3 دلائل تحذيرية “أعلام” الصهاينة عنوان لمشاريع تهويد القدس واستلاب الأقصى

- ‎فيعربي ودولي

بالتزامن مع مسيرة الأعلام التي تفرض نفسها رمزا لتهويد القدس وجزءا من معركة السيادة عليها، تحاول بها الحكومات الصهيونية المتعاقبة تثبيت واقع أن القدس موحدة تحت السيادة الصهيونية، أعلنت وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال "ميري ريغيف" عن مشروع تهويدي ضخم في مدينة القدس، بذكرى احتلال الشطر الشرقي لمدينة القدس الخميس.
 

وسيقام المشروع وفق ريغيف، باستثمار مبلغ 30 مليار شيكل؛ لإقامة شبكة مواصلات عامة حتى عام 2028 تربط شرقي المدينة مع غربها.

ويشمل المشروع عدة مسارات قطارات تحت الأرض وفوقها تضمن عدم تقسيم المدينة مستقبلا، كما تؤدي إلى تفتيت وتقسيم الجزء الشرقي من المدينة والتي ستصبح أحياء وجزرا متناثرة ومحاصرة بوجود استيطاني مترابط ومتماسك.

ومن جانبه، حذر نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب، من تعرض المسجد الأقصى سيتعرض غدا لاستفزازات جديدة، موضحا أن مسيرة الأعلام تسعى إلى تثبيت حق مزعوم، ويحاول الاحتلال تكرار تنظيمها كما في السنوات الماضية.

 

وشدد على أن الأقصى حتما ويقينا سيظل مسجدنا، ولن تكون للمستوطنين والاحتلال ذرة تراب واحدة فيه، داعيا إلى شد الرحال للأقصى، والتواجد فيه للدفاع عنه، لأنه مصدر عزنا وشرفنا.

ودعا للتصدي لمسيرة الأعلام الاستيطانية والدفاع عن المسجد الأقصى.

اقتحامات متزامنة

وعلقت "جماعات الهيكل" المتطرفة لافتات وشعارات عند مدخل باب المغاربة أحد أبواب الأقصى تتعلق بـ"مسيرة الأعلام" والتقط أعضاء من منظمة "بيدينوا" المتطرفة صورا تذكارية عند مدخل جسر باب المغاربة قبيل اقتحامهم المسجد.

 

وتأتي اقتحامات المستوطنين المتكررة، ضمن محاولات الاحتلال فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.
 

واقتحم نحو 1300 مستوطن متطرف، الخميس، المسجد الأقصى المبارك وأدوا طقوسا تلمودية قبل ساعات من تنظيم "مسيرة الأعلام" الاستفزازية بمدينة القدس المحتلة، وسط إجراءات أمنية مشددة من قوات الاحتلال التي أغلقت المصلى القبلي ومنعت دخول المصلين إليه بذريعة تأمين المسيرة.

وتتصاعد اعتداءات الاحتلال ومحاولاته فرض وقائع جديدة، بما في ذلك اقتحامات المسجد الأقصى، التي يزيد فيها عدد المقتحمين من المستوطنين من عام لآخر، التي شهدت سعيا مضطردا من “منظمات المعبد” إلى رفع أعداد المشاركين فيها عاما بعد آخر.

وبحسب تقرير لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" تغيّر أعداد مقتحمي المسجد ما بين عامي 2015 و2022، على النحو الآتي:

في عام 2015 اقتحم الأقصى 280 مستوطنا ، بحسب معطيات الاحتلال.

عام 2016 اقتحم الأقصى 307 مستوطنين (بحسب معطيات الاحتلال).

في عام 2017 اقتحم الأقصى 995 مستوطنا (بحسب معطيات الاحتلال).

في عام 2018 اقتحم الأقصى 1620 مستوطنا.

في عام 2019 اقتحم الأقصى 1179 مستوطنا.

في عام 2020 كان المسجد مغلقا بسبب إجراءات كورونا.

في عام 2021 أفشل المعتكفون في الأقصى مخططات المنظمات المتطرفة لتنظيم اقتحامات حاشدة، وأدت المواجهات في الأقصى والاعتداء على المصلين داخله إلى اندلاع معركة “سيف القدس”.

في عام 2022 اقتحم الأقصى 1687 مستوطنا.
 

وقال التقرير: إن  "المنظمات الصهيونية المتطرفة سعت إلى رفع أعداد مقتحمي الأقصى، مؤكدا وجود تضخيم من الاحتلال في أعداد المقتحمين، مشيرا إلى أنه في عام 2018 أعلنت مصادر الاحتلال أن 2084 مستوطنا اقتحموا المسجد، في حين رصدت الجهات الفلسطينية اقتحام 1620 مستوطنا فقط، في ذكرى توحيد القدس في ذلك العام، في سياق محاولة إظهار قدرتها على الحشد وكسر إرادة المقدسيين".

عزل الأقصى
 

ومن بين مشاهد تهويد القدس، نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية على مداخل البلدة القديمة وأزقتها، وأغلقت بعض الطرقات والشوارع الرئيسة، والتي ستمر منها المسيرة وفق مسارها المخطط له، كما أجبرت أصحاب المحلات التجارية في شارع الواد بالبلدة على إغلاق محلاتهم.

 

وشرعت شرطة الاحتلال بتركيب الحواجز الحديدية في محيط باب العامود المؤدي للمسجد الأقصى بالتزامن مع تفريغه من المقدسيين استعداداً للمسيرة الاستفزازية.

 

وأغلقت شرطة الاحتلال المصلى القبلي وذلك بعد تفريغه من المرابطين والمصلين، فيما انتشرت القوات في ساحات المسجد الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين، حيث اعتدى مستوطنون وقوات الاحتلال على حراس المسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات واعتقلوا منهم في البلدة القديمة بالقدس، التي تشهد توترات خطيرة جراء مسيرة الأعلام الاستيطانية التي تتجه نحو حائط البراق.

 

وعملت قوات الاحتلال على عزل المسجد الأقصى عن محيطه بالسواتر الحديدية، ومنعت المقدسيين والمرابطين والمرابطات، من الاقتراب من الأقصى وساحاته.

في ظل دعوات وطنية ومقدسية لأوسع زحف فلسطيني للرباط في المسجد المبارك للتصدي لاعتداءات المستوطنين والدفاع عنه.

 

رموز توارتية

نظم المسيرة مجموعات من المتطرفين اليهود وما تسمى “النواة التوراتية”، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، ورددوا هتافات عنصرية، في شوارع عدة باللد.

وكان 99.5% من المشاركين بمسيرة الأعلام الاستفزازية هم طلاب مدارس، وأن أهداف المسيرة استفزاز السكان في الأحياء العربية والمس بمشاعرهم لا أكثر، وقد استُخدم طلاب المدارس وجهاز التربية والتعليم لخدمة أجندات مجموعات اليمين المتطرف التي كانت السبب الرئيسي في أحداث هبة الكرامة.

ومنعت سلطات الاحتلال الشبان من دخول المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الفجر، ونشرت قوات كبيرة قبيل مسيرة الأعلام الاستيطانية التي تمر من باب العامود والحي الإسلامي برعاية جماعات يمينية متطرفة ومستوطنون، بمناسبة ذكرى احتلال شرقي القدس، وفق التقويم العبري.
 

من بين المقتحمين المتطرف يتسحاق فاسرلاف وزير "النقب والجليل" من حزب "عوتسماه يهوديت" وزوجة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير وبن غفير نسفه، وأعضاء كنيست (برلمان) اقتحموا، المسجد الأقصى خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.

 

وتلقى المستوطنون شروحات عن "الهيكل" المزعوم أثناء الاقتحامات، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد.
 

وأدى أعضاء الكنيست خلال الاقتحام، ما يُسمى النشيد الوطني الإسرائيلي "هتيكفا" بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى، احتفالا بما يُعرف يوم توحيد القدس.

 

وأقدم أحد المستوطنين على الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلال الاقتحام في باحات الأقصى، وسط حالة  من التأهب بعدما قلق صهيوني.
 

ونشرت القوات أكثر من 3200 شرطي في أرجاء القدس خشية حدوث أي تطورات، فيما وسع الجيش الإسرائيلي رقعة نشر "القبة الحديدية" في الجنوب تحسبا لأي قذائف صاروخية تُطلق من قطاع غزة، عدا عن تحسبه لإمكانية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه الجبهة الشمالية.
 

هذا، وتخشى شرطة الاحتلال من تبعات منشورات التضامن مع القدس ومقدساتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الرافضة للمسيرة، وتعتبر ذلك تحريضا، كما سارعت لنفي أن تكون مسيرة الأعلام ستمر من داخل المسجد الأقصى.

 

ويجمع الفلسطينيون أن العامل الحاسم في إفشال أهداف الاحتلال المتعلقة بتنظيم المسيرة، عبر الحشد والرباط في ساحات القدس والمسجد الأقصى، ورفع علم فلسطين ليتحدى رواية الاحتلال الزائفة في المدينة.