مماطلة صهيونية ومقاومة يدها على الزناد.. ماذا بعد الهدنة الأولى والإفراج عن الأسرى؟

- ‎فيعربي ودولي

 

مع خسة العدو الصهيوني قاتل الأطفال والنساء، يتخوف كثير من المراقبين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات الرأي في المواقع والصحف، ألا يفي نتنياهو ومن ورائه الغرب، بشروط الهدنة أو أن يخرق الهدنة أو يكون صيامه غير المتوقع أثناء الهدنة، يحتاج لتعويض ما بعد الهدنة.

 

والحقيقة بحسب المتداول أن الهدنة طلبتها تل أبيب من الولايات المتحدة بشكل عاجل، كي تتمكن من سحب جنودها وآلياتها من المستنقع الذي وقعت به خلال الأسبوع الفائت والأيام القليلة الأخيرة منه في شوارع غزة، حيث تكبدت فيها خسائر فادحة في الآليات والارواح، فضلا عن محاصرة عشرات الآليات ومئات الجنود الصهاينة داخل شوارع غزة ولا يستطيعون التراجع أمام كمائن المقاومة.

القنوات العبرية تثبث بشكل متلاحق أخبارا عن سقوط عدد كبير من الضباط والجنود في عدة كمائن محكمة نصبتها لهم المقاومة اليوم وكل يوم.


أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. إكرام بدر الدين قال: “أخشى أن تكون الهدنة لعدة أيام وتعود الأمور كما كانت عليها بعد إخراج الأسرى من غزة، ويجب أن نسأل ماذا بعد الإفراج عن الأسرى وانتهاء الهدنة؟”.


وشاركه التخوف محمد عرابي Mohammed Oraby فقال، “لو نجحت الهدنة وتبادل الأسرى اللي إسرائيل خلال أسبوع هتعتقل قدهم 10 مرات، ودخل 400 شاحنة مساعدات ماذا بعد انتهاء الهدنة ؟ ماذا وقد تم تهجير شمال غزة والسيطرة التامة عليه والهدنة إسرائيل تستخدمها لإعادة ترتيب صفوفها، و بدأ تنفيذ نفس الخطة في جنوب غزة ؟ ماذا بعد كل هذا الانتصار الحاسم لحماس؟”.

 

واستبق جيش الاحتلال تنفيذ الصفقة بالحديث عن جاهزيته لمواجهة مفاجآت القسام خلال الهدنة، كاستهداف دباباته المتوغلة في غزة، ما يثير تساؤلات بشأن احتمالات تخريب الاحتلال للهدنة بذرائع متعددة.

وقال نتنياهو وقادة جيشه: إن “الحرب ستستمر بعد الهدنة، حتى تحقيق أهدافها، إلا أن محللين صهاينة شككوا بإمكانية مواصلة الجيش للحرب بالزخم نفسه؛ خاصة مع الانتقال إلى مفاوضات الصفقة الثانية بصفتها أكثر تعقيدا؛ لكونها تتمحور حول أسرى إسرائيليين عسكريين، وستتضمن بنودا أصعب بشأن مستقبل غزة”.

وميدانيا، وسع الاحتلال توغله في مخيم جباليا، بموازاة تقدمه نحو أحياء غزة الشرقية؛ سعيا لتثبيت وقائع على الأرض قبل الهدنة الأولى.

وبالمقابل على المستوى الميداني، نشرت حماس اليوم مقطع فيديو جديد لإبداعات المقاومة في شوارع غزة وتفجيرها الآليات واصطيادها جنود جيش الاحتلال من مسافات قريبة جدا أقرب من المسافة صفر لدرجة تذخير الدبابات تارة من بابها الخلفي وأخرى بقصفها مجددا.

 

الهدنة الأولى صوت لصالحها 33 وزيرا صهيونيا، وبينهم اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بعد أن أقنعته المؤسسة الأمنية، بينما رفضها ثلاثة وزراء من حزب “العظمة اليهودية” بقيادة إيتمار بن غفير.

بموجب الصفقة، ستطلق إسرائيل سراح 150 أسيرا فلسطينيا من الأطفال والنساء مقابل 50 طفلا وامرأة إسرائيلية محتجزين في غزة، مع هدنة لأربعة أيام قابلة للتمديد في حال أُطلق سراح إسرائيليين إضافيين.

من جانبها، أكدت حركة حماس التوصل إلى إتفاق هدنة إنسانية مؤقتة بجهود قطرية ومصرية حثيثية، بعد مفاوضات معقدة وصعبة.

مماطلة ولاشك

وفي الوقت الذي قبلت فيه تل أبيب الشروط التي أعلنتها حركة حماس لإطلاق الأسرى فإنها في الوقت نفسه يدها على الزناد، كما هي مدركة للمماطلة الاحتلال.

 

فمسؤول مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في حركة حماس زاهر جبارين، أشار إلى مماطلة الاحتلال فيما يخص الهدنة.

وأوضح القيادي جبارين أن حركته حددت إطارا عاما لتطبيق أي اتفاق وهو وقف إطلاق النار، وهو شرطنا لإتمام الهدنة وتطبيقها بشكل كامل.

وأشار جبارين إلى أن إسرائيل خرقت التزاماتها مع الوسطاء 13 مرة حتى اليوم.

وقال جبارين: “اعتمادنا قبل كل شيء على الله وعلى سواعد مجاهدينا، ولدينا اليقين بالنصر الحتمي وشعبنا لن يرفع الراية البيضاء”.

وأكد جبارين على أن المقاومة وشعبنا لن يرضخوا للاحتلال مهما حاول ارتكاب جرائم الحرب، وحتما نحن انتصرنا منذ اليوم الأول.

وأضاف جبارين: “يجب أن يرضخ الاحتلال للمقاومة، وإسرائيل باتت عبئا على المشروع الإمبريالي ولم تعد صالحة للاستثمار والرفاة”.

ولفت جبارين إلى أن إسرائيل لم تعد جاذبة للعيش، سواء لمن هم فيها أو لمن يهاجرون إليها كمستوطنين.

ووفق المعطيات، ستسلم حماس الوسطاء قائمة بأسماء كل دفعة من الأسرى الإسرائيليين قبل إطلاق سراحهم بليلة واحدة، بواقع أربع قوائم كل ليلة.

وقالت القسام: إن “لديها 30 طفلا و8 أمهات فقط، وتعهدت بالبحث عن البقية في أماكن أخرى، ولدى فصائل أو عائلات، بحسب ما قال مصدر إسرائيلي كبير لهيئة البث الإسرائيلية”.

 

وتشمل الهدنة أيضا مساعدات أكبر للقطاع بواقع 300 شاحنة يوميا خلال الهدنة، بما فيها الوقود، مع تجميد العمليات العسكرية، ووقف تحليق طائرات الاحتلال في سماء غزة ل 6 ساعات يوميا أثناء الهدنة.

في حين، أشار الإعلام العبري إلى عقبة شهدتها المفاوضات، تمثلت بانقطاع الاتصالات مع يحيى السنوار لأيام، قبل استئنافها مجددا في السابع عشر من الشهر الجاري.

في السياق، زعم جيش الاحتلال أن تعليق الطلعات الجوية لساعات محددة أثناء الهدنة لن يمس بالجهود الاستخباراتية الميدانية في غزة؛ لأنه سيعتمد على أقمار صناعية ووسائل استخباراتية متنوعة لجمع المعلومات، بينما تسعى القسام إلى أن تموه الاحتلال، وتمنعه من كشف عملية تنقلها بالأسرى من داخل أنفاق أو نقاط محددة؛ وبالتالي إفشال جمع إسرائيل معلومات عن أماكن وجود بقية الأسرى الإسرائيليين، أو مواقع حماس الاستراتيجية.

بيدَ أن إسرائيل يساورها قلق بشأن قيام القسام بتمديد الهدنة لأيام إضافية، عبر تأخير تسليم دفعات الأسرى الإسرائيليين؛ وطلب مهلة أخرى لإيجاد أسرى لدى أطراف في غزة، وعندها سيزداد الضغط الداخلي من عائلات الأسرى الإسرائيليين على الحكومة، ما سيؤثر على إمكانية عودة القتال إلى زخمه بعد انتهاء الهدنة. حيث وتساءل المحلل العسكري إيال عليما، كيف سيتصرف الجيش إذا مددت حماس الهدنة؟.