السعودية تسلم السيسي 25 ألف أُضحية وناشطون: على عتبات الفقر هل تصل اللحوم لمستحقيها؟

- ‎فيتقارير

 

في وقت وصل فيه سعر كيلو اللحمة الحمراء البلدي 500 جنيه، قال مراقبون: إن “السعودية باتت تعتبر مصر من فقراء المسلمين، وأخيرا أرسلت لعبدالفتاح السيسي لحوم الأضاحي، حيث سلم السفير السعودي النظام المصري ٢٥ ألف أضحية للمستحقين من الفقراء و المساكين في مصر، ضمن مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي الذي يشمل ٢٥ دولة على مستوى العالم من ضمنها مصر”.

 

 

وشهدت الأسواق ارتفاعات كبيرة في أسعار اللحوم قبل أيام قليلة من بدء شهر رمضان الكريم والكيلو يصل لـ 500 جنيها.

 

 

 

وشكك المراقبون أن تصل هذه اللحوم إلى مستحقيها في مصر ويرجحون أن يعاد بيعها من خلال منافذ بيع القوات المسلحة مع استعراض عدد منها بالتوزيع في جميعات تابعة للعمل الأهلي الذي يراقبه الجيش.

 

 

ووجه الإعلامي أسامة جاويش سؤالا عبر (اكس) “برأيك هل ستصل الى مستحقيها أم ستذهب هذه اللحوم إلى منافذ بيع القوات المسلحة أم إلى معارض أهلا رمضان أم سيتم بيعها في الأسواق بسعر 500 جنيه للكيلو الواحد؟”.

 

 

وأشار جاويش @osgaweesh إلى تزامن ما يتداول عبر منصات التواصل من شد وجذب بين جانب من السعوديين وجانب مواز من المصريين، “خناقة كبيرة بين أنصار التكية المصرية، وكنا بنبعت لكم كسوة الكعبة يا فقراء وبين أنصار التكية السعودية، وبقينا بنبعت لكم اللحمة يا فقراء”.

 


وقال: “مشروع أضاحي هو مبادرة سعودية رسمية بدأت عام 1983 بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية تحت إشراف هيئات سعودية رسمية”.


وأضاف أن “فكرة المشروع هو التيسيير على الحجاج من دول العالم الإسلامي بدفع قيمة الأضحية لهذا المشروع وهو يتولى الذبح والتوزيع نيابة عن الحاج من باب التيسير والتكافل بين المسلمين”.


وتابع: “الهدف الأساسي من المشروع كما نشر على موقعهم الرسمي هو ” توزيع اللحوم على فقراء الحرم المكي وما فاض من لحوم يخزن ويرسل لإعانة الدول الفقيرة المحتاجة من الدول الإسلامية، وفي حالة حدوث كوارث في العالم الإسلامي يرسل إلى تلك الدول”.

 

 

ولفت إلى أنه “يتم الإرسال الى ٢٥ دولة من بينها مصر وفلسطين والأردن ولبنان وموزمبيق وتنزانيا وسوريا والعراق وغيرها”.

 

ونبه إلى أنه في عام 2019 تم توقيع بروتوكول تعاون بين مصر والسعودية يستطيع من خلاله الحاج المصري أن يشتري صك الأضحية من مراكز توزيع داخل مصر.


اللواء محمد رضا

وفي تغريدته أوضح الإعلامي الطبيب عن شخصيات عليها علامات استفهام، وقال: “الشيخ صبري ياسين دويدار رئيس قطاع المديريات في وزارة الأوقاف قال، الفتوى واضحة بشراء الصكوك والهدف من هذا التعاون المصري السعودي هو إيصال اللحوم للفقراء في مصر والأمة الإسلامية”.

موضحا أن “ممثل مصر الذي ظهر منحنيا أثناء توقيع العقود مع السفير السعودي، هو اللواء محمد رضا داوود”.

 

 

وبين أنه “ضابط سابق في القوات المسلحة المصرية واحد المشاركين في حرب أكتوبر 1973 وأنه رئيس شركة لاكي تورز للسياحة وتنظيم رحلات الحج والعمرة، وعضو غرفة السياحة المصرية”، مضيفا أن “شركته هي من نظمت رحلات جماهير الأهلي لحضور مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا العام الماضي، وما صاحبها من فضيحة التذاكر”.

 

تحيا مصر

وعن الضمان الصفري لاستلام الأضاحي فإنه مسنود لجهة لا حسابات لها أو أرقام فقال: إن “الجهة المسؤولة عن استلام اللحوم وتوزيعها في مصر هي صندوق تحيا مصر”.

وأضاف “عام 2019 قال شادي سالم رئيس قطاع المشروعات في صندوق تحيا مصر: إن “مهمة الصندوق هي توزيع اللحوم على كافة المحافظات، وفقا لقوائم المستحقين في قاعدة بيانات الصندوق”.

https://twitter.com/osgaweesh/status/1760729919414555052

 

الأزمة منذ الانقلاب

 

يشار إلى أنه في أول موسم لعيد الأضحى في 2014، بعد الانقلاب مباشرة تحدث القصابون عن ارتفاع أسعار لم يكن في 2013، حيث كان سعر كيلو اللحم 40 جنيها وزاد للضعف حينئذ وقال محمد شرف؛ نائب رئيس شعبة القصابين “اللحوم” بغرفة القاهرة التجارية: إن “أسعار اللحوم في الأسواق لم تتعدَ حاجز الـ 80 جنيها حتى الآن، في الوقت الذي يباع فيه اللحم الضاني بقيمة 85 جنيها، مشيرا الى أن القوات المسلحة ستطرح المزيد من كميات اللحوم خلال الفترة المقبلة، لتوفير المعروض في مقابل الطلب”.

 

وأضاف نائب رئيس شعبة القصابين، في تصريحات لصحف محلية منحازة، “الحالة الاقتصادية السيئة تقلل من إقبال المواطن على الأضاحي؛ لارتفاع أسعارها، والتحويل إلى شراء اللحوم في الأسواق”.

 

واعتبر الدكتور شعبان درويش الخبير البيطري وقتئذ أن قرار الحكومة برفع سعر الوقود كان بمثابة الضربة الموجعة خاصة للفقراء، لما له من تأثير مباشر وسريع على أغلب السلع الضرورية، والتي على رأسها أسعار اللحوم والدواجن والأسماك، مشيرا إلى أن أسعار اللحوم ستكون الأكثر تأثرا بشكل مباشر وسريع، وهو ما يزال مستمرا للعام العاشر على التوالي بحسب مراقبين.

 

 

مشروع الأضاحي


وحتى 2022، استمر مشروع ألضاحي لنحو 40 عاما، لتستفيد منه؛ 30 دولة تقريبا من اللحوم التي وزعها المشروع، وهو الجهة الوحيدة في المملكة التي تتعامل مع ذبائح الحجيج، من بينها العراق وسورية ولبنان وفلسطين والسودان وجيبوتي وموريتانيا، فضلا عن مجموعة من الدول الإفريقية.


ووفقا لموقع أضاحي الإلكتروني، يشرف على عمليات التوزيع للمستحقين خارج السعودية مندوبون من المشروع بالاشتراك مع سفارات السعودية.

 

 

وفي أول موسم حج بعد كورونا ذبحت السعودية ما يقرب من 900 ألف رأس من الأغنام، وقبل الجائحة كانت الأعداد تصل إلى مليون رأس، وهو ما يساوي تقريبا 12 مليون طن من اللحوم، وهو ما يتوقع أن يكون بنفس الأرقام خلال الموسم الجاري بحسب موقع الحج والعمرة.

 


وتأسس مشروع أضاحي عام 1983 ويقوم على إدارته البنك الإسلامي للتنمية وتشرف على أعمال المشروع لجنة مشكلة من عدد من الجهات الحكومية في المملكة، 
وتجري معالجة اللحوم بعد الذبح وتعبئتها بتقنية ألمانية، بحيث يمكن استخدامها خلال 12 شهرا.