كشف تحليل سياسي، نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، عن بعض المخططات الغربية التي تحاك حاليا للحل “الأمثل” لمرحلة غزة ما بعد الحرب هو تشكيل إدارة قطرية مصرية سعودية إماراتية للقطاع؟!
وجاء التحليل الامريكي (شبه رسمي لموقع المجلة من دوائر صنع القرار في البيت الأبيض) في وقت زار فيه تميم بن حمد أمير قطر؛ رئيس الإمارات محمد بن زايد الخميس في أبوظبي وكان محور المناقشة ما يحدث في غزة والمنطقة وجريمة الإبادة العرقية للفلسطينيين فضلا عن زيارة قصيرة لوفد من قيادة حماس (اسماعيل هنية وخالد مشعل وخليل الحية) للقاهرة ولقاء ريئس استخبارات السيسي عباس كامل.
وقال التحليل إن الحل (الذي طرحته) سيقطع الطريق على إيران التي تدعم حركة حماس، وتشكل تهديدا أساسيا لإسرائيل، إلى جانب تقليم أظافر روسيا التي تسعى لاستغلال ما يجري لتوسع نفوذها في المنطقة”.
وأضاف أن “هذا السيناريو ينعش في الوقت ذاته ويضفي الشرعية على محادثات السلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والتي توقفت بسبب الحرب”.
وأشار التحليل إلى أن الغرب يجد في الحرب المستعرة في غزة، فرصة لا تعوض لإعادة ترتيب خارطة الشرق الأوسط السياسية.
وأبلغت سلطة عباس الولايات المتحدة أن قبولها بدور في غزة سيكون مشروطاً بالتزام واشنطن في حل الدولتين الكامل لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
إلا أن حركة “حماس” أكدت، أنها لن تقبل بحكومة فيشي جديدة أو بمن يأتي على ظهر دبابة “إسرائيلية” أو أمريكية، وذلك ردا على الأطروحات الأمريكية مع السلطة الفلسطينية بشأن إدارة قطاع غزة بعد الحرب.
ورأى كاتب التحليل أن حماس وإيران وروسيا يستخدمون الحرب القائمة لتعميق التوترات الإقليمية والعالمية، لإحداث شرخ بين خصومهم التقليديين كي يظهروا أكثر انقساما وضعفا”. معتبرا أن “نهاية الحرب في ظل غياب حل إقليمي، وتعقيد الانقسامات القائمة حاليا سيشكل انتصارا لحماس وإيران وروسيا”.
وأشار إلى أنه وفقا لدبلوماسيين غربيين الذين يخططون لليوم التالي بعد انتهاء الحرب يجدون أنفسهم في مواجهة خيارين “إما استثمار الحرب لإضعاف أعدائهم فقط، أو السعي إلى إعادة تشكيل تكتلات القوى القائمة في المنطقة”.
وأضافت فورين بوليسي إن السعودية اطلعت على خطة الإدارة المقترحة من الولايات المتحدة لقوة حفظ السلام في غزة بعد “إسقاط حماس”!
وأشار التحليل إلى أن الخيار الأول، إذا تحقق، سيؤدي إلى تصلب المعسكرات الثلاثة الموجودة في المنطقة: المعسكر المؤيد لإيران وروسيا، والمعسكر المستعد للعمل مع الإخوان المسلمين، والمعسكر المتشدد في معارضة الإخوان المسلمين، وتمثله الإمارات ومصر والسعودية وإسرائيل وشرق ليبيا.
ووفق سيناريو الكاتب، فإنه سيتعين على قطر أن تشكل العمود الفقري لعملية إعادة التنظيم هذه، لأنها تحتل موقع الدولة المتأرجحة المحورية لنظام الشرق الأوسط بأكمله.
وقال جيسون باك محرر التحليل إن قطر وحدها هي القادرة على التحدث مع جميع الأطراف العربية والغربية، فضلا عن تواصلها مع حركة حماس وإسرائيل أيضا”.
وأضاف أن تشجيع القطريين على هذا السيناريو يمكن المنطقة من الخروج من الصراع الحالي وهي مستعدة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، وفي وضع يمكنها من طرد وكلاء إيران من المنطقة.”
وأكمل أن الطريق إلى السلام الإقليمي يمر عبر الدوحة، فهي ليست فقط مكان إقامة الجناح السياسي لحماس، بل إن قطر بالنسبة لحماس نقطة دخول إلى النظام المالي الدولي.
ورأى أن “قطر وحدها هي القادرة على كبح جماح حماس، وضمان عدم نهوضها مرة أخرى”.
وعن السعودية والإمارات، قال الكاتب إنه من وجهة النظر السعودية، فإن هذا السيناريو يمكن أن ينعش ويضفي الشرعية على مشروع التطبيع السعودي مع “إسرائيل”.
أما وجهة النظر الإماراتية، فإن تحقيق هذا السيناريو يمثل فرصة لأبوظبي ومحمد بن زايد للتأكيد على “كونهم قادة لعملية اتفاقات التطبيع في المنطقة”.
واشار التحليل إلى ضرورة مشاركة الأردن في هذا الأمر من وراء الكواليس، ولكن ليس في إدارة غزة، حتى يتسنى التمييز بين الترتيبات في غزة وتلك القائمة في الضفة الغربية، والوصاية الهاشمية على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
نجاح السيناريو بحسب التحليل، يتطلب أيضا الاعتراف رسميا بالسيادة الفلسطينية ـ يقصد لسلطة محمود عباس ـ على غزة وفق القانون الدولي، لأجل تأمين تأييد السلطة للأمر، كما لا بد وفق رؤيته، من دعوة ممثلي السلطة الفلسطينية وشخصيات بارزة من غير حماس في غزة إلى الدوحة لحضور مؤتمر دولي للإعلان عن الفكرة المزعومة.
https://foreignpolicy.com/2023/11/07/qatar-israel-hamas-gaza-war-middle-east-peace/
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في وقت سابق أرادت السلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس حكم غزة، حسبما نقلته عن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
أما “وول ستريت جورنال” فذكرت أن عبد الفتاح السيسي رفض مقترحا أميركيا بإدارة الشؤون الأمنية في قطاع غزة، ريثما تتمكن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس من تولي الحكم بالقطاع بعد “هزيمة حماس” بحسب وصف الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين كبار، لم تسمهم، قولهم إن المقترح الأميركي جاء خلال لقاء السيسي، الأربعاء، مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، الذي زار القاهرة ضمن جولة له في الشرق الأوسط لبحث الوضع في غزة.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن السيسي أكد خلال اللقاء الذي حضره أيضا رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، أن حكومته لن تلعب دورا في القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس. وقال إن القاهرة تحتاج إلى الحركة للمساعدة في الحفاظ على الأمن على الحدود المصرية مع القطاع المحاصر.