يستدعي مشهد الخيام التي أقامتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منطقة خان يونس (جنوبي قطاع غزة) لإيواء النازحين من شمال القطاع جانبا من مشاهد نكبة عام 1948، إذ كانت المخيمات رمزا للنكبة، بعد أن لجأ إليها الفلسطينيون الذين فروا من جرائم العصابات الصهيونية، أملا في العودة التي لم تتحقق منذ 75 عاما.
قوبلت تلك الخيام التي أقامتها الأونروا لإيواء مئات النازحين برفض وزارة الصحة في القطاع، إذ حذرت من الخضوع لأوامر الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لتهجير الفلسطينيين، مؤكدة أن دور الأونروا ليس إقامة خيام لمن يقتل ويذبّح ولمن ينزح داخل قطاع غزة استعدادا لتهجيره خارج القطاع.
ونبهت إلى أن المطلوب من هذه الوكالة هو “أن تتحمل مسؤولياتها كجزء من منظومة الأمم المتحدة في حماية هؤلاء النازحين، بالإضافة إلى توفير كل مقومات الصمود والعيش ليبقوا في منازلهم أو في مناطق قريبة منها، وليس الامتثال لأمر الاحتلال بالتهجير والنزوح”.
وتتفاقم معاناة النازحين مع استمرار المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، في عدوانه المتواصل لليوم الـ15 على التوالي، ولم تستثن تلك المجازر المشافي ولا المدارس التي تحولت إلى ملاجئ للنازحين، كما لم تستثن المساجد، فضلا عن منازل المدنيين.
وأعلنت الأونروا -أمس الجمعة- أن 5 مدارس تشرف عليها لجأ إليها الفلسطينيون في مدينة غزة “لم تعد آمنة” بعد تلقيها تحذيرا إسرائيليا. وقالت في بيان لها “أبلغتنا إسرائيل بضرورة إخلاء هذه البنى التحتية في أسرع وقت ممكن”، معربة عن أسفها قائلة “لقد فعلنا ما في وسعنا للاحتجاج ورفض هذا القرار، لكن الخلاصة هي أنه من الآن فصاعدا لم تعد بنانا التحتية آمنة”، داعية إلى إخلاء “فوري”.
ولا تقتصر أوامر الإخلاء الإسرائيلية على مدارس الأونروا فقط، بل امتدت لتشمل المستشفيات أيضا، الأمر الذي تعده منظمة الصحة العالمية “حكما بالإعدام على المرضى والمصابين”.
وأنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي “بإخلاء” مستشفى “القدس” جنوبي مدينة غزة وتفريغه من المرضى والنازحين “تمهيدا لقصفه”. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها “تلقت تهديدا من قبل سلطات الاحتلال بقصف مستشفى القدس”.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي طالب “بالإخلاء الفوري للمستشفى الذي يضم أكثر من 400 مريض وحوالي 12 ألف نازح من المدنيين الذين لجؤوا إليه باعتبارها مكانا آمنا”. وطالبت الجمعية “العالم بالتحرك الفوري والعاجل لمنع وقوع مجزرة جديدة كالتي حدثت في مستشفى الأهلي المعمداني”.