أحمدي البنهاوي
لم يتأخر إعلاميو الانقلاب، الذين سماهم "عبدالفتاح السيسي" بالأذرع، في التهليل للمكالمة التي تمت بين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وقائد الانقلاب في مصر، حيث سارع معتز بالله عبدالفتاح إلى الترويج لـ"دلالات" الاتصال و"رمزيته"، قائلا: إن "الاتصال الهاتفي الذي جرى بين عبدالفتاح السيسي وترامب له دلالة رمزية؛ لحاجة "ترامب" إلى حلفاء بالمنطقة".
وأضاف- في برنامجه هنا العاصمة، المذاع عبر "سي بي سي"، مساء الإثنين- أن مصر من أهم ركائز الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وأن الفكرة الأساسية التي يعمل من خلالها "ترامب"، هى أنه لا يريد الاستماع إلى طرف واحد في المنطقة.
وزعم "نحن بحاجة للحاق بـ"ترامب" قبل أن يضع أجندته الاستراتيجية، التي قد تكون حادة ولن تكون في صالحنا، فلا بد أن ننجح في التخفيف من حدة هذه الاستراتيجية؛ حتى لا يكون هناك سيطرة إسرائيلية على خططه المستقبلية، ولا يوجد أفضل من مصر في هذا الشأن؛ لأنها قدمت نموذجا للسلام"!.
من جانبه، قال عمرو أديب: إن وجود دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجديد، يرفع الحَجَر الموضوع على صدر مصر ويخنقها اقتصاديا.
وأضاف "أديب"- خلال برنامجه "كل يوم" على فضائية "on e" مساء اليوم: "هناك حجر كبير كالذي كان يوضع على صدر المسلمين لتعذيبهم، موجود فوق صدر مصر، ولكن العلاقات المصرية الأمريكية تُحرِّك هذا الحجر كثيرًا من فوق صدرها".
وتابع "مش هاتحزم وأرقص علشان ترامب اتصل بالرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لأن مصر مهمة، وكل الناس عارفة إن مصر مهمة.. لكن أنا اللي يهمني إن يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز منك عسل.. والوقت اللي فات أمريكا كانت حجرا على صدرنا، ووصول ترامب يزيح هذا الحجر ويجعلنا نتنفس".
العمالة مقابل الدعم
وقبل الاتصال بساعات، روجت صحف انقلابية للمكالمة "التاريخية"، والتي تمثل "الريادة العالمية"، على حد وصف "صدى البلد" و"فيتو"، وأجمعت المواقع على أن "السيسي" تلقى اتصالا من "ترامب" يركز على موضوع واحد، "مكافحة الإرهاب والتطرف"، حيث أشاد ترامب بالجهود المُقدّرة التي تبذلها "مصر" على هذا الصعيد.
وكشفت مواقع عن أن ترامب وعد السيسي باستمرار المساعدات العسكرية "المعونة الأمريكية" للجيش؛ لكي تستمر قيادة الانقلاب في حربها على ما يمسى بالإرهاب، الذي تسعى أمريكا إلى إعادة ضم منظمات إليه، وعلى رأسها جماعة "الإخوان المسلمين".
نتنياهو وترامب
غير أن إعلاميي الانقلاب وصحفه ركزوا على "دعوة ترامب للسيسي لزيارة الولايات المتحدة"، دون أن يحددوا موعدا للقاء المرتقب للحجة السنوية للديكتاتوريات العربية، متجاهلين أن أول من اتصل بهم ترامب، أمس الأحد، كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وحدد معه موعدا في فبراير المقبل في الولايات المتحدة.
وبعيدا عن طول المكالمة، وصف نتنياهو المكالمة مع ترامب بالدافئة، وقال في تغريدة على حساب رئيس وزراء الكيان على "تويتر": "أجريت هذا المساء مكالمة دافئة جدا مع الرئيس ترامب، وعبرت عن رغبتي بالعمل معه على تحقيق رؤية مشتركة تسعى لدفع السلام والأمن في المنطقة قدما".
وأضاف "الرئيس ترامب وجه لي دعوة للالتقاء به في واشنطن خلال شهر شباط. الموعد النهائي سيحدد خلال الأيام القريبة المقبلة".
نتنياهو الوسيط
واعتبر الصحفي عبدالباري عطوان، في مقال له، أن العلاقات بين السيسي وترامب "يمكن وصفها بأنها تحالفية وتنسيقية قوية، وترتكز في بعض جوانبها على أرضية العداء للجماعات الإسلامية المتطرفة، ولم يكن صدفة أن يهاتف الرئيس الأمريكي الجديد ترامب الرئيس السيسي شخصيا، ويطلب منه عدم تقديم مشروع قرار أعدته بلاده يدين الاستيطان الإسرائيلي، ويطالب بوقفه فورا، ويجد هذا الطلب تجاوبا سريعا".
واعتبر المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة أن "الاتصال الهاتفي بين نتنياهو وترامب، ودعوته للقاء في واشنطن خلال شهر شباط. إذا بقي نتنياهو في الحكم، فسيكون من أكثر الزعماء تأثيرا على ترامب".
وأضاف- في تغريدة عبر حسابه على تويتر- أن "السيسي يقف بشوق في طابور الانتظار للقاء ترامب. لن يطول انتظاره على الأرجح، فمن سيسوّقه في واشنطن هو الأقرب لزعيمها.. إنه نتنياهو".
وبعد الاتصال علق الزعاترة قائلا: "كما توقعنا.. السيسي هو الرابع من زعماء العالم الذين يهاتفهم ترامب.. من يدعمه نتنياهو ستكون له حظوة عند ترامب، هذا ما سيفهمه الجميع".