نبهت إشارة عضو قيادة حركة حماس في الخارج هشام قاسم إلى خطورة مسيرة الإعلام التي يحرص الصهاينة على تنظيمها سنويا لإثبات سيادة وهمية على القدس، حيث أشار إلى أن "ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام"، هي إحدى أدوات الحرب الدينية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد هوية المسجد الأقصى، والهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس المحتلة" إلا أنه لفت إلى أن "هذه المسيرة وكل السياسات التهويدية في مدينة القدس، لن تغير من حقيقة فلسطينية وعروبة المدينة، وأن المستوطن الصهيوني هو طارئ غريب لا مكان له عليها".
وشدد قاسم على أن "الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع دفاعا عن هوية القدس والأقصى"، منوها أن "المعركة على المقدسات الإسلامية والمسيحية مفتوحة على مصراعيها".
وبين أن هدف الاحتلال من مسيرة الأعلام واقتحام الأقصى هو الاستعراض والاستفزاز المقصود، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني والأمة في كافة أماكن تواجدهم في الشتات، وبالذات في دول الطوق للاحتشاد في أقرب نقطة الى فلسطين المحتلة، ورفع الاعلام وصور الاقصى والقدس، وتحشيد الجماهير لضمان خروج ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأنصار القضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم بتجمعات في ساعة تحرك مسيرة الأعلام الصهيونية.
تصريح "قاسم" بالتزامن مع اقتحام مستوطنين صهاينة باحات المسجد الأقصى بأعداد كبيرة، صباح الخميس، وعلى شكل مجموعات متتالية، تزامناً مع مسيرة الأعلام التهويدية والمقرر إقامتها اليوم، وذلك بعد إخلاء قوات الاحتلال المسجد من المصلين.
اقتحام الأقصى
وقالت مصادر مقدسية، إن قرابة 1000 مستوطن صهيوني، اقتحموا المسجد الأقصى المبارك منذ الساعة السابعة من صباح اليوم الخميس.
واقتحم ما يسمى وزير النقب والجليل بحكومة الاحتلال يتسحاق فاسرلاف الأقصى، إلى جانب زوجة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
وقاد عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، الحاخام المتطرف يهودا غليك، إحدى المجموعات المقتحمة، فيما انتشرت شرطة الاحتلال في باحات الأقصى، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وأفرغت المسجد القبلي من المصلين والمرابطين.
وواصل المستوطنون اقتحاماتهم الاستفزازية بأعداد كبيرة، بعضهم بلباس كهنوتي وهم حفاة الأقدام، لتأدية طقوس تلمودية، تزامناً مع دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية واسعة إلى مدينة القدس المحتلة.
دعوات للرباط
في المثابل تواصلت الدعوات المقدسية، للحشد والرباط وشد الرحال إلى الأقصى، وتعزيز التواجد والرباط فيه، تزامناً مع “مسيرة الأعلام” الاستيطانية، التي دعت لها جماعات “الهيكل” اليوم في ذكرى ما يسمى “توحيد القدس”.
مسيرة صهيونية في "اللد"
وشارك مستوطنون في مسيرة الأعلام في مدينة اللد، اليوم الخميس، ونظمت المسيرة مجموعات من المتطرفين اليهود وما تسمى “النواة التوراتية”، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، ورددوا هتافات عنصرية، في شوارع عدة باللد.
وانتشرت الشرطة في أماكن مختلفة من اللد مع جولات بين الحين والآخر، وخصوصا في الأحياء العربية.
هدفها الاستفزاز
ونقل موقع “عرب48” عن عضو اللجنة الشعبية في اللد، فداء شحادة، أن “99.5% من المشاركين بمسيرة الأعلام الاستفزازية هم طلاب مدارس. وأن أهداف المسيرة استفزاز السكان في الأحياء العربية والمس بمشاعرهم لا أكثر. وقد استُخدم طلاب المدارس وجهاز التربية والتعليم لخدمة أجندات مجموعات اليمين المتطرف التي كانت السبب الرئيسي في أحداث هبة الكرامة”.
وأكدت أن الإعلان عن مسار المسيرة قبلها بيوم فقط وإغلاق شوارع لمدة أكثر أربع ساعات متواصلة وتعطيل مصالح الناس وخصوصا العرب يعد تعديا على حياة الناس، وحق الناس أن تعرف مسارها يومها. وطبعا كل هذا بدعم كامل من البلدية ورئيسها الذي ألقى كلمة افتتاحية قبيل انطلاق المسيرة.
المقاومة: العدوان على القدس والأقصى يستوجب التصعيد
من جانبها قالت فصائل المقاومة الفلسطينية، إن العدوان على المسجد الأقصى والقدس يستوجب تصعيداً للعمل المقاوم وتحركًا شعبيًا كبيرًا يشعل الأرض المحتلة نارًا لإفشال مخططات الاحتلال الخبيثة.
وشددت فصائل المقاومة، في تصريح صحفي اليوم الخميس، أن مسيرة الأعلام محاولة فاشلة من الاحتلال لفرض سيطرته وسيادته على المدينة المباركة.
وذكرت أن الاحتلال يفتح النار على الكل الفلسطيني في جميع أماكن تواجده بمواصلة عدوانه على الأقصى والقدس.
وتوجهت الفصائل بالتحية للمرابطين في المسجد الأقصى الذين يتواجدون فيه رغم كل التضييقات والحواجز ويزحفون لحمايته والتأكيد على هويته الإسلامية.
وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل والضفة والقدس بمثابة القنبلة الموقوتة التي تنفجر في وجه المحتل الغاصب.
ومنذ الصباح، اقتحم مئات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، وسط تضييق واعتداءات على المرابطين والشبان عند باب السلسلة وفي البلدة القديمة، ومحاولة لإفراغ البلدة من الفلسطينيين، لتأمين مسيرة الأعلام.
وأنهت سلطات الاحتلال والجماعات المتطرفة استعداداتها لإقامة المسيرة في مدينة القدس مساء الخميس، والتي من المقرر أن تمر عبر باب العامود والبلدة القديمة، وصولًا إلى حائط البراق غربي المسجد الأقصى.
وتنظم المسيرة منذ سنوات عديدة، جمعيّة “عام كلبيا” المتطرّفة برئاسة الحاخام “حاييم دروكمان”، وحزب “الصهيونية الدينية” بقيادة “بتسليئل سموتريتش”، ووزير الأمن القومي المتطرف “ايتمار بن غفير”.
مسيرة الأعلام.. سعيٌ لفرض سيادة وهمية
وتنظم “الصهيونية الدينية”، وأحزاب يمينية متطرفة هذه المسيرة الاستفزازية في البلدة القديمة سنويًا، لإحياء ذكرى احتلال القدس عام 1967، ويتخللها “رقصة الأعلام”، وإطلاق شعارات عنصرية، واعتداءات على المقدسيين.
وتنطلق “مسيرة الأعلام” عادة من شارع “أغرون”، الذي يشق مقبرة مأمن الله صعوداً باتجاه الباب الجديد، لكنها تنفصل ليتجه قسم من المشاركين إلى باحة حائط البراق من باب الخليل، فيما يواصل البقية سيرهم باتجاه باب العامود ليشقوا أزقة البلدة القديمة باتجاه حائط البراق وهم يهتفون ويرددون شعارات عنصرية مثل “الموت للعرب” و”محمد مات”، ووسط اعتداءات على الفلسطينيين وأصحاب المحال التجارية داخل البلدة القديمة.
ويهدف الاحتلال من خلال المسيرة إظهار السيادة الصهيونية على مدينة القدس المحتلة، ويستدعي لأجل ذلك وحدات الاحتياط بالجيش، إلى جانب وضعها في حالة تأهب فورية.
الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، قال إن الاحتلال يسعى لتحقيق هيبته وسيادته على القدس من خلال ما تسمى بمسيرة الأعلام.
وأوضح القيق، في تصريحات نقلها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاحتلال فشل في تحقيق الردع للضفة وغزة، بعد عملية الاغتيال الاستباقية لعدد من قادة المقاومة في القطاع، وعمليات الاقتحام المتكررة لنابلس وجنين، ويحاول أن يفعل ذلك عبر مسيرة الأعلام.
المختص في شؤون القدس زياد ابحيص، قال إن الجماعات المتطرفة تهدف بطلب إدخال المسيرة للأقصى، إلى فرض مجموعة من السوابق، وهي “اقتحام الأقصى في أوقات المساء، أن يكون الاقتحام من باب الأسباط، ليضيفوا بذلك بابًا جديدًا من أبواب الأقصى إلى سيطرتهم، وأن يكون الاقتحام بالأعلام والطبول”.
ويضيف، أن “اليمين الإسرائيلي المتطرف يتخذ من الذكرى العبرية لاحتلال القدس مناسبة سنوية دورية لاستعراض سيادته المزعومة على القدس باقتحام كبير وواسع للأقصى صباحًا، وبمسيرة الأعلام عصرًا”.
وتبدأ المسيرة الاستفزازية بمرور آلاف المستوطنين حول البلدة القديمة، ومن ثم اقتحامها من باب العامود عبر شارع الواد، وأداء الرقصات الاحتفالية بالهيمنة على القدس أمام كل طريق يتجه صوب أبواب الأقصى.
فشل وإفشال
وقال الباحث ابحيص، إنه رغم السقوف العالية التي يُعلنها الاحتلال عن المسيرة، إلا أن تغيير موعدها من يوم الجمعة إلى الخميس هو تراجع حصل بالفعل وكرسته المواجهة الأخيرة في غزة.
ويرى أن تغيير موعدها يشكل أيضًا تسليمًا مسبقًا من حكومة الاحتلال ومستوطنيها بعدم قدرتهم على اقتحام البلدة القديمة الجمعة، في ظل تواجد المقدسيين بأعداد مضاعفة.
ويعتقد أن مسيرة الأعلام بذاتها تعبير عن أزمة أكثر مما هي استعراض قوة، مؤكداً إمكانية إفشالها بالأدوات الشعبية، عبر جعل يومي الخميس والجمعة المقبلين يومًا لرفع العلم الفلسطيني، وللاعتصامات والتظاهرات حيثما استطعنا في فلسطين والعالم، انتصارًا لهوية القدس.