كيف طوّرت “القسام” أسلحتها؟ [2/ 2]

- ‎فيمقالات

 

تقدّر القوة البحرية لـ«القسام» بمئات المقاتلين الذين تلقوا تدريبات قتالية ومهارية عالية ويمتلكون أجهزة تنفس مغلق وصواريخ بحرية بما يمكّنهم من الوصول إلى منصات الغاز أو على الأقل جعل دولة الاحتلال في حالة تأهب قصوى، وبما يخلُّ بموازين القوى لصالح «حماس».. ورغم ما اتخذه الاحتلال من احتياطات بعد عملية «زيكيم» فإنها لم تمنع من وصول عناصر من «الضفدع البشرى» للقسام، أثناء عملية «طوفان الأقصى»، إلى الموقع ذاته وتنفيذ عملية بطولية. وقد كشفت «الـقسام» أيضًا عن سلاح بحرى جديد، هو «طوربيد العاصف» الذى يعمل بالتوجيه عن بُعد.  

عقب خروج اليهود من غزة في عام 2005، شرعت «حماس» في تنفيذ فكرة الأنفاق السرية أو «مترو غزة» تحت أرض القطاع؛ كوسيلة للمناورة والاختباء من العدو، ثم تطورت الفكرة حتى غدت سلاحًا إستراتيجيًّا لدى المقاومة أحبط الصهاينة بشكل كبير؛ فهي تستخدم لتنفيذ هجمات خلف خطوط قوات العدو، ومرابض لراجمات الصواريخ ومدافع الهاون، ووسيلة لإعداد الكمائن، والتمويه والحماية، وتعزيز قدرة المقاومين الدفاعية، وتستخدم في الوقت ذاته كمراكز قيادة وسيطرة وتوجيه، وفى سائر الأعمال اللوجستية بما فيها تجميع القوات وتخزين الذخائر والعتاد العسكر..

 يقدّر طول هذه الأنفاق بنحو خمسمائة كيلو متر، وقد نفذت الكتائب من خلالها عشرات العمليات النوعية؛ ما اضطر الاحتلال إلى بناء الجدار العازل لمنع التسلل عن طريق هذه الأنفاق، وأظهرت حربا عام 2014 و2021 الأهمية الإستراتيجية لهذه الأنفاق؛ إذ استُخدمت بشكل واسع، فاستهدفت الكتائب عن طريقها مواقع العدو وتحصيناته، ومواجهة آلياته واستهداف عناصره بالقتل والاختطاف.
 
وشهدت عديدٌ من الدوائر، الإقليمية والدولية، بأنه صار لـ«حماس» قدرات استخباراتية متطورة بشكل لافت؛ إذ في أقل من عقد تجمّع لدى «كتائب القسام» معلومات هائلة عن انتشار ونشاط الجيش الإسرائيلي وقواعده العسكرية؛ ما مهّد للضربة النوعية المفاجئة التي وقعت يوم السبت السابع من أكتوبر عام 2023 وعُرفت بـ«طوفان الأقصى»، بل اعترف قادة العدو مرارًا بقوة جهاز استخبارات «القسام» بعد جولات من خداع وتضليل مخابراته بمختلف أذرعها، والتي أخفقت في اختراق شبكة الاتصالات الخاصة بقوات النخب التابعة للكتائب أو رصدها وتعقبها، وأخفقت أيضًا، رغم خبراتها في عمليات الغدر والاغتيال في تصفية قادة المقاومة؛ باستثناء عدة مسئولين في الحركة استغلّت وجودهم في الخارج..

واستطاعت «حماس» أيضًا تطوير قدرات «سيبرانية» أثبتت فائدة كبيرة في عمليات الكتائب الهجومية أو الاستخباراتية، فقد تأسس سلاح «السايبر» التابع لـ«القسام» في أكتوبر عام 2014، لكن لم تكشف عنه الحركة رسميًّا إلا في أكتوبر عام 2022، وقد برز دور هذا السلاح في حرب عام 2014؛ حيث شنّت الحركة هجومًا واسعًا ضد أنظمة التحكم في التيار الكهربائي لعدد من المؤسسات الأمنية والقواعد العسكرية الصهيونية، وفى مناسبات أخرى تمكّن السلاح من اختراق نظام صافرات الإنذار في عدد من المدن الإسرائيلية، واختراق ترددات أجهزة اللاسلكي لوحدات الجيش، واختراق كاميرات المراقبة، وتتبع هواتف عسكريين صهاينة، وغيرها من العمليات المهمة.