود الآجلة، مقارنة مع سعر رسمي يبلغ 30.95 جنيها في البنوك.

ويعاني المصريون من ارتفاع مستمر في أسعار جميع السلع والمنتجات الأساسية، وتراجع دخولهم بصورة غير مسبوقة بفعل التضخم، الذي ارتفع معدله إلى 40.3% خلال فبراير الماضي، مقارنة مع 31.2% في يناير السابق عليه، وفقا لبيانات البنك المركزي.

ويواجه السيسي اتهامات بإهدار أموال الدولة على بناء القصور الرئاسية والمساجد الفخمة، عوضا عن تطوير المدارس والمستشفيات، وخدمات البنى التحتية المتدهورة في البلاد.

وأكثر من مرة وجه السيسي ببناء مساجد كبرى في المحافظات، وهو ما أثار غضب المصريين في ظل ترافق ذلك مع تفريط السيسي في بيع أصول الدولة المصرية وشركاتها ومصانعها وموانيها، بداعي الفقر وتوفير أموال للموازنة العاجزة.

وتضم العاصمة الإدارية الجديدة، التي تقع على بعد 45 كيلومترا شرق القاهرة، واحدا من أكبر المساجد على مستوى العالم، وهو مسجد الفتاح العليم المقام على مساحة 106 أفدنة، بينها فدانان تقريبا لمبنى المسجد الذي تعلوه 21 قبة، ويضم 7 قاعات مناسبات، وافتتحه السيسي في يناير 2019، بالتزامن مع افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح يوم عيد الميلاد.

فيما يرى مراقبون أن السيسي يبح عن إنجاز وإسباغ هالة دينية حوله كزعيم، لمدارة توحشه وقتل الآلاف المصلين في الميادين واقتحام قواته المساجد وقتل الشباب بها، وتحويل الدين لمجرد مظاهر فقط محصورة بمساجد كبيرة ، دون تنزيله على واقع حي بتطبيق رؤية علمانية متوحشة ضد الدين بالأساس.