حرب تجويع بشمال غزة وطماطم  الأردن تعوّض نقص السلع بتل أبيب

- ‎فيعربي ودولي

 

في الوقت الذي يموت فيه الفلسطينيون جوعا وبردا في شمال غزة، بعد إحكام إسرائيل حصارا قاتلا لتهجير سكان الشمال قسريا، بعد قتل عشرات الآلاف منهم، تواصل العديد من النظم والحكومات العربية خيانتها للأمة وللفلسطينيين، عبر سلاسل إمداد تجارية واقتصادية ، عبر سفن سرية مصرية وعبر ممر بري من الإمارات إلى السعودية وصولا للأردن التي تدخل البضائع إلى إسرائيل، وحتى الطماطم والخضروات والفواكه الأردنية باتت الملاذ الآمن لإسرائيل، لتوفير احتياحاتهم الغذائية، للجيش الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيين.

 

ومؤخرا، انتشرت صورة تُظِهر وجود طماطم أردنية في الأسواق الإسرائيلية، ونشر عدد من الناشطين صورة الطماطم الأردنية الموجودة في الأسواق الإسرائيلية.

 

ويقوم تجار أردنيون بتوريد خضار وفواكه إلى السوق الإسرائيلية لتعويض النقص الحاصل في خضم الحرب الراهنة، حيث أدّت عملية طوفان الأقصى إلى توقف إنتاج مستوطنات غلاف غزة من الخضار والفواكه.

 

وسبق أن كشفت تقارير عبرية أن تجارا يضعون عبارة “إنتاج إسرائيلي” على الطماطم الأردنية التي تتدفق إلى السوق الإسرائيلية بعد توقف الإنتاج بسبب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.

 

فيما رصد مستهلكون إسرائيليون، لافتات “إنتاج إسرائيل” في فروع المتاجر موضوعة على صناديق طماطم “إنتاج الأردن”.

 

وتقوم جميع سلاسل المتاجر الكبرى بإغراق السوق بالطماطم من الأردن، في ضوء النقص المتزايد في الطماطم، بسبب الأضرار التي لحقت بالزراعة بالقرب من قطاع غزة، والمساحات المزروعة في غلاف غزة تشكل حوالي 50% من احتياجات السوق الإسرائيلية.

 

حيث أعاق النقص الحاد في الأيدي العاملة الحصاد وتعفن العديد من المحاصيل، وسط تأكيدات المزارعين في تلك المناطق بأنهم لن يزرعوا الموسم المقبل، بسبب غياب العمال التايلانديين، بعد استهدافهم من قبل المقاومة الفلسطينية خلال طوفان الأقصى.

  

إلى ذلك، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري: إن “كافة الديانات السماوية والقوانين الدولية والاتفاقات الأممية حظرت استخدام الجوع سلاحا وعدته جريمة حرب”.

 

ويؤكد الدويري -خلال تحليله للجزيرة- أن هدف إسرائيل تفريغ غزة من سكانها وممارسة تهجير قسري، مشيرا إلى أن كل ما يحدث أدوات لتحقيق ذلك.

 

وتشير التقديرات إلى أن هناك ما بين 300 ألف و700 ألف شخص يوجدون في مدينة غزة وشمالها، وهؤلاء -بحسب الخبير الإستراتيجي- ترغب إسرائيل بإجلائهم من المنطقة ودفعهم للنزوح جنوبا.

 

ويستدل الدويري بتصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو التي هدد فيها بضرب غزة بقنبلة نووية، وكذلك وزير المالية بتسلئيل سموترتيش الذي دعا إلى الإبقاء فقط على 150 ألفا من سكان غزة، إضافة لوزير الدفاع يوآف جالانت الذي قال: إن “إسرائيل تقاتل حيوانات بشرية فلا ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا وقود”.

 

ويلفت إلى أن الاحتلال لم يُبقِ على جريمة حرب إلا واستخدمها ووظف أيضا كل الوسائل لتحقيق هدفه على غرار التجويع، وتدمير البنية التحتية، وممارسة التهجير القسري، ومحاربة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

 

وحول العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال في حي الزيتون شرقي مدينة غزة بهدف تدمير البنى التحتية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال الدويري: إن “هذه التصريحات تفنيد لمزاعم الاحتلال السابقة بالقضاء على قدرات حماس العسكرية بالقاطع الشمالي”.

 

وأضاف أن هناك بعدا آخر لما يفعله الاحتلال بحي الزيتون، إذ يندرج في إطار عملية ممنهجة لإيجاد منطقة عازلة من أطراف بيت حانون شمالي القطاع حتى رفح جنوبا، علاوة على شروعه بفتح طريق من جحر الديك شرقي المحافظة الوسطى حتى شارع الرشيد (البحر) بهدف فصل الشمال عن بقية أجزاء القطاع، ويعمل على تأمينه بقوات عسكرية كبيرة.

 

ولعل المخططات الإسرائيلية التي تجري على أرض الواقع ولا تجد زاجرا لها من أي طرف عربي فاعل بالمنطقة، تشجع على مزيد من الدمار لغزة وقتلهم بدم بارد، وسط خيانات النظم العربية وعجز الدول الإسلامية وتواطؤ الغرب.

 

فيما الشعوب العربية محاصرة بجيوشها وقواتها، لوأد أي مشروع مقاوم أو مناصر للحقوق الفلسطينية والعربية.