قالت مجلة “مودرن دبلوماسي” إن مخاوف الولايات المتحدة بشأن السيسي ترتكز على قضايا ملموسة، تتراوح من الافتقار الملحوظ للممارسات الديمقراطية في السياسة المصرية إلى حرية الصحافة.
وأضافت المجلة في افتتاحيتها أنه بالتفكير في السنوات الأخيرة، فإن التعديلات الدستورية التي أقرها برلمان السيسي في عام 2019 لم تمنح الجنرال السيسي فرصة ذهبية لولاية ثالثة فحسب، بل صممت أيضا بدقة لصالحه في الانتخابات الرئاسية، بعد ما يقرب من أربع سنوات، عادت هذه التعديلات إلى الظهور في أذهان المصريين، مرددة رغبتهم في قيادة جديدة ولفتت انتباه القوى العالمية التي تدعو إلى استعادة الديمقراطية السياسية – الغائبة إلى حد كبير منذ استيلاء السيسي على السلطة في عام 2014. على الرغم من أن السيسي، الذي انتقل من الخلفية العسكرية إلى السياسة من خلال انقلاب ضد الرئيس محمد مرسي، في وضع جيد لضمان الفوز في الانتخابات المقبلة، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة، لا سيما بين القوى العالمية مثل الولايات المتحدة، التي ترى أن السيسي بعيد عن المثل الديمقراطية.
وأوضحت المجلة أنه مما لا شك فيه أن مخاوف الولايات المتحدة بشأن السيسي ترتكز على قضايا ملموسة، تتراوح من الافتقار الملحوظ للممارسات الديمقراطية في السياسة المصرية إلى حرية الصحافة، وقمع المعارضة السياسية. إن غياب العديد من المبادئ الديمقراطية في مصر واضح، ويتجلى ذلك من خلال القيود المفروضة على الحريات السياسية، والرقابة واسعة النطاق، وخنق أصوات المعارضة. وبالتالي، يمكن القول إن التحديات التي تواجه القيم الديمقراطية في المشهد السياسي المصري اليوم تتجاوز الوصف المذكور أعلاه تحت قيادة السيسي.
وأشارت إلى أن السياق التاريخي للانتخابات المصرية يكشف عن تاريخ مضطرب يتسم بالتلاعب في نتائج الانتخابات. تركت الحالات السابقة من النتائج المتنازع عليها ومزاعم المخالفات الانتخابية بصمة دائمة على كل من المجتمع الدولي والولايات المتحدة. وبالتالي، فإن هذه التجارب والممارسات التي استخدمها نظام السيسي تلقي بظلال من الشك على نتائج الانتخابات المتوقعة، مما يزيد من تعميق الشكوك الأمريكية تجاه نظام السيسي.
وفي مجال حقوق الإنسان، غالبا ما يسجن مئات المدافعين، والأفراد من خلفيات علمانية وإسلامية، إلى جانب شرائح مختلفة من المجتمع المصري، باعتبارهم خصوما للدولة. هؤلاء الأشخاص الذين يواجهون التدقيق يتحملون عواقب وخيمة، بما في ذلك قيود السفر التي تفرضها المحكمة، وتجميد الأصول، والحرمان من شغل المناصب العامة في حكومة السيسي لعدة سنوات.
وتابعت:” في الفترة التي تسبق الانتخابات المصرية، ينصب الاهتمام العالمي على الكيفية التي ستشكل بها هذه المخاوف الأحداث الجارية، والتي تمتد عبر مجموعة من التوقعات من الأمل إلى الشك. تحافظ الولايات المتحدة، وهي مراقب عالمي محوري، على نظرة ساهرة، وتوازن بدقة بين التفاؤل والحذر. يدور التركيز حول ما إذا كانت التطلعات الديمقراطية للشعب المصري سوف يتردد صداها في العملية الانتخابية، مما يعزز التقدم والتطور السياسي. في خضم الرقص المعقد للقوى العالمية في الساحة الدبلوماسية، هناك اعتراف مشترك بأن النتيجة تحمل تداعيات تتجاوز مصر، وتصل إلى الاستقرار الإقليمي الأوسع والعلاقات الدولية”.
ولفتت إلى أن التعقيدات المحيطة بقيادة السيسي والجذور التاريخية للسياسة المصرية تضيف طبقات إلى هذا التوقع. وتؤكد الشكوك والشكوك العالقة، لا سيما من الجهات الفاعلة المؤثرة مثل الولايات المتحدة، على التعقيدات في اللعب. تقف الانتخابات الوشيكة عند مفترق طرق محوري، حيث تتقاطع تطلعات الشعب مع الديناميات الجيوسياسية العالمية، مما يمثل لحظة حاسمة في السرد السياسي المصري. ولن يدرك العالم ما إذا كانت تبشر بفصل تحويلي أو تعمق ظلال الشك على الساحة الدولية إلا مع تكشف الملحمة الانتخابية.
رابط التقرير: هنا