لماذا فشل “إعلام السامسونج “في الإجابة عن تساؤلات المواطنين في حادث احتجاز الطائرة؟

- ‎فيتقارير

منذ انقلاب 30 يونيو 2013 لم يعد الإعلام العسكري جاذبا للمشاهدين، وزادت خسارة المشاهدين بشكل مستمر خلال الفترة الأخيرة، وأصبح المتلقي المصري يتابع أخبار بلاده من خلال الإعلام الغربي أو العربي، ويتابع قضايا تحدث في بلاده، حتى إن القاهرة لم تعد بالقطع عاصمة للخبر حتى الذي يحدث فيها أو يرتبط بها. 

“للأسف الشديد لا أشعر بأن لدينا إعلامين حقيقيين يسعون لتحقيق المطلوب وإبراز ما يطلبه المجتمع بل يخفون الحقائق، ويدعون أن ذلك من أجل الاستقرار”، ذلك كان أحد تعليقات المصريين الآسفين لما آل اليه حال الإعلام في مصر.

وأضاءت حادثة احتجاز طائرة خاصة قادمة من مصر في زامبيا، وعلى متنها ملايين الدولارات إضافة إلى سبائك ذهبية مزورة، على قضية تهريب الأموال خارج البلاد في عهد نظام السيسي، حيث قدر خبير الأموال المهربة بأكثر من نصف تريليون دولار، كما فضحت صمت إعلام السامسونج.

وأمتد صمت “السامسونج” إلى قضية أخرى شغلت الرأي العام، وهي تعيين وزيرة التعاون الدولي “رانيا المشاط” في مجلس إدارة بنك إماراتي هو مصرف أبو ظبي الإسلامي، براتب 40 ألف دولار جدلا، التي أثارت تساؤلات بسبب وجود شبهة تضارب مصالح بين المنصبين الخاص والحكومي، ولماذا تتقاضى راتبا من الإمارات وهي وزيرة مصرية؟.

ووثقت مجموعة “تكنوقراط مصر” المستقلة،  356 شركة سرية، بالعناوين والأسماء، داخل الأراضي المصرية، تمتلك ملاذات آمنة خارج البلاد لا يمكن متابعة بياناتها أو الكشف عن مالكها، تقوم من خلالها بعمليات تهريب وغسيل الأموال.

وسيطر جهاز المخابرات العامة على صناعة الدراما والسينما، وسط تراجع لافت لشركات الإنتاج الخاصة، فيما تفرض المتحدة للخدمات الإعلامية، رقابة صارمة على الكتابة والإخراج والتصوير والعرض.

ومع تسلم السيسي السلطة رسميا بعد انقلاب عام 2013، سعى للسيطرة على الإعلام والصحافة والإنتاج الدرامي والتلفزيوني والسينمائي والإعلانات، حيث أسست المخابرات العامة مجموعة “إعلام المصريين” برئاسة رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة لشراء الصحف والفضائيات.

استكملت شركة “إيجل كابيتال للاستثمارات المالية” عام 2016، برئاسة وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد، ما قامت به “إعلام المصريين”، واشترت العديد من الفضائيات والصحف.

تلك التركة انتقلت إلى “المتحدة للخدمات الإعلامية”، منذ أبريل 2019، حيث تمتلك الآن أغلب الفضائيات والإذاعات والصحف والمواقع ووضعت برئاستها موالين لها، وخصصت رقيبا على ما يجري إنتاجه من عمل صحفي وإعلامي وفني.

وتمتلك المخابرات مجموعات قنوات؛ “أون” و”الحياة” و”دي إم سي” و”سي بي سي” و”سي بي سي سفرة” و”الناس” و”مصر قرآن كريم”، و”المحور”، وتدير قنوات “أون تايم سبورتس” و”تايم سبورتس” و”القناة الأولى”، مع تأسيس منصة “ووتش إت”.

وتستحوذ على محطات راديو “نغم إف إم” و”ميجا إف إم” و”أون سبورت إف إم”، و”راديو 9090″ و”شعبي إف إم”، مع تدشين شركة “بريزنتيشن سبورتس” بمجال الدعاية والإعلان، مع “ميديا هب” و”سينرجي” و”بي أو دي”.

كما تمتلك صحف “اليوم السابع”، و”video 7″ و”الوطن” و”الدستور” و”الأسبوع” و”مبتدأ” و”بيزنس توداي مصر” و”إيجيبت توداي” و”دوت مصر” و”صوت الأمة” و”المصري اليوم”، وغيرها.

وفي رؤيته لأدوار الفنانين والصحفيين الداعمة لنظام 3 يوليو على مدار 10 سنوات قال الكاتب الصحفي والإعلامي قطب العربي: إن “غالبية الفنانين اتخذت موقفها الرافض لحكم الرئيس مرسي، والداعم للانقلاب نتيجة مخاوف وهمية حول احتمالات التضييق على الفن والفنانين حال استمر حكم الإخوان”.

وأوضح أنه “رغم أن الرئيس مرسي، بدأ عهده بلقاء الفنانين وطمأنهم على أوضاعهم ومستقبلهم، لكنهم وقعوا أسرى دعاية مضادة وتخطيط محكم”.

وأضاف: “نجح هذا التخطيط في حشد الفنانين في اعتصام وزارة الثقافة ضد وزير الثقافة علاء عبد العزيز، ومنعوه من دخول مكتبه في الأيام الأخيرة قبيل مظاهرات 30 يونيو 2013، التي شاركوا فيها، وغنى بعضهم دعما لها وللانقلاب العسكري”.

وأكد أنه “حين كان السيسي، وزيرا للدفاع فإنه اختصهم بدعوة لحضور ما سمي بتفتيش الحرب في منطقة دهشور العسكرية، وأظهروا خلال اللقاء خوفا وقلقا وتعلقوا بالسيسي، ليخلصهم من هذه المخاوف”.

العربي، أشار إلى أن “نظام السيسي حرص على استمرار هذه النخب الفنية إلى جواره واستقطابها في أعمال فنية من إنتاج الشركات الفنية التابعة للشركة المتحدة التابعة للمخابرات”.

ولفت إلى أنه “في نفس الوقت، تم التضييق على شركات الإنتاج الفني الخاصة، ولم يعد أمام الفنانين سوى الشركات التابعة للمخابرات فتحولت العلاقة لعلاقة وظيفية”.

وختم بالقول: “وبالتالي لم يعد الاهتمام بالشعب ومعاناته أمرا ذا قيمة عند هؤلاء الفنانين؛ فالمصلحة الشخصية مقدمة على المصلحة العامة”.