حذروا من مخطط تهجير الفلسطينيين.. خبراء يطالبون المقاومة بالاستعداد لمرحلة ما بعد الهدنة

- ‎فيتقارير

 

طالب حبراء ومراقبون فصائل المقاومة الفلسطينية بالاستعداد لمرحلة ما بعد الهدنة مؤكدين أن الاحتلال الصهيونى سيواصل عملياته العسكرية وسيستأنف مسلسل الإبادة الجماعية للمدنيين فى قطاع غزة بعد انتهاء هذه الهدنة .

وقال الخبراء ان دولة الاحتلال تأكدت من أنها تلقت هزيمة لم تتلقاها من قبل أجبرتها على الخضوع للتفاوض مع المقاومة والاستجابة لشروطها .

وأوضحوا أنه إذا كان الاحتلال الصهيونى قد فشل فى القضاء على حركة حماس واستعادة أسراه بالقوة العسكرية إلا أنه يعمل على تدمير قطاع غزة وتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة فيها بهدف تهجير الفلسطينيين وهو ما يعلن عنه المسئولون الصهاينة صراحة ودون مواربة .    

وشدد الخبراء على ضرورة التنسيق بين فصائل المقاومة والعمل كفريق واحدة حتى تتمكن من مواجهة العدوان الصهيونى .

 

سلاح ذو حدين

 

من جانبه حذر أحمد جميل عزم أستاذ الشؤون الدولية في جامعة قطر من إن دولة الاحتلال إذا وجدت أي فرصة لعدم تنفيذ ما يتوجب عليها تنفيذه في الاتفاقيات ستجد ألف عذر حتى تفعل ذلك، وحتى من دون أعذار هي مستعدة لأن تتراجع .

واعتبر عزم فى تصريحات صحفية أن الهدنة سلاح ذو حدين  مشيرا إلى أن الحركة الصهيونية استفادت من الهدنة سنة 1948 عندما كانت القوات الصهيونية في تراجع، واستغلت الهدنة بشكل كبير للحصول على إمدادات من كل مكان .

وأشار إلى أن دولة الاحتلال لديها الآن حدود مفتوحة مع العالم، وهي التي لديها قدرة على ترتيب صفوفها أكثر بكثير من المقاومة المحاصرة أصلا.

وتساءل عزم : إذا استمر وقف إطلاق النار إلى حين ماذا يعني ذلك بالنسبة لوجود قوات الصهاينة في قطاع غزة؟ فهي قوة احتلال الآن ووجود هدنة طويلة يثير تساؤلات عن الوضع القانوني والسياسي لهذا الوجود، مؤكدا أن دولة الاحتلال ستستغل الأيام المقبلة حتى تمد مقاتليها في قطاع غزة بسبل الحياة وسبل الاستمرار لفترة طويلة أيضا.

وأوضح أن العنوان العريض للاتفاق أنه اتفاق تبادل أسرى، ولكن هناك جزءا أساسيا مهما فالاتفاق له آثاره السياسية، المتعلقة بموضوع الهدنة لمدة 4 أيام، وأهم معنى لهذا الذي الحدث أنه يمثل انكسارا للخطاب الإسرائيلي الذي كان يتحدث عن معركة بلا توقف، ويتبنى خطاب إبادة بامتياز، مقتبسا نصوصا من التوراة تدعو إلى إبادة “العماليق”، وكان يروج بأن وقف إطلاق نار سيؤدي إلى فرصة ذهبية لحماس لإعادة ترتيب صفوفها.

وشدد عزم على ضرورة إعادة ترتيب الموقف الفلسطيني الداخلي بما أنه الآن حدثت هدنة، فيجب العمل على توحيد الصف الفلسطيني بشكل أفضل مطالبا بضرورة أن تكون هناك عملية تنسيق بين قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والقيادة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير، وأن تتولى منظمة التحرير في المرحلة المقبلة جزءا من المفاوضات .

وقال : هذا الكلام قد يكون مفيدا جدا لكل فلسطين، فترتيب الصفوف الفلسطينية الداخلية أمر مهم جدا في المرحلة المقبلة، مؤكدا أن هذه الهدنة فرصة للجميع، حتى يعيد حساباته ويدرك أنه يجب العمل بشكل مشترك .

 

أهداف عسكرية

 

وكشف الباحث السياسي معين مناع، أن للهدنة أهدافا عسكرية بحتة بالنسبة للاحتلال الصهيونى، فهو يريد أولا استغلالها في جمع معلومات تتعلق بالمقاومة والأنفاق، وثانيا يريد أن يحرك قواته بطريقة تكون قادرة على استئناف القتال.

وأشار مناع فى تصريحات صحفية إلى الضغوط السياسية التي مارسها الرأي العام العالمي على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف العدوان، موضحا أن هذا الضغط تمثل في تبلور موقف الدول الصناعية السبع -مثلا- مع أنها تنتمي إلى المعسكر الغربي “نظريا”، ولكن الرأي العام فيها استطاع أن يشكل ضغطا حقيقيا على صناع القرار وحرك موقفهم السياسي قليلا نحو البعد الإنساني في قطاع غزة.

وأوضح أنه فيما يتعلق بالمقاومة، فإن الهدنة ستوفر لها قسطا من الراحة وتوفر فرص الإمداد الإغاثي والغذائي والإسعاف الطبي، وهذه أمور في حد ذاتها تخدم المقاومة وتفيدها.

وحذر مناع من أن شخصية نتنياهو حاضرة سياسيا، لأنه يدرك أن هذه الهدنة هي مفتاح باب المقصلة السياسية في حياته، وعندما يوافق على الهدنة فهو يوقع على خروجه من المشهد السياسي؛ لذلك هو يبحث تحت كل حجر وخلف كل باب وعند كل زاوية عن أي فرصة تستطيع أن تجعله يستأنف حياته السياسية.

وأكد أن شخصية الرئيس الأمريكي جو بايدن أظهرت ضعفا كبيرا وواضحا وصارخا، حتى النخب الغربية والأمريكية تتحدث عن هذا الموضوع، فلم يعد متاح الحديث عن أن الولايات المتحدة هي التي تستطيع أن تضغط على الجانب الإسرائيلي. ولذلك الفرصة الوحيدة أن تحافظ المقاومة الفلسطينية على مواقعها وعلى قدراتها وعلى المبادرة

 

عكس الاتجاه

 

ولفت مناع إلى أن الاتفاق يمثل ثمرة انتصار للمقاومة الفلسطينية التي استطاعت أن تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي في بقعة محددة وأن تستنزفها، بما يمثل إهانة “للكيان الصهيوني”، وتهديدا للنفوذ الأمريكي في المنطقة، ووضع الجهود البريطانية والفرنسية التي استمرت 200 عام في مهب الريح.

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية أوصلت رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني ومقاومته قادرون على إنجاز المهمة في تحرير فلسطين، ولكن بشرط أن تتوفر بيئة إقليمية، وهذه البيئة الإقليمية المساندة جزء منها متوفر والجزء الآخر المتعلق بالأنظمة العربية لا يعد غير موجود فقط، بل هو يعمل عكس الاتجاه.

وقال ان أهل قطاع غزة في أمس الحاجة إلى كل أنواع الإمدادات: الصحية والإنسانية والغذائية، والطاقة، وكذلك عودة النازحين إلى بيوتهم في شمال القطاع معربا عن أسفه لوجود شك كبير في وصول هذه المواد، وحتى لو وصلت كعناوين فهناك شك كبير جدا في أن تصل بالكميات التي تلبي الاحتياجات الضرورية، خاصة أن نظام السيسي الانقلابى يتذرع بذريعة عدم الاتفاق مع التوجه الأمريكي الصهيوني في مسألة تهجير أهل غزة وبالتالى يغلق معبر رفح .

وأضاف مناع أنه لو تم الحديث عن دخول بعض المواد الغذائية -300 حاوية مثلا- فليس بالضرورة أن تكون جميعها ممتلئة حتى لو دخل هذا الرقم، ولو أردنا الحديث عن كم مواد الطاقة أيضا فهناك شك أن تكون إمدادات الطاقة صالحة للاستخدام أو بكميات كافية أو المتفق عليها. وأكد أن ترتيب الصفوف الفلسطينية الداخلية أمر مهم جدا في المرحلة المقبلة، معتبرا أن الهدنة فرصة للجميع حتى يعيد حساباته ويدرك أنه يجب العمل بشكل مشترك