أغلق مستشفى القدس في مدينة غزة “معظم العمليات” بعد نفاد الوقود وتحمل القصف الإسرائيلي اليومي حول المجمع الطبي منذ يوم الأحد، بحسب ما أفاد موقع “الجزيرة نت”.
وقال المستشفى، الذي يقع في حي تل الهوى وتديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه اضطر إلى وقف معظم الخدمات “لتقنين استخدام الوقود وضمان الحد الأدنى من الخدمات في الأيام المقبلة”.
وقد أطفأت مولدها الرئيسي وتشغل الآن مولدا أصغر فقط لتوفير الخدمات الأساسية وساعتين من الكهرباء يوميا للمرضى و14,000 نازح داخليا يحتمون هناك. وقد تم إغلاق جناحها الجراحي ومحطة توليد الأكسجين.
وقالت المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ لقناة الجزيرة: “نحن نتحدث عن قصف على بعد حوالي 15 مترا [16 ياردة] من مبنى المستشفى. معظم المباني المحيطة بالمستشفى دمرت بالكامل تقريبا. التفجيرات تقترب أكثر فأكثر من المستشفى، ونخشى إصابة مباشرة للمستشفى”.
وقد أغلقت معظم الطرق المؤدية إلى مستشفى القدس، مما أجبر المسعفين في سيارات الإسعاف على سلوك طريق واحد وعر وغير ممهد للوصول إلى المصابين.
وأضافت فرسخ “لدينا حوالي 500 مريض داخل المستشفى. لدينا 15 مريضا في وحدة العناية المركزة. إنهم جرحى وعلى أجهزة تنفس. لدينا أطفال حديثي الولادة في الحاضنات. لدينا 14,000 نازح، غالبيتهم من النساء والأطفال”.
وأوضحت أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني “نفدت خياراتها”، مضيفة أنها تحذر مرارا منذ أسبوعين من أن “إمدادات الوقود ستنفد إذا استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية في رفض السماح بدخول الوقود إلى قطاع غزة”.
فرضت دولة الاحتلال حصارا كاملا على غزة بعد يومين من بدء الحرب في 7 أكتوبر، وشددت الحصار القائم منذ عام 2007 وقيدت بشدة دخول المساعدات والغذاء والماء والكهرباء والوقود.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فقد خرج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء الحرب، إما بسبب نفاد الوقود أو بسبب القصف.
ووصف بشار مراد، مدير خدمات الطوارئ الطبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يعمل في مستشفى القدس، الوضع في المنشأة بأنه “الأكثر كارثية” في تاريخ المنظمة.
وقال مراد “يوم الأحد، قصفت الغارات الجوية الإسرائيلية مدخل مستشفانا، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص عند المدخل وإصابة 35 شخصا، 12 منهم كانوا داخل المستشفى”.
وأضاف أن نصف سيارات الإسعاف التابعة لها خارج الخدمة بينما أصيبت منطقة التخزين المركزية ودمرت جزئيا.
وقال مراد، الذي فرت عائلته إلى خان يونس “فقدنا جميع الأدوية والمعدات في المخزن الذي تبلغ قيمته حوالي 5 ملايين دولار، وبقيت في [مدينة] غزة لأنني لا أستطيع ترك العمل في هذه الظروف”.
قصف قرب المستشفيات
وقامت دولة الاحتلال بقصف بالقرب من عدة مستشفيات في الأيام القليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل وجرح المرضى والمشردين وزيادة تقليص تقديم الخدمات.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء أصيب مسجد قرب مستشفى ناصر في خان يونس جنوب غزة حيث انتقل كثير من الفلسطينيين النازحين بعد الاستجابة لنداءات الاحتلال بإخلاء الشمال.
وأفاد هاني محمود من قناة الجزيرة من خان يونس “على بعد 100 متر فقط [110 ياردة] من مستشفى [ناصر]، تم تدمير مسجد – أكبر مسجد في المنطقة – بالكامل في غارة جوية”.
وأوضح قائلا: “ما يثير القلق في هذه الغارة الجوية هو أنها تقع في منتصف طريق مزدحم – طريق رئيسي يؤدي إلى البوابة الجانبية للمستشفى وأيضا سوق مزدحم حيث يتسوق الكثير من الناس لشراء الضروريات اليومية”.
وقال: “هناك أيضا مخبز بجوار المسجد حيث كان مئات الأشخاص على الأقل ينتظرون الخبز”. ولم يعرف على الفور عدد الضحايا.
واتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية باستخدام المستشفيات في حملتها العسكرية ضد الاحتلال.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري للصحفيين يوم الأحد “حماس تضع قوات وأسلحة داخل وتحت وحول المدارس والمساجد والمنازل ومرافق الأمم المتحدة”، مضيفا “من بين أسوأ جرائم الحرب التي ارتكبتها حماس استخدام المستشفيات لإخفاء بنيتها التحتية الإرهابية”.
ورفضت حماس مرارا الاتهام.
وقال رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادي، إن مزاعم الاحتلال “محاولة سافرة لتبرير استهداف الاحتلال للمنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان وملاجئ النازحين”.
وقد وجد تحقيق أجرته قناة الجزيرة مؤخرا أنه لا توجد أسباب لدعم ادعاء الاحتلال بأن نفقا لحماس يقع تحت مستشفى الشيخ حمد الممول من قطر في شمال غزة.
وتعرضت المستشفيات وسيارات الإسعاف للقصف عدة مرات. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 39 منشأة صحية على الأقل، بما في ذلك 22 مستشفى، تضررت منذ بدء الحرب.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 193 من العاملين في مجال الصحة قتلوا منذ بداية الحرب بينما دمرت 45 سيارة إسعاف.
قتل ما لا يقل عن 10,569 فلسطينيا، من بينهم 4,324 طفلا، في قطاع غزة منذ اندلاع النزاع، بينما تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض. ويوجد الآن حوالي 1.5 مليون شخص نازحين داخليا في غزة، وفقا للأمم المتحدة.
وقتل أكثر من 1,400 شخص، معظمهم من المدنيين، في هجوم شنته حماس على جنوب الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر، والذي بدأ حرب غزة الأخيرة.
https://www.aljazeera.com/news/2023/11/8/al-quds-hospital-in-gaza-runs-out-of-fuel-shuts-down-key-services