كشف موقع "ميدل إيست آي" عن تدهور حالة رجل مصري بشكل كبير، حيث تجاوز 20 يوما من الإضراب عن الطعام خلال اعتصامه خارج وزارة العدل في سيول بكوريا الجنوبية.
وقال الموقع: إن "فتحي عقيل، البالغ من العمر 52 عاما، بدأ الإضراب عن الطعام كإجراء أخير ويائس للاحتجاج على الرفض المتكرر لطلب اللجوء السياسي الذي قدمه على مدى تسع سنوات، وفي محاولة أخيرة للضغط على السلطات الكورية للموافقة على طلبه، بدأ عقيل إضرابه قبل 24 يوما بعد رفض التماسه للمرة الثالثة".
ويسعى عقيل، الذي يقيم في خيمة خارج الوزارة في سيول منذ ستة أشهر، للحصول على اللجوء في كوريا الجنوبية منذ فراره من مصر خوفا من الاضطهاد السياسي في عام 2014.
وقال لموقع Middle East Eye عبر الهاتف: إنه "يرتدي بيجامتين وكنزة ويغطي نفسه بلحاف للحفاظ على دفئه خلال ليالي سيول الباردة".
وأضاف "أنا أشرب الماء والملح فقط، أقوم بغلي الماء لشربه ساخنا داخل الخيمة».
عقيل عالق في كوريا الجنوبية مع مصريين آخرين حرموا أيضا من اللجوء، لقد قرر الإضراب عن الطعام حتى الموت، حيث أصبحت الحياة لا تطاق.
وأوضح "عشت أياما رهيبة في السنوات التسع الماضية، كنت أنام في الشوارع ومحطات المترو والحدائق، أكلت من القمامة في مرحلة ما، يوم الجمعة الماضي سقطت فاقدا للوعي في خيمتي بسبب البرد».
وتابع "قام موظفون من إدارة الهجرة بفحصي وطلبوا سيارة إسعاف ، لكنني رفضت أن أدخل المستشفى".
كان عقيل ناشطا سياسيا من محافظة الدقهلية وعضوا في حزب الحرية والعدالة بقيادة الرئيس الشهيد محمد مرسي.
في صيف عام 2013، قاد قائد الجيش عبد الفتاح السيسي انقلابا عسكريا على مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، وظل في السلطة منذ ذلك الحين.
تم حل حزب الحرية والعدالة، الذي شكلته جماعة الإخوان المسلمين، وواجه أعضاؤه اضطهادا واسع النطاق، حيث اعتقل المئات وعذب بعضهم، وفر آخرون إلى أوروبا وتركيا وبعضهم إلى سيول، كما تم اعتقال شخصيات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين، بمن فيهم مرسي.
واعتقل عقيل لمدة ستة أشهر في مصر بسبب معارضته لحكومة السيسي، وبعد إطلاق سراحه في عام 2014 فر إلى كوريا الجنوبية.
وأكمل:"لقد كنت أحتج في الخيمة منذ ستة أشهر، لقد فقدت 15 كيلوغراما، وأعاني من انخفاض نسبة السكر في الدم، وضعف سمعي ، أعاني من صداع وألم في معدتي وضيق في التنفس، كل جسدي يؤلمني في الوقت الحالي".
ولم تلق مناشدات عقيل المتكررة لحكومة كوريا الجنوبية لمنحه حق اللجوء آذانا صاغية حتى الآن، وهو يواجه الآن الترحيل.
وقال: إنه "أعطى السلطات نسخا من بطاقة عضويته في حزب الحرية والعدالة، وصورا لنفسه وهو يشارك في الاحتجاجات خلال ثورة 2011 في مصر، وصورا مع كبار قادة الحزب، بمن فيهم النائب المحتجز محمد البلتاجي ومحمد مهدي عاكف، الرئيس السابق لجماعة الإخوان المسلمين، كما تمت مشاركة النسخ مع موقع "ميدل إيست آي".
وقال: "أواجه الآن أمر ترحيل، وأخشى أن تتم إعادتي إلى مصر".
قلق دائم
منذ عام 2014، قدم عقيل ثلاثة طلبات لجوء، لكن تم رفضها جميعا، وضعه في البلاد لا يسمح له بالعمل بشكل قانوني بدوام كامل.
لا يسمح لطالبي اللجوء بالعمل إلا في مجالات العمل اليدوي، مثل التصنيع والبناء والزراعة، في غضون ذلك، فإن الدعم الحكومي لطالبي اللجوء غير موجود عمليا.
في عام 2019، تلقى 609 أشخاص فقط – أربعة بالمائة من عدد طالبي اللجوء في كوريا الجنوبية في ذلك العام – شكلا من أشكال الدعم المالي من الحكومة، وفقا لأحدث بيانات وزارة العدل.
عملت هنا وهناك في وظائف وضيعة لإعالة نفسي ، لكنني كنت قلقا من أن يتم القبض عليّ وترحيلي".
اعتقل ابن عقيل في عام 2015 في مصر، بينما كان في كوريا الجنوبية.
وقال: "عندما لم تتمكن السلطات في مصر من اعتقالي، اعتقلوا ابني، ورفعوا قضية مخدرات ضده وحبسوه لمدة ست سنوات".
حاول عقيل السفر إلى إيطاليا في عام 2019، لكنه منع من ركوب الطائرة، لأنه يفتقر إلى الوثيقة الصحيحة والتأشيرة.
وقال عقيل: إن "كوريا الجنوبية حرمته من إحساسه بالإنسانية، يستمرون في تقديم وعود، وفي المرة الأخيرة، أخبرني موظف إدارة الهجرة ، في 2 يونيو سنعطيك قرارا، أجبته إذا وجدتني ميتا، فامنح جثتي حق اللجوء".
وفقا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كوريا، كان معدل قبول اللجوء في البلاد في 2021 واحد بالمائة فقط.
لا يتحدث عقيل الكورية ويتواصل مع السلطات من خلال مترجم ومحام من منظمة حقوقية كورية.
وقال أحمد العطار، المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان ومقرها لندن، لموقع "ميدل إيست آي" إن "عقيل عانى من انتهاكات واضحة وصارخة لحقوقه التي يكفلها القانون الدولي".
وأضاف العطار "يجب على الحكومة الكورية أن تنهي بسرعة معاناة المواطن المصري".
وتابع "لجأ عقيل إلى دولة كوريا الجنوبية ، على أمل العثور على ملاذ آمن بعيدا عن الملاحقات الأمنية وتهديد أمنه وسلامته من قبل السلطات الأمنية المصرية بسبب آرائه ومعتقداته السياسية".
وقد اتصل موقع ميدل إيست آي بسفارة كوريا الجنوبية في لندن للتعليق.
https://www.middleeasteye.net/news/egypt-dissident-south-korea-hunger-strike-asylum-rejections