حكام العرب والمسلمين ..لماذا لم يكسروا الحصار على غزة وينفذوا توصيات قمة الرياض ؟

- ‎فيتقارير

 

 

 

 

رغم مرور عشرة أيام على انعقاد القمة العربية الإسلامية المشتركة في العاصمة السعودية الرياض يوم 11 من شهر نوفمبر الجاري، إلا أن الحكام الخونة خاصة حكام الخليج والأردن وقائد نظام الانقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي لم ينفذوا أي شيء من توصيات هذه القمة التي لم تعقد إلا بعد تلقي المنشار ولي العهد السعودي محمد بن سليمان الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية ومن الصهاينة .

عدم تنفيذ توصيات القمة يؤكد أن هؤلاء الحكام يحاولون خداع شعوبهم بتصوير أنهم يقفون إلى جانب المقاومة الفلسطينية ويعملون على توصيل المساعدات الكافية لأهالي قطاع غزة، إلا أن الواقع يكشف أنهم خاضعون لإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية ويدعمون الصهاينة لتدمير غزة والقضاء على الشعب الفلسطيني .

كان المشاركون في القمة العربية الإسلامية قد دعوا في البيان الختامي إلى وقف الحرب على قطاع غزة، وإلى كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية إلى القطاع. 

 

من جانبهم قال محللون: إن “عدم تطبيق قرارات القمة العربية والإسلامية خاصة ما يتعلق بكسر الحصار على قطاع غزة وفرض إدخال المساعدات، يرجع إلى غياب الإرادة السياسية والخوف من أن يفعل بهم الاحتلال الإسرائيلي ما يفعله بأهل قطاع غزة”. 

وأكدوا أن الدول المحيطة بالصهاينة خاصة مصر والأردن وصلت كل منهما إلى استنتاج بأن الولايات المتحدة،  يمكن أن تبيعهما في أي لحظة نزولا على المصالح الإسرائيلية.

 

إرادة سياسية

 

وقال المحلل في الشؤون الدولية حسام شاكر: إن “الغطاء الجماعي المشترك بين العرب والمسلمين يفترض أن يوفر مظلة كافية لأي خطوة عربية باتجاه إدخال قوافل إنسانية إلى قطاع غزة، ويمكن أن تنضم لهذا الموقف دول أخرى من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، معربا عن أسفه لأن القمة العربية والإسلامية التي انعقدت مؤخرا في الرياض، تفتقد إلى الإرادة السياسية” .

وأرجع شاكر في تصريحات صحفية  العجز العربي في حالة غزة إلى خوف حكام العرب من الاحتلال الإسرائيلي الذي يرعب الإقليم بما يفعله بالفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أن الاحتلال الصهيوني يعتبر ما يجري في قطاع غزة هو رسالة للحكام الطراطير مضمونها  “من يرفع رأسه سنفعل به هكذا، سنلقي عليه القنبلة الذرية”، التي هدد بها غزة أحد وزراء حكومة بنيامين نتنياهو. 

وأشار إلى أنه رغم حالة العجز العربي والإقليمي، فإن هناك ضغطا شعبيا عربيا واضحا ومباشرا وسريعا يمكن أن يساعد في تقوية الموقف الرسمي، وذلك بأن تطالب الشعوب بتطبيق قرارات القمة الأخيرة بشأن قطاع غزة. 

وأكد أن الإقليم العربي استطاع أن يقاوم الإرادة الأميركية في موضوع “أوبك بلوس” مثلا وتحكّم في أسعار النفط، كما استطاع أن يتغلب على الإرادة الأميركية والغربية بخصوص العقوبات على روسيا. 

وشدد شاكر على أن العرب والمسلمين هم الآن أمام صراع إرادات: إما إرادة القمة التي عقدوها مؤخرا، وإما إرادة نتنياهو وجيشه في أن يمنعوا أي قافلة إنسانية من دخول غزة. 

وحذر من أنه لو خسر العرب والمسلمون هذه المعركة، فمعنى ذلك أن اللعبة انتهت وأن الحكام الخونة لم يستوعبوا درس السابع من أكتوبر الماضي . 

 

شعارات وبيانات

 

وقال الدكتور حسن أيوب، أستاذ السياسة الدولية والسياسات المقارنة في جامعة النجاح الوطنية: إن “أحد مفاتيح إنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة هو وجود موقف عربي وإسلامي فعلي وعملي، وليس مجرد شعارات وبيانات تنديد”. 

وأكد أيوب في تصريحات صحفية أن الجامعة العربية لم تعد ميدانا لصنع السياسات العربية أو التعبير عن المواقف المشتركة أو تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، أو للحديث عن منظومة عربية موحدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي، لافتا إلى وجود تباينات شديدة واستقطابات حادة بعد ثورات الربيع العربي والسياسات الأمريكية التي عمدت إلى إنشاء أحلاف ومحاور عربية وإقليمية أثرت على وحدة الموقف العربي”. 

وأشار إلى أن آخر مرة اتخذ فيها قرار سياسي عربي موحد كان عام 2002 عندما تم تبنى مبادرة السلام العربية، وذلك تحت ضغط الانتفاضة الثانية. 

وكشف أيوب عن موقف الدول المحيطة بفلسطين المحتلة خاصة دولة العسكر والأردن بخصوص ما يحدث في قطاع غزة من عدوان وإبادة جماعية، موضحا أن الدولتين وصلتا إلى استنتاج بأن الولايات المتحدة وحليفتها يمكن  أن تبيعهم في أي لحظة نزولا عند المصالح الإسرائيلية”.

وأوضح أن واشنطن منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة حاولت وما زالت أن تلقي بعبء التهجير والتطهير العرقي على عاتق مصر والأردن، معربا عن أسفه لأن الأردن ومصر، في ظل أوضاعهما الداخلية والضغوط الشديدة التي يتعرضان لها من قبل الأميركيين والإسرائيليين، لا يملكان ما يكفي من أوراق القوة، لكن هناك بعض الدول يمكنها أن تمارس ضغوطا فعلية مثل السعودية. 

 

منطقة عازلة

 

وبشأن الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، والتدمير الذي يطال المستشفيات والمباني السكنية وغيرها، أكد أيوب أن ذلك جزء من هدف إستراتيجي إسرائيلي لتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، وجعله يخضع للسيطرة الأمينة والسياسية والعسكرية الإسرائيلية، وهو ما أشار إليه نتنياهو. 

وأضاف أن الهدف التالي لقوات الاحتلال الصهيوني هو محاولة دخول مدينة غزة على نطاق واسع لتعزيز فصل شمال غزة وتحويله إلى منطقة عازلة وربما إلى مناطق استيطانية، وهو الهدف الذي يصطدم بمقاومة فلسطينية شديدة. 

وأكد أيوب أن للقيادة الحربية الصهيونية هدفا معلنا وهو إحداث “نكبة غزة 2023″، وأن الإسرائيليين يتحدثون عن تطهير عرقي وإبادة جماعية، ولكن هذا يحدث بغطاء أميركي وأوروبي لتنفيذ المجزرة والإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة .

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية ووزارة دفاعها البنتاجون أصدرتا تصريحات قبل اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني مجمع الشفاء الطبي توفر الغطاء لهذا الاقتحام.