لم أكن أعلم الفارق بينهما حتى أرسلت لي الصديقة العزيزة “نهال شوقي” بحثا عثرت عليه وهي تقلب “الفيسبوك” وسيدتي هذه نموذج جيد جدا وراق للمرأة المصرية وهي مسئولة أساسية في مكتبة “ديوان” التي تحولت قبل فترة لدار نشر لها مكانة كبيرة بين المثقفين ويبدأ البحث بهذا التساؤل،
هل تعرفون ما الفرق بين كلمة “صوم” و “صيام”؟
إن القرآن العظيم ليس به كلمات مترادفة أبدا، فالصيام، هو الامتناع عن الطعام والشراب وباقي المفطرات من الفجر حتى المغرب وهي الفريضة المعروفة خلال شهر رمضان المبارك، قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ” ولم يقل الصوم.
أما الصوم، فيخص اللسان وليس المعدة، خاصة قول الحق والامتناع عن قول الزور سواء في رمضان أو غيره
قال تعالى “فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا” هنا نلاحظ أن مريم عليها السلام نذرت صوما وهي تأكل وتشرب.
فالصيام وحده دون أن يرافقه “الصوم” لا يؤدي الغرض المطلوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.
وقال الله تعالى في الحديث القدسي ” كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” لاحظت أن الله ذكر الصوم ولم يذكر الصيام، فكلنا كنا نظن أن المقصود في هذا الحديث هو الصيام وليس الصوم.
فالصيام يقدر عليه حتى الطفل الصغير، أما الصوم فهو الذي يحتاج إلى صبر عظيم فالصبر على أذية الخلق والصبر على أداء الحقوق وقول الحق هي من الأمور التي تحتاج إلى جهاد عظيم مع النفس.
وفي النهاية أقول لحضرتك، ياريت أنا وأنت نجمع بين الحسنيين صيام المعدة وصوم اللسان.