واشنطن وتل أبيب تشتركان باغتياله.. “التواصل” يشتعل نعيا ل”صالح العاروري”

- ‎فيسوشيال

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا ونعيا ورضا في آن، بعد إعلان استشهاد الشيخ صالح العاروري مساء الثلاثاء 2 يناير 2024 خلال معركة طوفان الأقصى إثر غارة جوية صهيونية استهدفت مكتبا لحركة حماس في المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية، وأسفرت عن اغتيال صالح العاروري مع ثلاثة آخرين على الأقل كانوا في نفس المكان.

والقائد صالح العاروري كان يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وكان عنوانا لمقاومة الاحتلال خلال مسيرته الجهادية وكان محفزا للضفة الغربية ظهر ذلك جليا خلال معرطة طوفان الأقصى.

 

وقال الناشطون والمراقبون: إن “تل أبيب لم تنفرد بعملياتها، فصالح العاروري الذي تم اغتياله في لبنان، تصنفه الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإنسانية بأنه إرهابي عالمي”.

بل ونشرت واشنطن بشكل رسمي عنه، ووضعت مكافاة تصل إلى 5 ملايين دولار نظير تقديم معلومات عنه لتثبت أن أمريكا وإسرائيل وجهان لإرهاب واحد.

 

وفي 16 نوفمبر 2018 سبق أن أدان علماء منهم العلامة الإسلامي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد الحسن ولد الددو، القرار الأمريكي القاضي بإدراج القيادي في حركة حماس صالح العاروري على قائمة الإرهاب.

وعدّ الددو في تصريح له، القرار الأمريكي، إظهارا لوجهها القبيح والمعادي للمسلمين، والمنحاز للكيان الصهيوني.

وربط العلامة الددو بين القرار الأمريكي، بإدراج العاروري على قائمة الإرهاب، وما فعلته من خطوات مسبقة بنقل سفارتها إلى القدس اعترافا بها عاصمة لدولة الكيان، وقد جعلت أحد أهدافها تصفية القضية الفلسطينية.

 


وأكد أنه لا مبرر لأمريكا لتصنيف العاروري بالإرهاب، مستشهدا بما يمتاز به من مقاومة للاحتلال، وسعيه لتوحيد كلمة شعبه في سبيل تحرير أرضه، وكذلك محاولاته تخفيف الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة والذي طال لأكثر من 12 عاما.

 


ودعا العلامة الإسلامي، جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى ضرورة مناصرة القيادي صالح العاروري في مظلوميته، وأن يعلنوا رفضهم وضعه على قائمة الإرهاب الأمريكية.

 

وأوضح أن ذلك واجب شرعي وأخلاقي تمليه الأخوة الإسلامية، ويمليه حق المقاومة الذي يقوم به العاروري، والذي يعد فريضة شرعية على جميع المسلمين.

 

وأثبتت حسابات هذه الشراكة بين المجرمين وكتب حساب @ma_loolla “أمريكا في موقعها الرسمي كانت قد رصدت جائزة 5 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات عن العاروري، حركة فتح ممثلة بحثالاتها كانت تعتبره علكة مهاتراتها، الأصوات العربية المطبّعة والمتعايشة، وفوقهم إسرائيل بكل قنواتها كانت تتهدده وتتوعده بالاغتيال، وفي كل مرة كان يخرج بابتسامته المليحة مؤكدا، كلنا مشاريع شهادة، وأشعر انني عشت اكثر من عمري الافتراضي، ربح البيع ياحج صالح عند الله أحلى”.

 

https://twitter.com/ma_loolla/status/1742231317096386928

وقال الناشط الغزاوي يوسف الدموكي @yousefaldomouky: “يعجز الاحتلال عن بلوغ مثقال ذرة من أهدافه في غزة، فيلجأ لحيلة قديمة متجددة، باغتيال القادة في الخارج، مع سهولة الوصول إليهم بعمل العملاء وخيانة الخونة، فيغتالهم للخروج من المستنقع الذي تورط فيه حتى أذنيه”.

وأوضح “الدموكي” أن العاروري الذي اغتاله الاحتلال، الرجل النجيب الفطِن، أحد أذكى القادة في المقاومة، لكن ماذا ينتظر رجل كأبي محمد؟ هو ذاته ينتظر الشهادة ويتوقعها أقرب من أي وقت، خصوصا بوجوده على رأس قائمة الاحتلال، وخارج غزة، وماذا ننتظر نحن في معركة كتلك؟ وحرب حق غير متكافئة القوى، لكن الله معنا، ومن معه الله فكفته الراجحة لا ريب”.

وأضاف “اغتيل العاروري، واغتيل من قبله ياسين والرنتيسي، وعماد عقل وعياش، وعشرات الشهداء من القادة، وقبلهم جميعا، توفي رسول الله، ولا مصيبة للأمة أعظم من مصيبة فقده، واستمرت المسيرة، والقتال، والنصر، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون.

https://twitter.com/yousefaldomouky/status/1742224811965714926

 

 

أما براء نزار ريان نجل القيادي الشهيد نزار ريان والذي سبق واغتاله الصهاينة في 2008، فعبر (اكس) @BaraaNezarRayan استدعى كلمات الشيخ صالح العاروري التي قال فيها: “يجب أن نؤكد بشكل قاطع ونهائي أن دماءنا وأرواحنا ليست أعز من أي شهيد، ولا يجوز لأم شهيد أن تشعر أن دماء القائد أعز وأغلى من دماء ابنها، سواسية إحنا”.

 

https://twitter.com/BaraaNezarRayan/status/1742229721348296842

 

وعلى “التواصل” استدعى ناشطون ما سبق وقاله أيضا “العاروري” في لقاءات إعلامية سابقة : “إحنا بحركة حماس كلنا مشاريع شهادة من الشيخ أحمد ياسين و انزل، و أنا حاسس حالي عايش عمر زيادة و تجاوزت العمر الافتراضي فيا مرحبا بالشهادة و محمد الضيف كل يوم بحاولوا يغتالوه، و إن شاء الله راح يدخل القدس”.

 

ويعلق الناشط أدهم أبو سلمية على كلمات الرجل وصدقه عبر @adham922 مستدعيا قول الشاعر :

إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ

قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ

وزفت حسابات الرجل ومنها حساب @elbilad48 التي قالت: “جُبنًا اغتالوك لأنك رعبهم، نُشهد الله أنك قد أديت الأمانة، وأتممت ما حملت على عاتقك، نُشهد الله أنك كنت للجهاد ناصِرا مناصرا، باسلا بطلا، ترثيك بلادا ستفتقدك أبدا، نائب رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري شهيدا بعد عملية اغتيال جبانة استهدفت مكتبه في الضاحية الجنوبية بلبنان.”.

 

الصحفي الغزاوي رضوان الأخرس كتب عبر @rdooan، “لم يكن يشغل عقله وفكره شيء مثل الجهاد والعمل لتحرير الأرض المحتلة ومسرى رسول الله ﷺ، القائد السياسي الذي لم يترك بندقيته رغم كل الظروف والتهديدات والضغوط، الشيخ المجاهد #صالح_العاروري، ظل يحمل لواء الجهاد والمقاومة حتى لقي الله مقبلا غير مدبر، أي الكلمات تفي هذا الجبل حقه، كان قريبا وحبيبا لإخوانه ومخلصا لوطنه وقضيته، يؤلمنا رحيلك يا شيخ، لكنك نلت ما تمنيت وصدقت الله فصدقك”.

 

https://twitter.com/rdooan/status/1742229405185802608

 

 

وولد الشهيد القائد صالح العاروري في قرية عارورة قضاء رام الله عام 1966، وحصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، ثم كان عضوا بالعمل الإسلامي في سن مبكرة في المدرسة ونشاط المساجد ثم قاد العمل الطلابي الإسلامي (الكتلة الإسلامية) في الجامعة منذ عام 1985 حتى اعتقاله في عام 1992م.

 

الصهاينة يعتبرون الشيخ صالح العاروري أحد أهم مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية، واتهمته إسرائيل بأنه يقف خلف عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل.

 

وبدأ العاروري تأسيس وتشكيل جهاز عسكري للحركة في الضفة الغربية عامي 1991-1992، مما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992م.

اعتقل لأكثر من 18 سنة في السجون الإسرائيلية، وعندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام 2010 تم ترحيله إلى سوريا لمدة ثلاث سنوات، ثم غادر إلى تركيا مع تفاقم الأزمة السورية ويعتقد أنه لعب دورا محوريا في اتمام صفقة شاليط.

 

في 9 أكتوبر 2017 أعلنت حركة حماس عن انتخاب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية خلال انعقاد مجلس شورى الحركة مؤخرا.

في 1 نوفمبر 2023، قامت قوات الاحتلال مرة أخرى بهدم منزله الخالي من السكان في رام الله أثناء معركة طوفان الأقصى.