في ظل توثيق ونقل حي لفعاليات عملية “طوفان الأقصى” بما كشف عورات إسرائيل التي لا تقهر، يحاول الاحتلال على طريقته الوحشية قتل الحقيقة ومنع الكاميرات من نقل ما يجري على أرض الواقع، وهو مُخيّب لإسرائيل ومؤيديها وداعميها، وفي هذا السياق، ظهرت صور فضائية، آثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف برجا سكنيا غرب مدينة غزة، وأدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الصحفيين.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر طبية وشهود عيان استشهاد كل من سعيد الطويل وهو رئيس موقع إخباري، والمصور الصحفي محمد صبح، خلال تغطيتهما لقصف المقاتلات الإسرائيلية لبناية سكنية غربي مدينة غزة.
وأصيب في القصف عدة صحفيين، ووصفت الإصابات بالبالغة، وقد شوهت بعض الوجوه وتعذر التعرف عليها، ما جعل بعض الصحفيين ينشرون صورا للملابس الواقية التي كان الضحايا يرتدونها في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التعرف على الجثث.
وأظهرت الصور ملابس صحفيين وهي ملطخة بالدماء، وصحفيين يبكون ويترحمون على زملائهم الذين سقطوا جراء الغارة الإسرائيلية.
وصباح اليوم، كشف الجيش الإسرائيلي عن أسماء 13 جنديا وضابطا قُتلوا جراء هجمات المقاومة الفلسطينية، وبذلك يصل العدد الإجمالي المعلن إلى 86 قتيلا في صفوف الجيش الإسرائيلي، حتى ثالث يوم من العملية .
ونشر الجيش الإسرائيلي أيضا أسماء 38 جنديا إضافيا قتلوا منذ بدء المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.
وقالت الجزيرة: إن “العدد المعلن لقتلى الجيش الإسرائيلي من الجنود و الضباط يصل إلى 114 منذ بدء المواجهات”.
ومنذ الساعات الأولى لمعركة “طوفان الأقصى”، يقفز عداد قتلى الجانب الإسرائيلي بوتيرة سريعة، ومنهم القتلى العسكريون الذين يعلن عنهم تباعا جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبعدما كانت حصيلة ضحايا الأيام الثلاثة الأولى عشرات قاربت التسعين تقريبا، يتوقع أن يزيد الرقم في أي وقت في ظل استمرار الاشتبكات وتتجدد وتوسع الجبهات لتدخل ضمنها الحدود مع لبنان.
غير أن الأوزان النوعية لقتلى الجيش الإسرائيلي ثقيلة، كما تقول البيانات الرسمية، فمعظم القتلى المعلن عنهم من لواء جولاني والكوماندوز (القوات الخاصة) والاستخبارات والمظليين والجبهة الداخلية.
ومن بين الأبرز القتلى الإسرائيليين قائد لواء ناحل العقيد يوناتان شتاينبرغ، وقائد كتيبة اتصالات جيش الاحتلال المقدم ساهار مخلوف، وقائد الوحدة المتعددة الأبعاد اللواء روي يوسف ليفي، وقائد محطة رهط بالمنطقة الجنوبية سنيتز جي آر دافيدوف، وقائد كتيبة وحدة استطلاع ناحل المقدم يوناتان بنيامين تسور، والضابط بالبحرية الإسرائيلية إيلي جينسبيرج الذي حاز على أكبر عدد من أوسمة الشجاعة، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وداخل قطاع غزة الذي شهد قصفا عنيفا في الساعات الأخيرة، أعلنت كتائب عز الدين القسام مقتل أحد الأسرى العسكريين، وهو الجندي تومير ألون نمرودي، وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنه كان يعمل في ملف تجنيد العملاء بموقع إيريز العسكري.
وقد قُتل نمرودي مع أسرى آخرين بالقصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، الذي تقول إسرائيل: إن “به أكثر من 100 أسير يفترض أنها تسعى لاستعادتهم”.
يذكر أن القناة الـ12 الإسرائيلية أعلنت مساء أمس الاثنين نقلا عن وزارة الصحة عن ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 900 والجرحى إلى 2600.
ويتعرض قطاع غزة لقصف هو الأعنف منذ سنوات وفق ما أعلنت إسرائيل، وخلّف حتى الآن نحو 700 شهيد و4 آلاف مصاب، إضافة إلى دمار كبير في المباني والمرافق الحيوية.
ومع تزايد عمليات المقاومة وثباتها لليوم الرابع من طوفان الأقصى، تتكشف عنجهية إسرائيل وخوار قواها المعنوية والانهيار وسط جنودها، على الرغم من ترسانتها الضخمة، والتي انكشفت أمام تخطيط المقاومة وجرأتها غير المسبوقة..