بسبب انهيار المنظومة الصحية في زمن الانقلاب..الأمراض والأوبئة تحاصر أهالي قنا والبحر الأحمر

- ‎فيتقارير

 

 

في ظل انهيار المنظومة الصحية في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، والإهمال من جانب وزارة الصحة بحكومة الانقلاب وانشغال عصابة العسكر بملذاتها ومصالحها الخاصة، يعاني المصريون من انتشار أمراض غريبة في عدد من المحافظات على رأسها قنا والبحر الأحمر.

ومع إهمال حكومة الانقلاب، تسبب المرض الغريب في وفاة وإصابة الآلاف، خاصة من أهالي القرى الغلابة الذين لا تتوافر لهم مستشفيات أو وحدات صحية تتولى علاجهم ومحاربة الأمراض والأوبئة.

كان أهالي قنا والبحر الأحمر قد أكدوا أنهم منذ شهرين لاحظوا وجود حالات تصاب بالسخونة والصداع والرعشة، وعند ذهابهم إلى العيادات الخاصة قيل لهم من الأطباء إنه مرض حمى الضنك، لكن بدأت الحالات تنتشر بسرعة وهناك عشرات الوفيات حتى الآن.

وقال الأهالي: إنهم “تقدموا بشكاوى لوزارة صحة الانقلاب والمحافظات، وتم إرسال خبراء لسحب عينات من المياه المختلطة بمياه الصرف الصحي القريب من أحد الجبانات، لكن رغم مرور شهر لم يتم الإعلان عن أي شيء، في الوقت الذي تتزايد فيه حالات الإصابة التي لا تجد علاجا”.

وأكدوا أن القرى تفتقد وحدات صحية قادرة على التعامل مع الحالات، معربين عن أسفهم، لأن هناك استغلالا من الأطباء الذين رفعوا أجر الكشف، كما أن الصيادلة رفعوا أسعار الأدوية والمحاليل الطبية.

 

حمى الضنك

 

من جانبهم قال خبراء وأطباء: إن “المرض الذي انتشر مؤخرا هو مرض فيروسي غامض غير معلوم التشخيص حتى الآن، مؤكدين أن المرض أشبه بأعراض حمى الضنك في السخونة والصداع والرعشة ولا يوجد له لقاح حتى الآن.

وطالب الخبراء حكومة الانقلاب بضرورة الإسراع إلى أماكن الإصابة، وسحب عينات وكشف النتائج والسرعة في تشكيل فرق طبية للمناطق المصابة لمحاصرة المرض.

وشددوا على ضرورة أن يقوم وزير صحة الانقلاب والمسئولون بمحافظتي قنا والبحر الأحمر بسرعة التحقيق في أسباب انتشار المرض الغامض الذي بدأ من مدينة القصير، ثم امتد لمدينة قوص وبعض القرى، مما  أدى إلى وفيات عديدة في قرية حجازة وقرية البصيلات التابعة لمركز قوص.

 

مرض فيروسي

 

من جانبه قال الدكتور محمد أحمد، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث: “هذا المرض فيروسي ناتج عن انتشار البعوض والحشرات في الجو، وهذه الحشرات تتكاثر عن طريق وضع البويضات في مياه راكدة أو مسطحات أوبرك مائية، مشددا على ضرورة التعامل معها بالتنظيف ورش هذه المسطحات كإجراء وقائي لمحاصرة الفيروس نفسه”.

وأضاف أحمد في تصريحات صحفية : “هذا المرض الفيروسي أشبه بحمى الضنك في الأعراض، لكنه لا يوجد له لقاح حتى الآن،  موضحا أن السخونة والرعشة والصداع أبرز الأعراض بحسب نشرة CDC الأمريكية ومركز مراقبة الأمراض في أطلنطا”.

وتوقع أن يكون المرض نتيجة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وهو ما ينتج عنه انتشار بعوض وحشرات في الجو تزيد من انتشار المرض.

وأوضح أحمد أنه بحسب المعلومات المنشورة عن حمى الضنك في منظمة الصحة العالمية، فهي عدوى فيروسية يسببها فيروس حمى الضنك، وتنتقل إلى البشر عند تعرضهم للسعات البعوض الحامل لهذه العدوى، وما يقرب من نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بحمى الضنك في الوقت الراهن . 

وأكد أن التقديرات تشير إلى حدوث ما يتراوح بين 100 و 400 مليون حالة عدوى سنويا، موضحا أن حمى الضنك تظهر في المناخات المدارية وشبه المدارية في العالم، ولا سيما في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.

 

فرق دائمة

 

وطالب محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، بضرورة تحرك وزارة صحة الانقلاب والطب الوقائي للتعامل مع هذا الوباء الجديد والسرعة في سحب العينات وإعلان النتائج وتشخيص المرض، مشددا على ضرورة إرسال فرق دائمة ومقيمة للوحدات الصحية القريبة من البلدان المنتشر بها المرض لتيسير استقبال المصابين، مع ضرورة الإسراع في توفير مياه صالحة للشرب لتوزيعها على القرى المصابة.

وقال فؤاد في تصريحات صحفية : “على الطب الوقائي الإسراع في توفير سيارات لرش وقتل الحشرات، مع إسراع المحافظات في سحب مياه الصرف من حول القرى المصابة، مطالبا بضرورة توفير كافة الأدوية المطلوبة والإعلان عن برتوكول علاجي موحد، مع متابعة أثر المرض في المدن المجاورة حتى يمكن محاصرته”.

وكشف أن هناك شوائب مسرطنة بـ 7 أصناف دوائية، وهو ما يتطلب إنشاء معامل حديثة، مشيرا إلى أن الهند حذرت من مادة «الفارستان» وأن هناك اتهامات متلاحقة للشركات المصرية .