«السيسي و عباس في الهوا سوا».. غطاس يفجر مفاجأة في وجه العسكر ويكشف سقوط المصريين رهائن !

- ‎فيتقارير

“هل ضاعت كرامتنا إلى هذا الحد؟” تتساءل الكاتبة المصرية الصحفية شرين عرفة، عقب تصريحات أدلى بها أحد نواب مجلس الشعب المقربين من الأجهزة الأمنية في مصر، أكد من خلالها أن القرار المصري سواء في فتح معبر رفح او حتى في عودة المصريين العالقين في قطاع غزة يمر عبر جهاز أمن الدولة الإسرائيلي أو ما يعرف بـ”الشاباك”.
ما كشف عنه صراحة النائب والباحث المصري سمير غطاس عن القيود على السماح لخروج المصريين من غزة إلى مصر عبر رفح، أكده صحفي فلسطيني مزدوج الجنسية عن سيدة مصرية لم يسمحوا لها بعبور معبر رفح للخروج من غزة، وقالوا لها أمامه وهي تلوح لهم بجواز سفرها المصري، بينما كل الاتصالات مقطوعة وتحت القصف، لابد أن يكون اسمك مسجلا لدى قوائم المصريين في السفارة المصرية بمدينة رام الله، وبعدها تُرسل إلى معبر رفح.
ما يكشفه غطاس، القريب من الأجهزة الأمنية في القاهرة ورام الله، بصراحة مريرة أن مصر تستأذن من إسرائيل عما إذا كان مسموحا لهذا المصري أو المصرية وأطفالهم بالدخول من رفح لبلده مصر أم يبقى في غزة، لو شكّت إسرائيل في ارتباطه بحماس.
كما أوضح غطاس في مقابلته ببرنامج عمرو أديب أن إسرائيل تعامل المساعدات القادمة إلى غزة من الأردن والإمارات بتسهيلات وبطريقة أفضل من معاملتها للشاحنات المصرية، وتشترط بعد تفتيشها عودة الشاحنة ونقل ماعليها إلى شاحنة فلسطينية.
تقول الكاتبة الصحفية شرين عرفة :” ليس في اعتراف النائب المصري والباحث في الشأن الفلسطيني د.سمير غطاس، بأن المصريين المتواجدين في قطاع غزة ممنوعون من دخول مصر بسبب رفض الجانب الإسرائيلي وأن أي مصري يريد العودة إلى بلاده عبر معبر رفح، عليه أن يستأذن السفارة المصرية في رام الله، وهي بدورها تستأذن إسرائيل، وإن لم تقبل إسرائيل بعودته، فعليه أن يتقبل مصيره المحتوم كهدف في حرب الإبادة التي يتعرض لها القطاع”.
وتتابع :”لكن المفزع في رأيي، أن هذا الفيديو الذي انتشر بكثافة على مواقع التواصل، وحفل بآلاف التعليقات من مصريين، كانت أغلبها، تتحدث عن أن الأمر غير مفاجيء لهم، وأنه طبيعي جدا تحت حكم السيسي الصهيوني”.
وتضيف عرفة :”وبالرغم أن الأمر كارثيا تماما، فهو يكشف بأن مختلف الجنسيات يمكنها أن تمر من معبر رفح بالتنسيق مع الدول التابعة لها، إلا جنسيتين اثنتين هما: الفلسطينيين والمصريين، يجب أن يسمح لهما المحتل الإسرائيلي بذلك، أو لا يسمح، ويقرر أنهما سيكونان جزءا من حرب الإبادة”.
وبكل مرارة توضح :”وكأن مصر لا تختلف أبدا عن فلسطين في كونها تحت الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الشعب المصري يتعامل مع الأمر بأريحية مُطلقة، مع اقتناع تام أن السيسي يهودي صهيوني تابع لإسرائيل ويحكمنا باسمها”.
وتقف عرفة متسائلة بالقول :”والسؤال  هل الجيش المصري، الذي يمتلك ما يقرب من مليون جندي يمثل قوته البشرية، من عموم الشعب المصري، من مختلف فئاته وطبقاته، فلا تكاد أسرة مصرية، أن تعدم أن يكون أحد أبنائها على قوة التجنيد الإجباري بالجيش؟ هل هم يؤمنون كذلك بأن مصر تحت الاحتلال الإسرائيلي؟ وما موقفهم من هذا؟هل يقبل التجنيد في جيش قائده الأعلى تابع للكيان الصهيوني ويأتمر بأمره؟”.
وتؤكد عرفة :”وبالنسبة للشعب المصري، إذا كنا مقتنعين جميعنا بأننا تحت الاحتلال الإسرائيلي، فما الذي يمنعنا من مقاومته؟ لم يعد الأمر حاكم مستبد ديكتاتور يصادر الحقوق والحريات، ويسعى لإفقار المواطن وتخريب الاقتصاد، بل احتلال إسرائيلي مكتمل الأركان، حتى ولو كان بوجوه مصرية، وأسلحة تم شرائها من ميزانية مصر، فهل نحن أقل شرفا ومروءة ونخوة من إخواننا الفلسطينيين؟ هل ضاعت كرامتنا إلى هذا الحد؟”.
وتحيط بقطاع غزة 8 معابر، ستة منها تصل القطاع بالأراضي المحتلة عام 1948، وتسيطر عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تغلق أربعة منها بشكل تام، وتفتح معبرين بشكل متقطع هما: بيت حانون وكرم أبو سالم، بينما تسيطر مصر مع أطراف أخرى على معبرين آخرين، هما رفح وبوابة صلاح الدين.
تعد المعابر الأربعة المفتوحة، وإن لم تكن بشكل دائم، المنافذ الوحيدة للقطاع من وإلى العالم الخارجي، اثنان منهما مخصصان بشكل أساسي لحركة الأفراد، وهما معبرا بيت حانون ورفح، بينما خصص الآخران للحركة التجارية، وهما معبرا كرم أبو سالم وبوابة صلاح الدين.
وتفرض سلطات الاحتلال شروطا صارمة على حركة المعابر، ويخضع الاستيراد والتصدير فيها بين غزة وأسواق الضفة الغربية والخارج لقيود ترتبط بموافقات إسرائيلية مزاجية، وتخضع لقرارات مفاجئة بمبررات واهية.

ومع خروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع عام 2005، تحولت غزة إلى شبه سجن كبير تلفه الأسلاك والحواجز من كل الاتجاهات، ومنذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس على غزة عام 2007 ضربت إسرائيل حصارا، مشددا على القطاع، واتخذت مصر من جانبها كذلك إجراءات مشددة على حدودها معه.
ويعاني القطاع بسبب الحصار الخانق من وضع اقتصادي وإنساني مترد، وتمثل الإجراءات المتبعة عقابا جماعيا لسكان القطاع تنعدم فيه الحرية، وتُلحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد والمجتمع والحياة اليومية لأكثر من مليوني فلسطيني يسكنون القطاع، نصفهم تقريبا من الأطفال.
وفي تصريح سابق، هاجم رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، بسبب مواصلته إغلاق معبر رفح وحصار غزة، واصفا إياه بـ”البلطجي”.
وقال صلاح خلال مؤتمر للتضامن مع مخيم اليرموك الأحد، قائلا: إن “السيسي يهدف من مواصلة حصار غزة، إلى كسر المقاومة الفلسطينية إلى الأبد، من أجل الموافقة على أي حل يفرض عليها لإغلاق ملف القضية الفلسطينية”.
وتابع أن “السيسي يقوم بهذا الدور ثمنا لبقائه رئيسا بلطجيا دكتاتوريا على الشعب المصري، وذلك استرضاء لإسرائيل وأمريكا”.