بلا منافس حصل الجنرال المنقلب السفيه السيسي في استفتاء على مواقع السوشيال ميديا على لقب أسوأ شخصية عربية للعام 2023 ، نظرا لدوره البارز في إحكام حصار الشعب الفلسطيني في غزة، وأخيرا في طرح مبادرة رئاسية بتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها بهدف حماية أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع المواطن الإسرائيلي، كما قال هو بنفسه في الأمم المتحدة.
واعتبر الصحفي والباحث الإسرائيلي إيدي كوهين أن السيسي أنقذ إسرائيل من كارثة بانقلابه على الرئيس الشهيد محمد مرسي، وكتب كوهين على صفحته بموقع تويتر “محمد مرسي كاد أن يكون كارثة لإسرائيل لو ما حدث انقلاب السيسي عليه، مرسي شكل خطرا على أمن إسرائيل القومي، لا بل كان آخر رئيس مقاوم بعد صدام حسين”.
وقال أحمد عبد العزيز المستشار السابق للرئيس الشهيد: “لا يا إيدي كوهين، مرسي ليس آخر رئيس، بل سيأتي مرسي آخر غدا أو بعد غد يجعل كيانك الغاصب أثرا بعد عين”.
وكتب حساب باسم أيوب “هناك ما يقارب ملياري مسلم، صدام ومرسي هم فكرة مقاومة أنت تستطيع قتل الرجل، لكن لا تستطيع قتل الفكرة، لكم يوم موعود”.
وغرد حساب باسم “حسين” مخاطبا الصحفي الإسرائيلي “إنكم تخافون من أن تصير البلاد المحيطة بكم ديمقراطية، لأنه لو حدث هذا لكانت نهاية”.
وكان كوهين قد صرح عام 2018 على فضائية “فرانس 24” قائلا : إن “السيسي عدو لجماعة الإخوان المسلمين ويكره حركة حماس، وإن نظامه يحاصر غزة أكثر مما تفعل إسرائيل، السيسي صهيوني أكثر مني، كيف يهدد إسرائيل؟”.
وفي 17 يونيو 2019، استشهد الرئيس محمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب ديمقراطيا، أثناء محاكمته إثر نوبة قلبية مفاجئة، واعتبرت جماعة الإخوان المسلمين الرئيس شهيدا، وحملت نظام الانقلاب العسكري مسؤولية وفاته بسبب الإهمال الصحي، وهو ما نفته عصابة الانقلاب بشدة مؤكدة أن الوفاة طبيعية.
ويلقى مقترح السيسي بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، قبولا لدى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كأفضل حل مطروح على الطاولة لإنهاء الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية، وفق صحيفة “بوليتيكو”.
ورجح تقرير للصحيفة الأمريكية أن تلعب مصر دورا رئيسيا في قطاع غزة ما بعد الحرب، مشيرا إلى أن مسؤولي إدارة بايدن أمضوا أسابيع في صياغة خطة متعددة المراحل لما بعد حرب غزة، تدور حول كيفية إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وتتابع “بوليتيكو” في تحليلها لمقترح السيسي، إن كان حلا غير مثالي فإنه أفضل الخيارات السيئة لمنطقة دمرت الحرب الحالية بنيتها التحتية، وقتلت آلاف الأشخاص وشردت أكثر من مليون شخص”.
ومنذ السابع من أكتوبر، ومصر تغلي ضد ما يحدث لأهل غزة من عدوان إسرائيلي، لكن هذه السخونة المصرية لم يكن لها صدى واسع سوى في كتابات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت معبرة عن حالة التضامن المصرية الشعبية مع الفلسطينيين.
أما مصر العسكر، وتحديدا مؤسساتها الثقافية، فكانت صامتة في الأيام الأولى التي تلت عملية طوفان الأقصى، وكان مثيرا للدهشة أن تجري وتحدث الحفلات والفعاليات التي أعلنت عنها وزارة الثقافة كما هي في مواعيدها، رغم أنّ المؤسسات الثقافية في مصر لم تعتد السكوت أمام أي شيء يحدث للفلسطينيين، خصوصا أن معظم هذه المؤسسات يرفض حتى هذه اللحظة التطبيع مع إسرائيل، وإن كانت الدولة نفسها وقعت معاهدة سلام مع الإسرائيليين.
وفي وقت سابق، هاجم رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، السيسي بسبب مواصلته إغلاق معبر رفح وحصار غزة، واصفا إياه بـ”البلطجي”.
وقال صلاح: إن “السيسي يهدف من مواصلة حصار غزة، إلى كسر المقاومة الفلسطينية إلى الأبد، من أجل الموافقة على أي حل يفرض عليها لإغلاق ملف القضية الفلسطينية”.
وتابع أن “السيسي يقوم بهذا الدور ثمنا لبقائه رئيسا بلطجيا دكتاتوريا على الشعب المصري، وذلك استرضاء لإسرائيل وأمريكا”.
الأب مانويل مسلم، راعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا، أكد أن استفادة مصر من أموال الحصار المفروض على القطاع تكشف حقيقة التآمر العربي، وعلى وجه الخصوص المصري، على سكان قطاع غزة.
وقال مسلم: “أخذ الأموال كعمولة مقابل إدخال البضائع واللوازم الأساسية لسكان قطاع غزة الذين يتعرضون لحصار مشدد منذ أكثر من 12 عاما، أوضح لنا مدى هذا التغير العربي الذي بات يخدم إسرائيل ومصالح أمريكا فقط”.
وأشار إلى أن قطاع غزة يجب على كل الدول العربية أن تدفع الأموال له، وتقدم كل العون والمساعدة لأهله، لما يعانونه من صعوبات وعذاب تحت الاحتلال الإسرائيلي، وما يشكلونه من حلقة أولى في الدفاع عن الكرامة العربية والإسلامية.
واعتبر الأب مسلم أن ضلوع المخابرات المصرية، بل ودول عربية أخرى، بتضييق الخناق على سكان القطاع، ودعم مخططات إطالة عمر الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي، ما هو إلا تنفيذ لأوامر أمريكية وإسرائيلية لتضييع القضية الفلسطينية ومحاصرة مقاومتها داخل غزة وخارجها.
وذكر أن النظام المصري الحالي برئاسة السيسي يعامل سكان قطاع غزة كأنهم غرباء، ويفرض عليهم القوة المفرطة، من خلال الأموال والمعابر والبضائع، معتبرا ما يجري لقطاع غزة من قبل نظام السيسي إهانة لمصر وشعبها، قبل أن يكون إهانة لغزة وسكانها.