سيطرت قرارات محكمة العدل الدولية التي صدرت اليوم الجمعة 26 يناير منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء ومتابعون أراءهم عبر عدد من الهاشتاجات أكثرها رواجا #العدل_الدولية و#إدانة_اسرائيل و#حق_الحماية و#المقاومة.
وتناولت حكم المحكمة التي تتبع الأمم المتحدة في لاهاي والتي في أول قرارتها لم “تأمر إسرائيل بوقف الحرب” ولكنها فرضت تدابير إجرائية منها مراقبة جنوب افريقيا كوصية على الدعوى ما يفعله الكيان الصهيوني خلال شهر وتقديم تقارير دورية للمحكمة كما أقرت حق حماية الفلسطينيين أنفسهم من جرائم الإبادة الجماعية (أعمال المقاومة).
ناشطون ومؤسسات فلسطينية رحبت بقرارات الأمم المتحدة بينما اعتبر ناشطون آخرون أن موقف محكمة العدل الدولية امتداد للدور الأمريكي الذي يكفل استمرار أعمال الإبادة الصهيونية، معتبرين أن أي قرار لا يشمل وقف فوري لإطلاق النار هو مجرد ذر للرماد في العيون.
وامتد موقف الناشطين إلى اعتبار أن العدل الدولية تجامل الكيان الصهيوني فمن ناحية تقبل دعوى جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل” وتقول إن على إسرائيل منع الإبادة الجماعية في غزة..!!
الصحفي أنس حسن @Anas7asan قال: “كده نقفل القوس.. وندوس ف بطن أي أطروحة في عالمنا العربي والإسلامي تنادي باحترام المنظومات الدولية والقانون الدولي والانسجام مع العالم”.
https://twitter.com/Anas7asan/status/1750884247693332532
غير أن الصحفي أيضا يوسف الدموكي @yousefaldomouky لفت إلى “تلقّف نتنياهو الإشارة فورًا، فخرج بعد حكم المحكمة بأقل من ساعة، التي قضت أن على إسرائيل ضمان اتخاذ اللازم ورفع تقرير للمحكمة بشأن كل التدابير المؤقتة المفروضة خلال شهر، فردّ نتنياهو: سنفعل كل شيء للدفاع عن أنفسنا مع الحفاظ على القانون الدولي، وسط جعجعة أخرى للاستهلاك المحلي. كان الحكم ضمنيًّا يقول لإسرائيل أمامكم شهر لتنهوا تلك الجريمة، وتمسحوا الدماء، وتتخلصوا من آثار الأشلاء، اقتلوهم، واذبحوهم، لكن أرجوكم.. بسرعة”.
الدموكي استدرك في التغريدة نفسها على (اكس) ووجه الشكر لكيب تاون “شكرًا جنوب إفريقيا لأنها أدت ما عليها أو ما كان لازمًا على جيران العار أصلًا، وإدانة إسرائيل تطور مهم أجل، لكنه يصلح في مناهج القانون الدولي وكليات الحقوق، وليس في 500 إنسان يُذبحون يوميًّا، وتلك العدالة، عدالة الله، سيحققها جنوده في الأرض، بسواعدهم وبنادقهم وحدها، لا بدعاوى جمعيات حقوق الحيوان.”.
https://twitter.com/yousefaldomouky/status/1750878976430514221
غير أن عابر سبيل @mbPasserBy قال: “العمل على كل الجبهات لا يضير.. المهم أن نعلم “ما نريد” و “كيفية تحقيق ما نريد”.. المهم أن نملك دائما زمام “المبادرة” وألا نكون ردة فعل ولا ننتظر ردة فعل، وأن نعلم ان القتال جهاد والسياسة جهاد والاقتصاد جهاد.. وقد سمى الله سبحانه وتعالي الحديبية فتحا مبينا”.
وأضاف: “وأعتقد هذا ما تفعله حماس والمقاومة، هذا القرار يجب أن يتخذ للضغط على الأنجاس حكام #مصر لفتح #معبر_رفح بشكل فوري ودون أي قيد أو شرط، ولو تحقق هذا سيكون خطوة مهمة لأهلنا في #غزة”.
وتابع: “والحديبية عمل سياسي “بحت”.. اختلف فيه الصحابة وعابه البعض حتى نزلت هذه الآيات، أعظم ما في الحديبية.. “المبادرة”.
https://twitter.com/mbPasserBy/status/1750886950632829360
وأيده الأكاديمي والمؤرخ د. مَحْمُودْ سَالِمْ الْجِنْدِي @DrMahmoudSalemE الذي كتب عبر حسابه “لمن يسأل لماذا لم تصدر محكمة العدل الدولية حكما بوقف إطلاق النار:
🔴 لأن الحرب الدائرة اليوم في عرف المحكمة بين دولة وحركة مسلحة وليس بين دولة ودولة والمحكمة تختص فقط بالأحكام التي تتعلق بالدول.
فكيف ستصدر قرارا بوقف إطلاق النار ضد إسرائيل وهناك حركة مسلحة ليست ملزمة قانونا بهذا القرار.
🔴 لذا فلا يجب أبدا حصر الحكم التاريخي الذي صدر اليوم في مسألة “وقف إطلاق النار”.. فبموجب هذا الحكم التاريخي تم:
1️⃣ وضع إسرائيل تحت الوصاية الدولية لمدة شهر.
2️⃣ جنوب أفريقيا هي المراقب الآن على إسرائيل ترفع لها وللمحكمة تقارير دورية.
3️⃣ بدء جلسات محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وبناء على ذلك:
⭕ شل عملياتها العسكرية في غزة مقابل إطلاق يد المقاومة.
⭕ تقزيم إسرائيل عالميا.
⭕ زرع الشقاق والانقسام في الغرب الصهيوني وبداية انهيار مفهوم الصهيونية المتماسكة واعتبارها وجهة نظر قابلة للخطأ.
⭕ تحويل أوراق القضية للجنائية الدولية لمحاكمة الأفراد كمجرمي حرب.
🔥 والحق يقال كل ما يهمني هي النقطة الأولى فقط حاليا👇
⭕ شل عملياتها العسكرية مقابل إاطلاق يد المقاومة.
👈 شكرا جنوب إفريقيا.
https://twitter.com/DrMahmoudSalemE/status/1750877663642738971
وكانت محكمة العدل الدولية أشارت إلى أن لديها صلاحية؛ للحكم بإجراءات طارئة في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، وإن الشروط متوفرة لفرض التدابير المؤقتة.
وفي جلسة إعلان قرارها بشأن قبول الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا، أكدت المحكمة، اليوم، أن “لبريتوريا الحق في رفع الدعوى ولا يمكن قبول طلب إسرائيل بردها”، و”أن المحكمة لن نرفض قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل”.
وأبانت المحكمة أن قراراها بقبول الدعوى أخذ بعين الاعتبار تصريحات مسؤولين “إسرائيليين” بشأن رفع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين، وأيضا قلق مسؤولين حقوقيين مستقلين من خطاب الكراهية “الإسرائيلي”.
وأردفت المحكمة أنها أخذت بعين الاعتبار بيان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن تردي الأوضاع الإنسانية وإحباط السكان في غزة.
حق الحماية
اللافت في قرار “العدل الدولية” هو إقرارها بحق الفلسطينيين بقطاع غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية، قائلة إن بعض الحقوق التي تسعى جنوب أفريقيا إلى الحصول عليها منطقية.
غير أنها قال إن “على “إسرائيل” اتخاذ جميع الإجراءات المنصوص عليها لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مؤكدة أن عليها أن تفعل ذلك “فورا”.
وأضافت أن على “إسرائيل” أن ترفع تقريرا للمحكمة بشأن كل التدابير المؤقتة المفروضة خلال شهر، كما يجب عليها اتخاذ تدابير فورية لتحسين الوضع الإنساني ولمنع التدمير في قطاع غزة.
وقالت المحكمة إن حكمها يفرض التزامات قانونية دولية على إسرائيل، وأن عليها ضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في قطاع غزة بشكل فوري.
ولكن المحكمة قالت “إن على “إسرائيل” التأكد من أن جيشها لا يرتكب انتهاكات إنسانية في القطاع، وأن تضمن منع التحريض المباشر على الإبادة الجماعية”.