“رويترز”: إجلاء أطفال مبتسرين من غزة إلى مصر وسط حصار إسرائيلي للمستشفيات

- ‎فيأخبار

نقل ثمانية وعشرون طفلا ولدوا قبل الأوان تم إجلاؤهم من أكبر مستشفى في غزة إلى مصر لتلقي العلاج العاجل اليوم الاثنين، بينما قالت السلطات الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية إن 12 شخصا قتلوا في مستشفى آخر في غزة تحاصره الدبابات الإسرائيلية، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”.

وكان المولودون الجدد في مستشفى الشفاء في شمال غزة، حيث توفي العديد من الأطفال الآخرين، بعد أن دمرت حاضناتهم وسط انهيار الخدمات الطبية خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة غزة.

واستولت قوات الاحتلال الإسرائيلية على مستشفى الشفاء الأسبوع الماضي، للبحث عما قالت إنها شبكة أنفاق تابعة لحركة حماس بنيت تحتها، وغادر مئات المرضى والطواقم الطبية والنازحين مستشفى الشفاء في مطلع الأسبوع وقال أطباء إن القوات طردتهم وقالت دولة الاحتلال إن المغادرة كانت طوعية.

وأظهرت لقطات حية بثها تلفزيون القاهرة المصري الطاقم الطبي وهو يرفع الرضع بعناية من داخل سيارة إسعاف ويضعهم في حاضنات متنقلة، ثم يتم نقلها عبر موقف للسيارات باتجاه سيارات الإسعاف الأخرى.

ونقل طفلان يوم الأحد إلى مستشفى في رفح على الحدود الجنوبية لغزة التي تحكمها حماس حتى يمكن أن تستقر حالتهما قبل نقلهما إلى مصر، وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن 12 شخصا نقلوا جوا إلى القاهرة.

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية: إن “جميع الأطفال الذين تم إجلاؤهم يكافحون التهابات خطيرة”.

وتوفي ثمانية رضع منذ أن دق الأطباء في مستشفى الشفاء إنذارا دوليا هذا الشهر بشأن 39 طفلا مبتسرا معرضين لخطر نقص مكافحة العدوى والمياه النظيفة والأدوية في جناح حديثي الولادة.

 

12 قتيلا في المستشفى تطوقهم دبابات الاحتلال

وفي المستشفى الإندونيسي الذي تموله جاكرتا قالت وزارة الصحة في غزة: إن “12 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بإطلاق النار على المجمع الذي تحاصره الدبابات الإسرائيلية”.

وقال مسؤولو الصحة إن 700 مريض والعاملين كانوا تحت نيران الاحتلال.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن “المنشأة الواقعة في بلدة بيت لاهيا بشمال شرق غزة أصيبت بقذائف مدفعية، ونفى العاملون بالمستشفى وجود أي مسلحين في المبنى”.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس إنه شعر بالفزع من الهجوم الذي قال أيضا إنه أسفر عن مقتل 12 شخصا، بينهم مرضى، نقلا عن تقارير غير محددة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن “القوات ردت بإطلاق النار على مقاتلين في المستشفى بينما اتخذت إجراءات عديدة لتقليل الضرر” لغير المقاتلين”.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي لرويترز: “بين عشية وضحاها، فتح مسلحون النار من داخل المستشفى الإندونيسي في غزة باتجاه القوات العاملة خارج المستشفى، ردا على ذلك، استهدفت القوات مباشرة المصدر المحدد لنيران العدو، لم تطلق قذائف باتجاه المستشفى”.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للصحفيين خلال زيارة لأوكرانيا موقف الولايات المتحدة أقوى حليف للاحتلال بشأن الحاجة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.

وقال أوستن: “لقد قلنا في كل خطوة على الطريق إننا نتوقع أن يقوم الإسرائيليون بعملياتهم وفقا لقانون النزاع المسلح، يجب أن يفعلوا كل شيء، أو يجب أن يفعلوا كل شيء، حتى يتمكنوا من إيصال المساعدات الإنسانية إلى الناس في غزة”.

وقالت الأمم المتحدة: إن “69 ألف لتر من الوقود دخلت غزة من مصر يوم الأحد، بعد أن أكدت دولة الاحتلال أنها ستبدأ في السماح بتسليم نحو 70 ألف لتر يوميا ، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى لمتطلبات العمليات الإنسانية الأساسية”.

وعلى غرار جميع المرافق الصحية الأخرى في النصف الشمالي من غزة، توقف المستشفى الإندونيسي عن العمل إلى حد كبير، ولكنه لا يزال يؤوي المرضى والموظفين والسكان النازحين.

وأمرت دولة الاحتلال بإخلاء الشمال، لكن لا يزال هناك آلاف المدنيين، وتنفد المواد الغذائية والوقود والأدوية والمياه في أنحاء القطاع الخاضع للحصار الإسرائيلي المستمر منذ ستة أسابيع.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود: إن “عيادتها في مدينة غزة تعرضت أيضا لإطلاق نار يوم الاثنين”.

وفي الجنوب، حيث يحتمي مئات الآلاف من سكان غزة الذين فروا من شمال القطاع، قتل ما لا يقل عن 14 فلسطينيا في غارتين إسرائيليتين على منازل في رفح، وفقا للسلطات الصحية في غزة.

وقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرح 10 عندما أصابت غارة جوية إسرائيلية وحدة سكنية في خان يونس، في الطرف الجنوبي من القطاع، وفقا لمصادر طبية في مستشفى ناصر في غزة، ولم يصدر تعليق إسرائيلي فوري.

قتال عنيف حول مخيم كبير للاجئين

وتحدث شهود أيضا عن اندلاع قتال عنيف بين مسلحي حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلية التي تحاول التقدم إلى مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة الذي يقطنه 100 ألف شخص وبحسب الاحتلال فهو معقل كبير للمقاومين.

ويقول مسعفون فلسطينيون: إن “القصف الصهيوني المتكرر على جباليا، وهي امتداد حضري لمدينة غزة انبثق من مخيم للاجئين الفلسطينيين من الحرب الإسرائيلية العربية عام 1948، أسفر عن مقتل عشرات المدنيين”.

وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا يتضمن تسجيلا مصورا لضربات جوية وقوات تتنقل من منزل إلى منزل في غزة قائلا إنهم قتلوا ثلاثة من قادة سرايا تابعة لحماس وفرقة من المقاتلين الفلسطينيين دون تحديد مواقع محددة.

في غضون ذلك، قالت حماس على حسابها على تلغرام إنها أطلقت وابلا من الصواريخ باتجاه تل أبيب، كما أفاد شهود عيان بإطلاق صواريخ على وسط الاحتلال.

وعلى الرغم من استمرار القتال قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن اتفاقا بوساطة قطرية يقترب من إطلاق سراح بعض الرهائن.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهم يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق قريب.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي عن اتفاق الرهائن “نحن أقرب الآن مما كنا عليه من قبل”.

واحتجز نحو 240 رهينة خلال هجوم مميت عبر الحدود على دولة الاحتلال من قبل نشطاء حماس في 7 أكتوبر، مما دفع الكيان لغزو الأراضي الفلسطينية لاستهداف حماس، وقتل حوالي 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، في هجوم حماس، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ دولة الاحتلال البالغ من العمر 75 عاما.

ومنذ ذلك الحين، قالت الحكومة التي تديرها حماس في غزة إن ما لا يقل عن 13,300 فلسطيني قتلوا، بينهم 5,600 طفل و3,550 امرأة على الأقل، بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.

وتقول الأمم المتحدة إن ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا بلا مأوى.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ، الذي تولى منصبه في 1 يناير 2017 ، للصحفيين: “نحن نشهد قتل المدنيين الذي لا مثيل له وغير مسبوق في أي صراع منذ أن كنت أمينا عاما”.

                                                                                                     

https://www.reuters.com/world/middle-east/israeli-tanks-reported-near-hospital-embattled-north-gaza-2023-11-20/