“رويترز”: الهدنة في السودان تنعش آمال وقف الحرب بعد أسابيع من المعارك العنيفة

- ‎فيعربي ودولي

قال سكان إنه يمكن سماع نيران المدفعية في أجزاء من الخرطوم وإن طائرات حربية حلقت في سماء المنطقة، الثلاثاء، رغم أن وقف إطلاق النار الذي يحظى بمراقبة دولية جلب فيما يبدو بعض الراحة من القتال العنيف في العاصمة السودانية، بحسب وكالة "رويترز".

ووردت أنباء عن غارات جوية ليلية في منطقة واحدة على الأقل بعد بدء وقف إطلاق النار في وقت متأخر من يوم الاثنين، لكن السكان أبلغوا عن هدوء نسبي.

وأضافت الوكالة أنه تم الاتفاق على الهدنة في محادثات في جدة يوم السبت بعد خمسة أسابيع من المعارك الشرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. يتم تتبعها من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وتهدف إلى السماح بتسليم الإغاثة الإنسانية.

وكتب نشطاء سودانيون إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار لكنهم يشكون من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين قالوا إنها وقعت مع احتدام القتال ويجب التحقيق فيها.

وقال نشطاء وعمال إغاثة إن لجان الأحياء التي كانت في طليعة جهود الإغاثة المحلية في العاصمة تستعد لتلقي الإمدادات، على الرغم من أن الكثير من المساعدات التي وصلت إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر لم توزع بعد حيث تنتظر الوكالات الحصول على تصريح أمني.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الإنسانية التي تدير مشاريع في 10 ولايات في السودان إن أعمال عنف وقعت في أجزاء من البلاد بما في ذلك عدة مدن في منطقة دارفور الغربية.

وأنعش اتفاق وقف إطلاق النار الآمال في وقف الحرب التي أجبرت نحو 1.1 مليون شخص على الفرار من ديارهم بينهم أكثر من 250 ألفا فروا إلى دول مجاورة.

وقال عاطف صلاح الدين، 42 عاما، وهو من سكان الخرطوم "أملنا الوحيد هو أن تنجح الهدنة، حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية، والشعور بالأمان، والعودة إلى العمل مرة أخرى".

وعلى الرغم من استمرار القتال خلال اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة، إلا أن هذا كان أول اتفاق رسمي يتم الاتفاق عليه بعد المفاوضات.

ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار للمرة الأولى آلية مراقبة تضم الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين من السعودية والولايات المتحدة اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن آلية المراقبة ستكون "بعيدة" دون إعطاء تفاصيل.

 

محاسبة منتهكي الهدنة 

وقال في رسالة فيديو "إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، فسنعرف وسنحاسب المنتهكين من خلال عقوباتنا وغيرها من الأدوات المتاحة لنا".

وأضاف "محادثات جدة كان لها تركيز ضيق. إنهاء العنف وتقديم المساعدة للشعب السوداني. إن التوصل إلى حل دائم لهذا الصراع سيتطلب أكثر من ذلك بكثير".

قبل وقت قصير من سريان وقف إطلاق النار، أصدرت قوات الدعم السريع رسالة صوتية من قائدها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، شكر فيها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لكنه حث رجاله على النصر.

وقال "لن نتراجع حتى ننهي هذا الانقلاب".

وتبادل الجانبان الاتهامات بمحاولة الاستيلاء على السلطة في بداية الصراع في 15 أبريل نيسان.

واشتكى نشطاء سودانيون من القصف العشوائي والغارات الجوية على المناطق السكنية، فضلا عن اتخاذ المدنيين دروعا بشرية، وعمليات القتل خارج نطاق القضاء، والتعذيب والعنف الجنسي.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن العنف والنهب والتحديات الإدارية واللوجستية أعاقت باستمرار الجهود الرامية إلى توسيع نطاق أنشطتها منذ بدء القتال في 15 أبريل.

وأفاد جان نيكولاس أرمسترونج دانجيلسر، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان "نحن نشهد انتهاكا للمبادئ الإنسانية ومساحة عمل العاملين في المجال الإنساني تتقلص على نطاق نادرا ما رأيته من قبل".

كما تضع الأزمة ضغوطا على جيران السودان، وقال مسؤول كبير في الصليب الأحمر يوم الثلاثاء إن اللاجئين السودانيين يتدفقون إلى تشاد بسرعة كبيرة لدرجة أنه سيكون من المستحيل نقلهم جميعا إلى أماكن أكثر أمانا قبل بدء موسم الأمطار في أواخر يونيو مشيرا إلى خطر وقوع كارثة.

وفر ما بين 60 ألفا و90 ألف شخص إلى تشاد المجاورة، حسبما ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الأسبوع.

 

https://www.reuters.com/world/africa/khartoum-relatively-calm-after-week-long-ceasefire-takes-effect-2023-05-23/