رواية مصرية باهتة عن مقتل اللواء اليمني العبيدي بالقاهرة بهدف السرقة…لملمة لقضية اختراق أمني؟ أم إرضاء الحوثيين ؟

- ‎فيتقارير

 

في خلال ساعات من وقوع جريمة قتل اللواء اليمني حسن العبيدي بالقاهرة، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها كشفت عن تفاصيل حول المتهمين باغتيال اللواء اليمني حسن صالح العبيدي، مدير دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع.

 

وقالت الوزارة: إنها “قبضت على خمسة متهمين بينهم ثلاث سيدات، مؤكدة أن دوافع الجريمة هي السرقة”.

 

وتابعت الرواية الأمنية أن متهما ومتهمة بالجريمة، كانا قد تعرفا على العبيدي ودعاهما لزيارته في منزله وهو ما تم بالفعل، إلا أنهما خططا لسرقته ووضعا منوما له خفية بهدف القيام بالسرقة دون مقاومة.

 

ولم  يُكشف عن طبيعة العلاقة بين القيادي اليمني، الذي من المفترض أن يكون خاضعا لحراسة أمنية ما، لحساسية وضعه في ظل الأوضاع الملتهبة باليمن، كما أنه من غير المنطقي أن يتعرف اللواء اليمني على شاب مصري وفتاتين في العشرين من العمر.

 

ووفقا للروايات الأمنية، فإن السارقين تفاجأوا بأن العبيدي كشف الأمر وقاومهم، وهو ما استدعى تدخلا من شركائهما الذين قاموا بربطه ومن ثم طعنه، ما أدى إلى ارتطام رأسه بجسم صلب والتسبب في نزيف أفضى إلى موته.

 

ونشرت وزارة الداخلية صورة للمتورطين الخمسة، وهم: رجل يبلغ من العمر 29 عاما، وآخر 19 عاما، وسيدتان (22 عاما، و17 عاما)، علما بأن الفتاة الخامسة متهمة بالتعاون معهم عبر وضع المسروقات في منزلها، ومن بين المسروقات التي ضبطت مع المتهمين، مبالغ مالية، ومصوغات ذهبية، ومساحيق تجميل، ومستلزمات منزلية أخرى.

 

ولعل الغريب في الأمر، طبيعة المسروقات التي أُعلن عنها، إذ إن الرجل يقيم وحده بالشقة بشارع فيصل بمحافظة الجيزة، وهو ما يبدو أنه محاولة لجرجرة القضية إلى مساحة أخرى، غير المساحة السياسية، قد تتعلق بالعنصر النسائي، الذي تم حشره بالموضوع.

 

وإلى أن تتكشف أبعاد القضية التي يجري ردمها بسرعة غريبة، فإن الاتهامات الأولية مشكوك بها، وأن أهدافا أخرى وراء اغتيال الرجل العسكري الأول في الجيش اليمني، وصانع المصفحات والمدرعات اليمنية، التي أوقفت المشروع الإماراتي باليمن إلى حد بعيد، ولم يكن لقمة سائغة للحوثيين في مأرب، التي ما زالت عصية على الإخضاع للحوثيين.

 

واللواء حسن فرحان بن جلال العبيدي هو مهندس وصانع المدرعات والمصفحات في اليمن، حيث إنه أشرف على صناعة المصفحات العسكرية في مأرب.

 

كما لا يستبعد مراقبون أن تكون عملية لملمة سريعة للقضية قد تمت من أجل إرضاء الحوثيين الذين يهددون الملاحة البحرية في البحر الأحمر،  ويشلون نشاط قناة السويس، والتي اعترف السيسي بتأثر دخلها المالي بنسبة تصل إلى 50%، إثر الاضطرابات بالبحر الأحمر.

 

ولا يستبعد أيضا أن يكون للإمارات المعروفة بتنفيذ سلسلة واسعة من الاغتيالات باليمن استهدفت قيادات عشائرية يمنية ومقاومين للمشروع الإماراتي، وقيادات بحزب الإصلاح اليمني، الرافض للتمدد الحوثي باليمن، وهو ما يمكن أن يكون جرى التوافق عليه مع الإمارات والسيسي، الذي لم يعد يجد من يموله سوى الإمارات، إثر أزماته الاقتصادية.

 

ولعل علاقات العبيدي الجيدة بتركيا، تشير إلى أهداف أخرى مرتبطة بالإمارات تريد وقف الدور التركي في اليمن، والمعروف بدعمه للشرعية واستقرار اليمن، وهو ما يتصادم مع التمدد الإماراتي باليمن، كشف مصدر دبلوماسي يمني لـ”عربي21″ بأن اللواء حسن العبيدي، كان قد عاد إلى القاهرة، بعد زيارة قام بها إلى تركيا.

 

وقال المصدر الدبلوماسي، طالبا عدم ذكر اسمه: إن “العبيدي، زار تركيا وظل فيها لثلاثة أيام، قبل أن يعود إلى العاصمة المصرية القاهرة” وتبقى الأيام المقبلة حُبلى بكثير من الحقائق التي تتكشف لاحقا.