عجائب عبد القدوس.. “أبوك لم يخطئ عندما ذهب للحج”

- ‎فيمقالات

فاجئني بالقول:
“أبي قبل أن يسافر إلى الحج عملت معه خناقة لرب السما”.
اعتبرت ما قاله يدخل في دنيا العجائب،
وقلت له على الفور  “أنت مخطئ ١٠٠٪ ومليون مرة كمان”.
سألني في دهشة، اعرف أولا سبب الخناقة، وبعد ذلك أصدر حكمك.
قلت له بتلقائية : “لأ ، مجرد أن ترفع صوتك على ولي نعمتك والدك هذا خطأ كبير”.
قال لي على الفور: “أنت وضعت يدك على الجرح دون أن تدري بكلمة ولي نعمتك، تأجل زواجي بسبب ما فعله”.
طرأت علامة استفهام على وجهي وقلت : “مش فاهم حاجة، هل يمكنك أن تشرح لي بهدوء ما جرى”.
أجاب بابتسامة باهتة، أخيرا تسمع وجهة نظري ويتبين لك مدى الظلم الذي وقع بي عندما سافر والدي للحج.
قلت له: “كلامك مش مفهوم، إزاي أبوك ظلمك وهو ذاهب لتأدية إحدى فرائض الإسلام ؟”.
أجاب، لأنه أضاع هذا المبلغ في الحج، وكان أولى به أن يساعدني في زواجي، وربنا يقول : ” لمن أستطاع إليه سبيلا”.
تساءلت، وهل سبق له الحج قبل ذلك ؟
أجاب بصوت منخفض، هذه أول مرة، ووجهة نظره أنه عايز يقابل ربنا قبل أن يموت وقد أدى الفريضة، وخاصة أنه أصبح رجلا عجوزا، ويشكو من أمراض الشيخوخة.
قلت له : “أبوك لم يخطئ ، ولو كان قد سبق له تأدية الفريضة لقلنا له: “اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع” كما يقول المثل الشهير.
وإن شاء الله ربنا يعوضك خيرا من حيث لا تدري، ولكن اسحب كلمتك السخيفة التي قلتها حالا، أبويا “أضاع ” هذا المبلغ عندما ذهب إلى الحج.
واستغفر الله وعليك أن تكون واثقا تماما أن الله لن يتخلى عنك وستصبح عريسا قريبا بشرط إصلاح الخطأ الفادح مع والدك ، وعندما يعود إلى أرض الوطن بعد أيام عليك بالترحيب به وتقبيل يده كمان.

وفي النهاية أسألك، ما رأيك في انحيازي للأب؟
وهل كنت تفضل حضرتك أن تذهب تحويشة العمر لابنه ليتزوج بها ؟
أم أن موقفه تمام ، لأنه خائف أن يموت ويقابل ربنا دون أن يؤدي إحدى فرائض الدين مع أنه قادر عليها؟.