مع الارتفاع الجنوني في الأسعار ..السيسي يحرم أطفال مصر من فوانيس رمضان

- ‎فيتقارير

 

 

مع الارتفاع الجنوني في الأسعار في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي أصبح أطفال مصر محرومين من فوانيس رمضان التي كانت تمثل عادة سنوية تحرص الأسر عليها لتنشئة الأطفال على الجو الرمضاني وتعريفهم بالشهر الكريم وفضائله وطريقة الاستعداد له.

لكن بسبب ارتفاع أسعار الفوانيس غير المسبوق لم تعد الأسر قادرة على شرائها، لأنها توجه كل ما يقع تحت أيديها من أموال لشراء الاحتياجات اليومية الأساسية، وهكذا أصبحت شوارع المدن المصرية تخلو من الزينات والفوانيس والأنوار احتفالا بقدوم الشهر الكريم، كما توقف الكثيرون عن شراء الكنافة والقطائف،

هذا الواقع الأليم يؤكده التجار، حيث تراجعت حركة البيع بالشوادر المنتشرة في عدد من المناطق، أشهرها الموسكي والعتبة .

وقال التجار إن "الإقبال على شراء الفوانيس هذا العام تراجع بصورة كبيرة بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالأعوام الماضية".

 

حركة البيع

 

من جانبه قال علاء عبود، صاحب شادر لبيع الفوانيس في باب الشعرية، إن "حركة البيع والشراء هذا العام أقل من الأعوام الماضية نتيجة ارتفاع الأسعار".

وأضاف عبود في تصريحات صحفية، السنة اللي فاتت كانت أحسن لأن الأسعار السنة دي غالية والناس تعبانة، الأسعار السنة دي الضعف وأكتر.

وأوضح أن العام الماضي كان المواطن يستطيع شراء فانوس بجودة متوسطة بـ160 جنيها، بينما هذا العام لا يقل عن 250 و270 جنيها، كما أن هدايا البنات مثل عروسة «باربي» وصل سعرها إلى 250 جنيها، والفوانيس الصغيرة بـ55 جنيها، وفوانيس الصاج تبدأ من 500 و700 جنيه إلى 3000 جنيه.

وأشار عبود إلى أن أسعار فوانيس الميدالية وصلت إلى 45 جنيها مقارنة بـ25 جنيها العام الماضي، ولفة الزينة البلاستيك بـ15 جنيها، والورق بـ20 جنيها.

 

المستهلك النهائي

 

وقال اسماعيل مصطفى، بائع في أحد الشوادر، إن "أسعار الفوانيس تختلف حسب الشكل والشغل والزينة الموجودة فيها، ولذلك تجد بعض الفوانيس حجمها كبير لكن سعرها رخيص والعكس".

وأوضح مصطفى في تصريحات صحفية أن الأسعار عند البائعين في الشوارع أقل من أصحاب المحلات والتجار، لأن البائع لا يدفع مصاريف أخرى مثل الكهرباء والإيجار وغيره، أما أصحاب المحلات فيضيفون قيمة ذلك على المستهلك النهائي.

 

الزينة الورقية

 

وقال عمرو هاني، بائع في أحد شوادر السيدة زينب، إن "الإقبال الأكبر هذا العام على الزينة خاصة الزينة الورقية، لأنها رخيصة الثمن مقارنة بباقي الأنواع".

وأضاف هاني في تصريحات صحفية أن المواطنين أحجموا عن شراء الفوانيس لأنها مرتفعة الثمن مقارنة بالزينة التي مازالت في متناول أيدي الجميع.

 

الفانوس الصاج

 

قال «علي بسة» مواليد 1963 بحي السيدة زينب، أنه يعمل في صناعة فوانيس رمضان اليدوية منذ 52 عاما، مضيفا أبناؤه وإخوته نشأوا جميعا في هذه الورشة وارثين المهنة أبا عن جد، ونُصنع الفانوس البلدي «الصاج» لأنه إرث وتراث مصري ذات قيمة كبيرة لن ينقرض، ودائما يقبل عليها المواطنون.

وأضاف «بسة» في تصريحات صحفية ، مكونات الفانوس البلدي عبارة عن صفيح وزجاج ملون، نجلبه من باب الشعرية، يتم قص الصفيح إلى الأجزاء المكونة للفانوس، ويسمى كل جزء «مشتورة» ثم مرحلة الكبس «نقش الرسومات» ثم لحام الصفيح بـ«الأزير»، ثم تركيب الزجاج والانتهاء من تجميع الفانوس.

وأشار إلى أن الفوانيس البلدي تحمل أسماء كثيرة منها، فانوس شق البطيخ ومعروف منذ الأزل بين التجار القُدامى تحت الربع، وسعره 200 جنيه، وفانوس شويبس وسعره 70 جنيها، وفانوس الدلاية المزخرف بالشموع أو بلفظ الجلالة أو بآيات قرآنية سعره 140 جنيها، ومنها من يعمل بالشمع أو باللمبات الكهربائية .

وأوضح «بسة»  أن دلالات أسماء الفوانيس البلدي القديمة، مرتبطة بمعرفة التجار القدامى بها، لأنهم يطلبون كميات محددة من كل نوع حسب معرفتهم بهذه الأسماء، وهم التجار الأصليون في شارع تحت الربع، لكن الجدد معرفتهم محدودة.

وتابع هناك الفانوس الصغير وهو رمز مصري قديم ظهر في العديد من أغاني رمضان ويسمى «عبدالعزيز» نسبة إلى صبيان الصنايعية في الورش زمان، جميعهم كان يطلق عليهم «عزيز» ويشهد إقبالا كبيرا من المصريين «الغلابة» وسعره يبدأ من 60 جنيها .

 

وقف الاستيراد

 

وقال الحاج جمعة عبده، صاحب أحد محلات الغورية، أن منطقة الحسين بالكامل، تتزين لاستقبال شهر رمضان الكريم وليس المحلات فقط، معربا عن أسفه لأن الفوانيس والزينة أسعارهم مرتفعة بسبب إيقاف الاستيراد .

وأضاف  «عبده» في تصريحات صحفية، اعتمدنا بشكل كبير على التصنيع اليدوي، خاصة فوانيس الخيمية وعرائس بوجي وطمطم ومفروشات رمضان وطبالي الخيمية والعيشات.

وأشار «عبده» إلى أن هناك إقبالا من المستهلكين على عرائس رمضان القديمة، مثل بوجي وطمطم والفوانيس المصرية القديمة المصنوعة يدوي، لأن أسعارها مناسبة ومحافظة على جمالها وأصالتها، إضافة إلى أن المستورد أسعاره غالية وشاحح.

وأوضح، أن طبالي الخيمية من الأقمشة تتراوح أسعارها ما بين 50 جنيها حتى 100 جنيه على حسب مساحتها، وفوانيس الخيمية تبدأ من 10 جنيهات حتى 100 جنيه.

 

بنسبة 100%

 

وقال بركات صفا، رئيس شعبة لعب الأطفال وفوانيس رمضان بالغرف التجارية، إنه "تم إنتاج 2 مليون فانوس محلي وطرحها في الأسواق، بينما في العام الماضي أنتجنا 5 ملايين فانوس، موضحا أن تراجع الإنتاج جاء بسبب ارتفاع أسعار الخامات ووقف الاستيراد وأزمة الدولار" .

وأكد «صفا» في تصريحات صحفية أن الأسعار ارتفعت بنسبة 100% مشيرا إلى أن الفوانيس التقليدية مصرية 100%، سواء المصنعة في ورش الحرفيين أو المصانع، ومنها البلاستيك الذي يبدأ من 7.5 جنيهات إلى 65 جنيها، إضافة إلى فانوس «بورجي» وكان يتم استيراده من الصين، والآن يصنع في ورش منطقة المقاولين، وفوانيس الخيمية تعمل بها الورش الصغيرة، وتبدأ من 10 جنيهات إلى 100 جنيه، إضافة إلى الفوانيس الخرز، وتصنعه ربات البيوت من الحرفيين والأسر المنتجة، إلى جانب الفوانيس الخشب التي اتجه إليها النجارون بشكل كبير خلال هذا العام والفوانيس الصاج الممزوجة بالزجاج الملون، وتبدأ من 50 جنيها إلى 3 آلاف جنيه.