باحثون أتراك: لهذه الأسباب تحول خطاب أردوغان إلى الغضب من الممارسات الإسرائيلية في غزة

- ‎فيعربي ودولي

من هدوء خطاب الرئيس التركي رجب أردوغان قبل 6 أيام فقط من خطابه الأخير الغاضب من الكيان والداعم لحركة حماس، كانت ملامح الخطاب عامة تحوم حول أن إسرائيل تستفز دول المنطقة بدلا من التراجع عن الأخطاء في غزة، وأنه يجب إنقاذ المنطقة من الجنون الذي تدعمه دول غربية ووسائل إعلام، وتجديد المطالبة التركية للحكومة الإسرائيلية بوقف عملياتها التي تصل حد التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ودعوة المجتمع الدولي إلى العمل من أجل وقف إطلاق نار إنساني في غزة.

الخطاب الغاضب

إلى خطاب الخميس ومساء الأربعاء الذي اعتبره وجه الغضب وكان أبرز ملامح هذا الغضب إعلان الرئس أردوغان أنه “إذا نفذت إسرائيل الهجوم البري على غزة، فالمنطقة على موعد مع حرب كبرى تحرق الأخضر واليابس ، وعندها ستكون تركيا في صف الفلسطينيين” لافتا إلى أنه “لا يمكن لإسرائيل الاستمرار بهذه الطريقة، حتى وإن وقفت الولايات المتحدة والغرب إلى جانبها”.

وكان من أبرز عناصر غضبه إعلانه إمكانية التدخل العسكري فقال: “نحن سنقوم بكل ما بوسعنا القيام به من أجل أهل غزة، سواء كانت خطوات سياسية أو خطوات عسكرية، فقد حان الوقت لنتحدث بوضوح مع من يقتلون النساء والأطفال”.

لماذا تأخر؟

الباحث والصحفي التركي عادل داود كتب عبر حسابه “‏سألوني : وماذا يفعل زعيمك أردوغان لأجل غزة ؟
قلت : منشغل بوضع خطط محكمة للحيلولة دون طعن الحكام العرب بظهره، كما طعنوا بظهر ‎غزة، اليوم وظهر محمد مرسي وصدام حسين من قبل، وأردوغان ليس رئيسي بل هو رئيس الشعب التركي الذي انتخبه ومفوض بالدفاع عنهم ضد خيانات الحكام العرب”.

خطاب غاية الخطورة

أما الصحفي  التركي حمزة تكين فاعتبر أن خطاب أردوغان قبل قليل في غاية الخطورة، معتبرا أنه حرب رسمية على التصرفات والمواقف الغربية والإسرائيلية واصطفاف تركي واضح ضد إسرائيل.
وشدد على أن حماس هي مجموعة من المجاهدين المقاومين أصحاب الحق وليست منظمة إرهابية، بل على العكس وصف تصرفات إسرائيل في غزة والضفة أنها إرهابية وإجرامية.
وحيا تكين الموقف الذي تواجه فيه تركيا أمريكا والغرب وإسرائيل الذي يتبنى العكس تماما، كاشفا أن تركيا قد تتحرك عسكريا إلى جانب السياسة، وأنها مستعدة لإرسال قوات عسكرية تركية إلى فلسطين.

وأوضح أن خطورته على تركيا أن الغرب سيكشّر عن أنيابه ضدها هو وأزلامه في المنطقة، ولكن الثقة أن حلفاء تركيا لن يتركوها وحدها بمواجهة ضباع العالم في ظل تشتت منظمة المؤتمر الإسلامي.

ومع ذلك فإن الخطاب الخطير يؤكد ثبات تركيا على مواقفها العظيمة بدعم المظلوم ومناهضة الظالم، مضيفا أن الرسائل السياسية التي أطلقها أردوغان تجاه إسرائيل والغرب اليوم، النداء التركي الأخير من قِبل تركيا قبل يوم السبت القادم، حيث سيجتمع الملايين في إسطنبول دعما لقطاع غزة وانتظارا للموقف التركي الجديد بعد خطاب اليوم”.

مقطتفات هامة

وأعلن الرئيس التركي أردوغان أن “حماس ليست منظمة إرهابية، وإنها مجموعة من المجاهدين يكافحون لحماية أرضهم ومواطنيهم”.

وهاجم أردوغان الكيان ويؤكد أن “تركيا لا تَدين لإسرائيل بأي شيء، وأفعالها تدل على أنها تنظيم لا دولة، وأن ما تفعله إسرائيل ليس دفاعا عن النفس بل وحشية ضد الإنسانية”.

وقال الرئيس التركي: “على إسرائيل ألا تنتظر الأمن من الخارج، بل يجب أن تبحث عنه في المنطقة”.

وهاجم أردوغان ازدواجية المعايير لدى الغرب وذكرهم بحرب أوكرانيا، وأن هناك من أقام الدنيا واليوم يغضون الطرف عما يحدث في غزة.

ووصف تجاهُل الغرب صور قتل الأطفال بأنه ورثه الغرب من تاريخه الدموي، وأن كل الدول الغربية دعمت الهجوم الإسرائيلي دون قيد بدل نصحها بالتزام الهدوء فأين هي حقوق الإنسان؟.

وأشار إلى أن الغرب يرسل حاملات الطائرات بدل سفن المساعدات، وهذا كيل بمكيالين وسياسة ذات وجهين قائلا : “الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولن نتردد في قول الحقيقة ولو بقينا وحدنا”.

وتساءل الرئيس على سبيل الاستنكار، كم طفلا يجب أن يقتل حتى يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار! وكم عدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا حتى تدعو المفوضية الأوروبية إلى هدنة! وكم من القنابل يجب أن تسقط على غزة حتى يتدخل مجلس الأمن الدولي!.

وهو بذلك يستعيد طريق الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي نصر القضية الفلسطينية، وبايع أهل غزة بقوله: “لن نترك غزة وحدها” واستعاد فزعة صحابة رسول الله في الدفاع عن دماء المسلمين وأعراضهم.