تجمع صحفيون سابقون وحاليون، يحمل العديد منهم الأعلام الفلسطينية أو يرتدون الكوفية، على الدرج خارج مقر نقابة الصحفيين يوم الأربعاء للاحتجاج على التهجير الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر.
وتم توزيع لافتات في المظاهرة تحمل شعارات مثل “التهجير خط أحمر” و”افتحوا معبر رفح”، ونشرت لافتات أخرى صورا لمدنيين فلسطينيين أو صحفيين. وحتى الآن، أسفر الهجوم العدواني الذي يشنه الاحتلال على غزة عن مقتل ما لا يقل عن 86 صحفيا.
وتأتي المظاهرة في الوقت الذي توسع فيه سلطات الاحتلال غزوها البري إلى جنوب القطاع، مما يدفع مئات الآلاف من النازحين إلى مناطق مزدحمة بالفعل بالقرب من الحدود مع مصر ويثير مخاوف من أن الاحتلال يهدف إلى النزوح الجماعي لسكان غزة.
وقد اقترحت حكومة الاحتلال سيناريوهات تؤدي فيها الحرب إلى تهجير الفلسطينيين في غزة، حيث يرفض المسؤولون المصريون النتيجة فيما أشار إليه عبدالفتاح السيسي بتصفية القضية الفلسطينية.
وكانت الصحفية والناشطة الحقوقية رشا عزب قد دعت الصحفيين إلى المشاركة في إضراب عن الطعام يوم الأربعاء، في حين دعا نقيب الصحفيين خالد البلشي في وقت لاحق إلى مظاهرة الأربعاء في الساعة 1 ظهرا في مقر النقابة في القاهرة.
وقالت عزب ل «مدى مصر»: «هناك نقص في الأصوات المصرية التي تدعو إلى إنهاء الحرب، باستثناء نقابة الصحفيين، إنه أمر محزن».
وأضافت “إنه أمر يدل على موت المجتمع المصري، أو الخلايا الحية في المجتمع المصري من نقابات وأحزاب، وهذه مسؤوليتهم، جميع النقابات لديها مواقع استراتيجية في شارع رمسيس كانت تستخدم دائما للقضية الفلسطينية وهذا لم يحدث هذه المرة”.
واستمرت مظاهرة الأربعاء كما هو مخطط لها على الرغم من قلة عدد أفراد الأمن الذين تم نشرهم لتطويق المنطقة، وأمر عنصر أمني يرتدي ملابس مدنية الناس بالتوقف، لكن المتظاهرين استمروا في الهتاف ضد الاحتلال، من أجل استمرار المقاومة الفلسطينية ورفض تهجيرهم.
وقالت رشا لـ «مدى مصر»، “هذا هو حقنا الذي ناضلنا من أجله ، وناضلت الأجيال من أجله ، لسنوات، لن نتنازل عن هذا الحق”.
وزادت “علينا أن نتحدث عن النزوح وإعادة التوطين، دخول المساعدات ودخول وسائل الإعلام والقوافل الطبية، هذه هي مطالبنا منذ بداية الحرب”.
وقف المتظاهرون خارج مدخل النقابة لمدة ساعة للمطالبة بوقف إطلاق النار ورفض التهجير القسري الجماعي للفلسطينيين إلى مصر.
وقال أحد منظمي المظاهرة، يوسف شعبان: “هذا إضراب تضامنا مع الناس الذين يواجهون أعلى درجات حرب الإبادة الجماعية، وعلى مستوى الأرض، يموت الفلسطينيون من الجوع ويحتاجون إلى مساعدات أكثر بكثير مما يدخل حاليا، وهم يموتون نتيجة للقصف المباشر، إنهم في حرب إبادة جماعية من جانبين، وليس فقط من إسرائيل، إنه من إسرائيل وبموافقة العالم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.
وأضاف “أنا هنا أطلب من الحكومة المصرية فتح المعبر بطريقة كاملة ومتسقة، منذ بداية العدوان على غزة، لم يكن المعبر مفتوحا باستمرار، هو يفتح أحيانا ببطء شديد وبعد عمليات التفتيش الأمنية الإسرائيلية، يخضع معبر رفح للسيادة المصرية، أقل ما يمكن أن تقدمه مصر هو إدخال المساعدات المكتظة عند المعبر ورفع الحصار عن غزة وإطلاق سراح جميع الجرحى من غزة لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية”.
كانت مظاهرات يوم الأربعاء أحدث مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها النقابة للتعبير عن الغضب والضغط من أجل اتخاذ إجراءات فيما يتعلق بالهجوم المستمر على غزة.
وقال البلشي «الإضراب هو دعوة عامة مفتوحة، جزء من العديد من التي حدثت داخل النقابة، كان لدينا العديد من الأنشطة المطالبة بوقف دائم للحرب، منذ الأسبوع الأول للعدوان، عندها قمنا أولا بتوثيق جرائم وسائل الإعلام الغربية والتحقق منها، ومنذ ذلك الحين كانت هناك أيام عديدة من التضامن، إنها واحدة من الأنشطة التي ستستمر طالما أن هذه الحرب قائمة، نحن نطالب بإنهاء هذه الحرب الوحشية ودعم زملائنا الصحفيين في فلسطين”.
كما حاولت النقابة تنظيم قافلة للسفر إلى الجانب المصري من معبر رفح للقيام بمظاهرة هناك، غير أن القافلة لم تغادر قط لأنها لم تحصل على التصاريح الأمنية اللازمة.
وأضاف البلشي مع التضامن، لا نتوقع أي شيء سوى محاولة لممارسة ضغط مستمر وإرسال رسالة دائما مفادها أن ضغط السكان والحكومات بشكل عام هو جزء من التغيير وإصلاح الوضع الذي يحدث على الأرض.
انتهت المظاهرة في الساعة 2 بعد الظهر، حيث بدأ الصحفيون والنشطاء في إعادة تجميع صفوفهم داخل وخارج النقابة.
وتأتي المظاهرة في وقت يتدفق فيه نازحون من وسط غزة وخان يونس قسرا إلى المواصي وتل السلطان والشابورة، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود المصرية، في الوقت الذي يوسع فيه الاحتلال توغلاته البرية في الجنوب.
وحذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني من أن التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولة لنقل الفلسطينيين إلى مصر، بغض النظر عما إذا كانوا سيبقون هناك أو يعاد توطينهم في مكان آخر، وذلك في مقال نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز في 9 ديسمبر.
رابط التقرير: هنا