الموت يطارد المصريين على طرق الجيش: “الأوسطي” وإعلانات الطرق يحصدون 12 قتيلا ومئات المصابين

- ‎فيأخبار

في ظل سيطرة الجيش على اقتصاد مصر ينبع الخراب والدمار والموت، هذا ما تؤكده أرقام الواقع ومشاهده المؤلمة يوميا، من الاقتصاد إلى السياسة وصولا لحياة المصريين الأبرياء.

فمع إسناد كل مشاريع مصر واقتصادها بالأمر المباشر للجيش وبلا دراسات جدوى أو محاسبة أو رقابة،  ينتفش الفساد الذي يكون عاقبته سوءا.

ويوم الخميس شهد الطريق الأوسطي الذي نفذته الإدارة الهندسية للقوات المسلحة، والذي بات يعرف بطريق الموت، والذي لا يراعي أية قواعد مرورية أو سلامة لحياة المارين عليه،  قُتل 9 مصريين حرقا عليه، دون أن يجدوا نقطة إسعاف أو إطفاء تنقذهم.

ولقي تسعة مصرعهم، وأصيب أربعة آخرون بإصابات خطيرة، إثر اشتعال سيارة أجرة (ميكروباص) تعمل بالغاز الطبيعي، كانت تُقلّهم أعلى الطريق الدائري الأوسطي، الذي بات يُعرف في مصر بـ”طريق الموت”، نظرا لتكرار حوادث السير على الطريق المنفذ بواسطة الهيئة الهندسية للجيش، نتيجة وجود عيوب فنية تتمثل في حجب زاوية الرؤية في العديد من منحنياته.

وتعرضت سيارة الأجرة للاشتعال فور اصطدام سيارة نقل (مقطورة) بها من الخلف، في الساعات الأولى من الصباح ، في نطاق مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، ما تسبب في انفجار أسطوانة الغاز داخل السيارة، ووفاة وإصابة جميع الركاب بها.

إعلانات طرق السيسي

إلى ذلك، لقي ثلاثة  مصرعهم وأصيب عشرات آخرون، أمس الخميس، جراء رياح شديدة تسببت في سقوط لافتات الدعاية على طرق رئيسية في أكثر من محافظة.

وتوفيت المهندسة الشابة رانيا ماهر إثر سقوط لافتة إعلانية عليها بالقرب من أحد المراكز التجارية في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، إذ أظهر الكشف الطبي على جثمانها تعرضها لكسر في الجمجمة أودى بحياتها على الفور.

كما توفي سائق دراجة نارية وأصيب خمسة أشخاص آخرين بسقوط لافتة إعلانات كبيرة على كوبري  السادس من أكتوبر بشارع رمسيس، وهو ما تسبب في تعطيل حركة المرور تماما لمدة نحو ساعتين أعلى الكوبري.

كما لقي عامل في محل ألعاب أطفال بقرية “محلة سبك”، التابعة لمركز أشمون في محافظة المنوفية، مصرعه عقب سقوط نخلة عليه بسبب العواصف الترابية.

ونتجت عن سوء الأحوال الجوية في مصر حوادث متفرقة بعدد من محافظاتها، إثر سقوط لافتات الإعلانات وأسقف المنازل والأشجار، منها لافتة ضخمة سقطت على طريق (القاهرة – السويس) الصحراوي، ما أوقف حركة المرور.

كما سقطت لافتات إعلانية على كوبري 26 يوليو المروري في اتجاه مدينة أكتوبر، من سطح منزل بحي بولاق الدكرور، غرب الجيزة، ما تسبب في إصابة شخصين ونقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، فضلا عن تحطم واجهات لمحال تجارية في محيط المنطقة.

وكانت الشركة الوطنية للخدمات الاعلامية قد استولت على إعلانات الطرق في عموم مصر بالأمر المباشر، وتقوم بتنفيذها لصالح الشركات مقابل أموال طائلة، دون توفير وسائل الحماية المدنية اللازمة، وبلا التزام باشتراطات السلامة والصحة.

شؤم السيسي

وعلى الرغم من توسع الحكومة في إنشاء الطرقات والجسور المرورية في الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يقلل من نسب حوادث السير التي تحصد سنويا أرواح نحو سبعة آلاف شخص، بحسب بيانات رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ويرى مختصون أن التسرع في إنشاء الطرقات من دون التأكد من مراعاة المقاييس الفنية الضرورية، والمتمثلة في تصميم الطرقات والخامات المستخدمة، يؤدي بطبيعة الحال إلى وقوع حوادث سير،  كانت النيابة المصرية قد أكدت حين أشارت إلى تكرار وقوع الحوادث المرورية على الطريق الدائري الأوسطي، وتلقيها سابقا إخطارات نتيجة حجب زاوية الرؤية في جزء من الطريق.

وتفقد السيسي الطريق الدائري الأوسطي أكثر من مرة، خلال العامين الماضيين، الذي يربط ما بين مدن شرق وغرب القاهرة من طريق بلبيس الإسماعيلية الزراعي شرقا، إلى محور الضبعة غربا، بطول 156 كيلومترا، وعرض 16 حارة مرورية، بواقع 8 حارات لكل اتجاه.

وشهد “الطريق الأوسطي” ثمانية حوادث دامية على أقل التقديرات في عام 2022، كان آخرها تفحّم شخصين إثر اشتعال النيران في سيارة نقل أعلى الطريق، عقب انقلابها، في حادث تصادم شمل عشر سيارات بنطاق مدينة حلوان، وهو المكان نفسه الذي وقع فيه حادث تهشّم واحتراق أربعة عشر سيارة قبل أشهر قليلة، وأسفر عن وفاة مهندس شاب، وإصابة ثمانية آخرين بإصابات خطيرة.

وهكذا يتسبب إهمال السيسي وترسيته المناقصات بالأمر المباشر على الشركات العسكرية بكوارث تطال كل المصريين.