قالت تقارير: إن “نتائج كليجدار أوغلو خيبت آمال أنصاره في الداخل والخارج، إذ إن زعيم حزب الشعب الجمهوري بات يحتاج إلى استمالة جميع ناخبي سنان أوغان، ليحظى بفرصة للفوز في الجولة الثانية، غير أن ذلك يبدو مستبعد الحدوث ضمن إطار التحالفات التي يتوقعها أغلب المراقبون في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية”.
إلا أن ذلك يجعل للمرشح الثالث سنان أوغان نصيبا ما في أداء دور “صانع الملوك” الذي يُفترض أن تحسم حصته الفائز بانتخابات الرئاسة، وكان قد أشار في مقابلة قبل يومين من الانتخابات، إلى أنه وحزبه ربما يطالبون بمناصب وزارية مقابل الحصول على تأييدهم.
ولذلك أيضا سارع نائب رئيس حزب العدالة والتنمية بن علي يلديريم إلى نهئة سنان أوغان بحصوله على 5.3 % من مجمل أصوات الشعب التركي في الجولة الأولى من الانتخابات.
ورأى ياسين أقطاي المستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، في لقاء مع قناة الجزيرة مباشر، أن هذا الانتصار جاء عكس الكثير من التوقعات والأرقام التي قدمتها مجموعة من مؤسسات استطلاع الرأي التجارية التي مضت في اتجاه خسارة التحالف.
وقال: إن “فرصة نجاح الرئيس أردوغان قوية، في الجولة الثانية، لأنه حينها سيظفر بأصوات المواطنين الذين صوتوا في الجولة الأولى لفائدة سنان أوغان والمرشح المنسحب زعيم حزب البلد محرم إنجه”.
ويبدو أن أردوغان على الأرجح لم يحسم الفوز من الجولة الأولى، إلا أنه يبدو الآن المرشح الأوفر حظا للفوز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بحسب الإيكونوميست.
ورجحت وكالة The Associated Press الأمريكية أن يؤدي احتفاظ أردوغان بالأغلبية في أصوات الرئاسة والبرلمان إلى زيادة فرصه في الفوز بالجولة الثانية من التصويت، خاصة أنه من المتوقع أن يدعمه مزيد من الناخبين لتجنب أي انقسام بين السلطة التنفيذية الممثلة في الرئاسة والتشريعية (البرلمان)، بحسب تحليل المجلة البريطانية.
وأعتبر مراقبون أن تحليل الوكالة الامريكية الأكثر تعبيرا عن الصدمة التي سببتها النتائج الأولية للغرب، الذي كان يمنِّي النفس بفوز كليجدار أوغلو؛ لتعود تركيا إلى خانة المتفرجين في مقاعد التحالف الغربي.
وربما يكون تعليق الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ تعبير عن تلك الحالة من الارتباك والصدمة، حيث قال: “ليفُز من يفوز، هناك ما يكفي من المشاكل في ذلك الجزء من العالم” فماذا لو كانت النتيجة قد جاءت كما تمنى ساكن البيت الأبيض، بماذا كان سيعلق؟.
الصحفي التركي إسماعيل ياشا افترض مسبقا أن السباق الرئاسي لم يحسم في الجولة الأولى بسبب الأصوات التي ذهبت إلى سنان أوغان، ويكاد يستحيل أن تذهب كل تلك الأصوات في الجولة الثانية إلى كليجدار أوغلو الذي يدعمه حزب الشعوب الديمقراطي، علما أن أميد أوزداغ الذي رشح أوغان قال: إن “حربا أهلية تندلع إن فاز كليجدار أوغلو”.
وفي إطار البحث عن رموز التحالفات كشف “ياشا” أنه بعيد النتائج هناك أنباء تقول: إن “حزب الشعب الجمهوري أرسل رسالة إلى رئيس حزب الشعوب الديمقراطي السابق صلاح الدين دميرتاش المسجون ليحذره من نشر أي تغريدة بحسابه في تويتر حتى تنتهي الجولة الثانية، لأن كليجدار أوغلو بحاجة ماسة إلى أصوات الناخبين الأتراك القوميين”.
واعتبر أنه الآن أمام كليجدار أوغلو تحد آخر ، هو إقناع مؤيديه الذين انهارت معنوياتهم وفقدوا آمالهم في فوزه، بضرورة الذهاب إلى صناديق الاقتراع بعد أسبوعين”.
يشار إلى أن أكبر وعود تحالف الطاولة السداسية هو العودة إلى النظام البرلماني المعزز، وكانت ميرال أقشنير تقول: إنها “ستكون بعد الانتخابات رئيسة الوزراء”.
وأن حسم العدالة والتنمية وتحالف الجمهور الذي يدعم أردوغان النتائج البرلمانية يعني أن حلم تحالف الطاولة السداسية بتغيير النظام من الرئاسي إلى البرلماني تبخر تماما.
هذا فضلا عن الغضب الشديد في صفوف مؤيدي حزب الشعب الجمهوري والذي بسببه دخل عدد من أعضاء أحزاب السعادة وباباجان وداود أوغلو والحزب الديمقراطي بأصوات حزب الشعب الجمهوري، يفوق عدد اليمينيين في البرلمان ٤٠٠ نائب من أصل ٦٠٠ نائب.
فمؤيدو حزب الشعب الجمهوري غاضبون جدا، يقولون: إن “حزبهم تعرض لأكبر احتيال من حزب السعادة وباباجان وداود أوغلو والحزب الديمقراطي، هذه الأحزاب الأربعة الصغيرة حصلت على أكثر من ٣٠ مقعدا في البرلمان من حصة حزب الشعب الجمهوري دون أن تضيف إلى أصوات كليجدار أوغلو أي نقطة”.
وكان لافتا أن كليجدار أوغلو اتهم حزب العدالة والتنمية بتأخير ظهور النتائج من خلال التقدم باعتراضات في المناطق التي كانت المعارضة متقدمة فيها، إلا أن بيانات الهيئة العليا للانتخابات والأجواء التي جرى فيها التصويت وفرز الأصوات، بل الإعلانات المسبقة بالفوز من جانب المعارضة، كلها عوامل ترسم صورة واضحة عن كون تلك المزاعم مجرد مبررات يحاول من خلالها كليجدار أوغلو الحفاظ على حماسة مؤيديه.
في حين ألقت الشرطة التركية في 12 مايو وقبل الانتخابات بيومين القبض على رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري بقضاء دربنت التابع لمحافظة قونيا ومعه كمية من أوراق الانتخابات التي تم فيها التصويت ل كليجدار أوغلو، لم يكن هدفهم تزوير الانتخابات لأنه شبه مستحيل، بل إثارة الشكوك والضجة بعد الانتخابات من خلال هذه الأوراق التي سيقولون إنها لم تحسب، بحسب إسماعيل ياشا.