اغتيالات واستهداف مؤسسات سيادية .. بوادر انقلاب في تشاد على “ديبي” المقرب من أبوظبي

- ‎فيعربي ودولي

وصف مراقبون أن ما يحدث خلال الساعات الأخيرة في تشاد هو محاولة إنقلاب عسكري وتحديدا في العاصمة انجمينا من طرف الجيش الذي يحاول السيطرة على القصر الرئاسي ومقر “الحزب الاشتراكي” المعارض الذي تم اغتيال أمينه العام يحيى جديلو أو (أبوبكر الترابي) كما يسمونه في الواحدة من صباح الاربعاء بنيران مجهولة.

وقال معارضون إن العسكر قطع الانترنت عن كل أنحاء البلاد، وجرت اشتباكات عسكرية كالت مقر “الحزب الاشتراكي بلا حدود” التشادي بعد الاشتباك المسلح الذي حدث حوله بين قوات عسكرية وبين أعضاء في الحزب، مع تسريبات تنفي مقتل “ديلو” ابن عم الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي وتشير إلى اختطافه!

 

وأضاف المراقبون أن محمد ديبي من المقربين إلى الإمارات وفرنسا ويريد الظهور أمام الشعب التشادي بشكل ديمقراطي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وبروز ديلو المعارض لنظامه والقادم من بروكسل ليفاجئه محمد ديبي باغتياله.

 

https://twitter.com/i/status/1762886592992018672

 

وفي بيان إعلامي قالت الحكومة التشادية على لسان رئيسها الانتقالي محمد ديبي أنه أمر باعتقال الضالعين في مهاجمة مبنى ادارة المخابرات الوطنية ووجه بحملة للتفتيش في كافة المناطق وتفتيش كل المواقع على الجهات السيادية التي تمنعها القانون.

 

وحاصرت قوات الجيش منزل الجنرال صالح ديبي رئيس المجلس العسكري، واقتحم عشرات الجنود منزله وقصفت مكاتب الحزب الاشتراكي بلا حدود بالأسلحة الثقيلة وقُتل عشرات الأشخاص.

https://twitter.com/i/status/1762892358197117383

 

 

الباحث في الشأن الافريقي محمد الأمين سوادغو @Sawadogobf قال: اشتد الوضع في تشاد وشقيق يحي ديلو في طريقه مع قوة عسكرية ضخمة من دافور إلى انجامينا.

وأضاف “التطورات حاليا هي تهمة وجهت الى المعارض يحي ديلو بالتحريض على مهاجمة مقر المخابرات ومحاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا في البلاد قبل ايام.

وأوضح أن يحيي ديلو، كان مسؤولا في حكومة إدريس ديبي (والد محمد إدريس ديبي والذي اغتاله متمردون عام 2021)، وفي 2021 تم طرده من منصبه لأسباب شخصية بينه وبين أسرة الرئيس الراحل.”.

أما الباحث سعيد أبكر أحمد @seid22Abkar فقال إن “.. يحيى ديلو وجه سياسي عَرفته مساحات الفيس بوك بتوجيه انتقادات حادة لسيدة البلاد الأولى هنده ديبي وتدخلها السافر في شؤون مجلس الحكم، ثم أعلن لاحقا معارضته للنظام واشتبك مع قوات ديبي الأب عام ٢٠٢١ وغادر البلاد إلى العاصمة بروكسيل”.

وأشار إلى أن ديلو عاد إلى أنجمينا بعد تقلد محمد ديبي، وزاد من نشاطه السياسي واصطدم بالنظام الجديد خاصة مع إدريس يوسف بوي بسبب قطعة أرض في منطقة فرشا، ثم انضم صالح ديبي إلى حزبه فزادت حالة الاحتقان.

ولفت إلى أن الحكومة التشادية اتهمت يحيى ديلو بمحاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا الأسبوع الماضي، لكنَّ الأدلة المتاحة تقول : بأنَّ التهمة كيدية لمنع ترشح ديلو للانتخابات الرئاسية، ثم حدث عملية تبادل لإطلاق النار البارحة وتوفي عدد من عناصر قوات الأمن حسب بيان وزارة الإعلام التشادية.

وفي تحليل له أشار إلى أن الأمور نحو مسار أكثر تعقيدا ذلك بسبب عدم وجود نظام قضائي يفصل بين المتنازعين، كما أنَّ تغيير مدير الوكالة الوطنية للأمن القومي أثار ضجة في الأوساط الأمنية والمؤسسات العسكرية، وكما هو المعتاد في إفريقيا فإنَّه عندما يعزل مسؤول أمني فإنه يثير الخلافات بمحض إرادته حتى يُعاد إلى منصبه مجدداً، لكن يبقى بيت القصيد بأن السبب وراء ماحدث تكبيل يحيى ديلو قضائيا، ومنعه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة التي ستعقد في شهر مايو المقبل.