بعد انتشاره في دول المنطقة.. أطباء يحذرون حكومة الانقلاب من تجاهل خطورة متحور كورونا الجديد

- ‎فيتقارير

رغم وصول متحور كورونا (إي جي 5) إلى دول منطقة الشرق الأوسط، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية من سرعة انتشار الفيروس، ومطالبتها شعوب العالم بالالتزام بالإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامات والتباعد المكاني وتلقي اللقاحات، إلا أن حكومة الانقلاب مازالت تزعم عدم وجود أي إصابات في مصر بالمتحور الجديد، مشيرة إلى أنه لا داعي لأى إجراءات احترازية .

وقالت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب إن "متحور كورونا EG.5 الجديد لا يختلف عن نزلة البرد العادية ولا يستدعي هذا القلق، متجاهلة عدد الإصابات الكبير بالمتحور الذي ضرب أكثر من 60 دولة من دول العالم" بحسب منظمة الصحة العالمية .

كانت وزارة الصحة الكويتية قد أعلنت رصد متحور (إي جي 5) في البلاد.

وقالت الوزارة في بيان صحفي: إن "ظهور مثل تلك المتحورات يعد أمرا متوقعا ولا يدعو للقلق، حيث إن التحورات من السمات الأساسية للفيروسات، مضيفة أنه في حال ظهور أية أعراض أو علامات لعدوى تنفسية ضرورة عدم مخالطة الآخرين، واستكمال التطعيمات الموسمية ذات الصلة بالأمراض التنفسية المعدية، وبشكل أخص بالنسبة للفئات التى قد تتعرض لخطورة بسبب الفيروس، والالتزام بإجراءات الوقاية للممارسين الصحيين، ورواد المؤسسات الصحية العلاجية".

 

آلاف الإصابات عالميا

من جانبها قالت ريانة بوحاقة ممثلة منظمة الصحة العالمية في دولة قطر: إنه "تم تسجيل آلاف الإصابات بالمتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد في أكثر من 60 دولة بالعالم". 

وأضافت ريانة بوحاقة في تصريحات صحفية أنه رغم سرعة انتشار المتحور الجديد وسرعة تحوره، فإنه لم تثبت خطورته حتى الآن. 

وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية صنفت متحور كورونا الجديد على أنه متحور قيد المتابعة، ثم أصبح مثيرا للاهتمام، بسبب سرعة انتشاره التي أوجبت متابعته، لافتة إلى أنه منحدر من “أوميكرون” ومن “إكس بي بي”. 

وأكدت ريانة بوحاقة أن منظمة الصحة العالمية بصدد تقييم آثار المتحور الجديد على الصحة العامة، مطالبة الدول ووزارات الصحة والمؤسسات إبلاغ المنظمة بما بحوزتهم من معلومات متعلقة بالمتحور. 

ولفتت إلى أن من أبرز خصائص الفيروس التي تجعل من متابعته ضرورة زيادة الانتشار وسرعة النمو، محذرة من أنه قد ينتشر بسرعة أكثر، إذ إن فيروس كورونا ما زال ينتشر في الدول، وكلما انتشر تحوّر؛ لذلك يجب متابعته وتقصي خصائصه.   

وكشفت ريانة بوحاقة أن المتحور لديه خصائص الهروب المناعي؛ مما يمكنه من إصابة الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح، لكن لا يوجد تأكيدات بشأن خطورة الإصابة، أو ما إذا كان يجب عزل المصاب في المستشفى. 

كما حذرت من أن المتحور الجديد قد يكون من أقوى السلالات؛ مشددة على ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات لمنع انتشار العدوى، وإشراك منظمة الصحة في المعلومات، وعمل تسلسل جيني للحالات الجديدة، ومتابعة الحالات التي قد تدخل المستشفى. 

  وطالبت ريانة بوحاقة بضرورة تلقي اللقاح والجرعات المعززة، ومتابعة الإجراءات التي من شأنها تقليل فرص العدوى كغسل اليدين باستمرار، واستخدام كمامة الوجه عند الضرورة في الأماكن المزدحمة، وضمان التهوية الكافية في الأماكن المغلقة داعية الحكومات إلى تقييم المخاطر باستمرار، واتباع الإجراءات التي اتخذتها في السابق حسب الحاجة وعدم التخلي عنها. 

 

الطفرات الجينية

وقال الدكتور إسلام عنان أستاذ علم الفيروسات والأوبئة: إن "ظهور سلالة جديدة من فيروس كوفيد-19، هو تذكير بأن الفيروس مازال يتحور وينتشر في جميع أنحاء العالم، ويؤثر على السكان الأكثر ضعفا، موضحا أن السلالة الجديدة يُطلق عليها اسم"EG.5"، وهي نسل لسلالة أوميكرون، وإضافتها منظمة الصحة العالمية إلى قائمتها للسلالات المتداولة حاليًا والتي تتم مراقبتها".

وحول ما إذا كان المتحور الجديد أكثر أو أقل خطورة من السلالات الأخرى، أوضح عنان في تصريحات صحفية أن هذا يعتمد على الطفرات في شفرته الجينية، والتي تؤثر على مدى انتقال العدوى التي يمكن أن يسببها وكيفية تعامله مع جهاز المناعة أو شدة الأعراض الناتجة عنه.

وأكد أنه لا توجد حتى الآن أدلة على أن السلالة الناشئة أكثر قوة من السلالات السابقة، فضلا عن كون خصائص المتغير الفرعي الجديد ليست مختلفة كثيرًا عن السلالات السابقة .

وأشار "عنان"  إلى أنه يمكن ملاحظة أعراض متحور كورونا نتيجة ضيق التنفس وتشبع الأكسجين المنخفض لدى المرضى الذين يعانون من مرض شديد، متوقعا أن تقدم اللقاحات درجة عالية من الحماية من المتغير الفرعي الجديد .

وشدد على ضرورة التشجيع على تلقي اللقاحات، وكذلك الممارسات الاجتماعية الآمنة مثل ارتداء أقنعة الوجه والحفاظ على تهوية الغرف، لافتا إلى أن الباحثين يعملون حاليا على اكتشاف مدى فاعلية لقاحات كورونا في الوقاية من الإصابة بمتحورات الفيروس، من عدوى المتحورات الجديدة .

 

انتقال العدوى

وأوضح "عنان" أن الفيروسات تنتشر بشكل أساسي عن طريق المخالطة الوثيقة لشخص مصاب بالفيروس، مشيرا إلى أنه عندما يعطس شخص مصاب بمرض كوفيد 19 أو يسعل، ينتشر الرذاذ التنفسي في الهواء، ولا ينتقل الرذاذ عادة إلى مسافة بعيدة، وينتشر الفيروس عندما يستنشق أشخاص آخرون رذاذا حاملا للعدوى أو عندما يسقط الرذاذ في عين شخص قريب أو أنفه أو فمه.

ولفت إلى أن الإصابة قد تحدث بالفيروس أيضا عندما يتعرض الشخص لحبّات الرذاذ الصغيرة جدا أو جزيئات الهواء التي تظل عالقة في الهواء لعدة دقائق أو ساعات، ويُسمى انتقال العدوى عبر الهواء، مشيرا إلى تزايد احتمالية انتقال العدوى عن طريق الهواء في المناطق ذات التهوية السيئة أو المناطق المغلقة المزدحمة.

وأكد "عنان" أنه من الممكن أن ينتشر الفيروس إذا لمس شخص ما عينيه أو أنفه أو فمه بعد لمس سطح أو جسم ملوث بالفيروس، لافتا إلى أن الإجراءات الوقائية التي يجب عملها للوقاية من المتحور الجديد ، تتضمن ارتداء الكمامة في الزحام والأماكن غير جيدة التهوية.

وطالب الشخص المصاب بعدوى كورونا ارتداء الكمامة منعا لنقل العدوى والالتزام بفترة العزل 10 أيام من تاريخ ظهور الأعراض، وبالنسبة للأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالمرض ولم تظهر عليهم أعراض يجب الالتزام بفترة عزل 5 أيام، ويمكن خروج المريض من العزل مبكرا إذا كانت نتيجة العدوى سلبية .

 

شبح كورونا

وحذر الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة، بجامعة قناة السويس،  من أن شبح فيروس كورونا بدأ الظهور من جديد بعد أن نسي الجميع الوباء واختفت أخباره حول العالم؛ مشيرا إلى ظهور متحور "إي جي 5 " (EG.5) الذي يطلق عليه العلماء اسم "إيريس"  (Eris)، وهو ينتشر في غالبية أنحاء العالم، لكنه ليس شديد الخطورة. 

وقال " الجمال " في تصريحات صحفية: إن "المتحور الجديد يحتوي على طفرة قد تجعله يفلت من الجهاز المناعي بسهولة أكثر من سابقيه، كما يظهر تطورا تدريجيا سريعا، مثلما رأينا مع سارس، مؤكدا أن متحور " EG.5" ينتشر بسرعة فائقة". 

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت زيادة انتشار " EG.5" عالميا، من 7.6% من حالات  فيروس كورونا المسجلة إلى 17.4% خلال فترة الأسابيع الأربعة منذ منتصف يونيو الماضي، ويمكن أن يصبح EG.5 قريبا المتغير المهيمن عالميا .

وأكد  " الجمال " أن المتحور "EG.5" أو "إيريس" يعد الأكثر رصدا حاليا لأنه قد يكون وراء عودة انتشار الوباء، محذرا من أن التجمعات الصيفية، وتراجع مستوى المناعة و عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية كلها عوامل قد تؤدي إلى انتشار الوباء مرة أخرى،

وشدد على ضرورة العودة لتطبيق الإجراءات الاحترازية من جديد و التباعد الاجتماعي قدر الإمكان، موضحا أن من أهم الإجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها ما يلي:

١ – التباعد الاجتماعي.

٢- ارتداء الكمامة.

٣- تجنب الأماكن المغلقة أو المزدحمة أو التي تنطوي على مخالطة لصيقة.

٤- مقابلة الناس في الخارج.

٥-  نظف يديك جيدا بانتظام باستخدام مطهر اليدين الكحولي أو اغسلهما بالماء والصابون.

٦-  تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك.

٧- غطِ فمك وأنفك بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم تخلص من المنديل الورقي على الفور في صندوق قمامة مغلق.

وحذر " الجمال " من أن الخطر ما زال موجودا، ومازلنا نفقد أعز الناس من الأصدقاء والأقارب بسبب هذا الوباء، مناشدا وسائل الإعلام بأن تعمل على توعية المواطنين بخطورة الفيروس وكيفية تفادي العدوى والحد من انتشارها.