رغم قرار مجلس الأمن الدولى بوقف اطلاق النار فى قطاع غزة الذى يشهد حرب إبادة يشنها الجيش الصهيونى منذ السابع من أكتوبر الماضى يعلن بنيامين نتنياهو اصراره على اقتحام مدينة رفح التى يعيش فيها أكثر من مليون ونصف المليون نازح فلسطينى أغلبهم من شمال القطاع .
ورغم التحذيرات الدولية من هذا الاقتحام إلا أن العدوان الصهيونى يصر على استخدام مدينة رفح كورقة ضفط على المقاومة الفلسطينية من أجل الموافقة على شروط الصهاينة من أجل وقف العدوان وذلك بدعم من الحكام العرب الخونة عن طريق ارسال قوات عربية الى قطاع غزة.. وفى نفس الوقت يحاول نتنياهو تخدير الشعب الصهيونى بزعمه أن احتلال رفح معناه القضاء على حماس واعادة المخطوفين وهو يهدف من خلال ذلك إلى تطويل فترة الحرب حتى لا يخضع للحساب بسبب تقصيره فى أحداث طوفان الأقصى وفشله فى الحرب .
كان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أعلن مؤخرًا عن موافقته على خطة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية بجميع وسائل القوة المتاحة. وزعم نتنياهو أن المعلومات التي استخلصها المقاتلون الصهاينة خلال عملية استخباراتية نوعية تُعينهم على تحديد موقع الرهائن، مما يجعل هذه الخطة لا مفر من تنفيذها وفق تعبيره .
وقال : نحن لا نستطيع أن ننتصر على حماس دون أن يدخل جنودنا مدينة رفح، وسندخلها بكل ثقة وتصميم زاعما أنه سوف يواصل العمليات العسكرية في غزة ولبنان، من أجل ضمان أمن إسرائيل وشعبها .
ورغم المعارضة الشديدة التي تواجهها هذه الخطة، فإن نتنياهو يرفض التراجع عن قراره زاعما أن الدعوة لانتخابات مبكرة قبل تحقيق أهداف الحرب ستؤثر سلبًا على جهود إعادة المحتجزين.
وأكد التزامه الكامل بإعادة جميع المحتجزين والتصدي لأي ضغوط تُمارَس عليه، مشيرا إلى أن قوات الصهاينة ستدخل رفح رغم معارضة الرئيس الأمريكي بايدن وفق تعبيره.
حفظ ماء الوجه
تعليقا على تصريحات نتنياهو أكد فؤاد عبد الرازق، الكاتب والمحلل السياسي، أن رئيس وزراء الاحتلال الصهيونى بنيامين نتنياهو يريد الظهور بوجه شجاع أمام الأحداث الحالية، مشيرا إلى أنه يريد أن يخرج بحل يحفظ ماء وجهه من خلال تصريحاته التي يطلقها كل يوم حول هذه القضية .
وقال عبد الرازق في تصريحات صحفية : نتنياهو أوكل أحد نوابه وهو وزير القضاء العمل حتى عودته من الجراحة التي سوف يجريها موضحا أنه ربما يريد أن يدفع بالمحادثات إلى أن تحقق نتيجة إيجابية وهو يقول إن الضغط العسكري سوف يغير موقف حماس في المفاوضات وأيضا هناك حسابات دقيقة يجب أن تراعي مثل موقف نظام السيسي الذي لا يريد أن يتطور الأمر إلى اجتياح رفح .
وأضاف : دول العالم لا توافق على دخول الاحتلال الإسرائيلي إلى رفح بالشكل الذي يريده نتنياهو؛ مؤكدا أن الولايات المتحدة تعطي الضوء الأخضر للعملية لكنها تحددها بأمور ولا أدرى كيف ستقوم إسرائيل بذلك؛ ولو كانت تستطيع ذلك لقامت به في مناطق أخرى داخل قطاع غزة .
المفاوضات
وتابع عبد الرازق : نتنياهو يرى أنه كلما زاد الضغط العسكري كلما زادت المفاوضات تقدما؛ لافتا الى ان نتنياهو أوعز للوفد الإسرائيلي بالعودة الى القاهرة ولو كان القرار باجتياح رفح نهائيا لما أرسل الوفد .
وأشار إلى أن هناك خطة أمريكية طرحت مؤخرا لكن بها ثغرات؛ هل يقبل بها الجانب الاخر؟ مؤكدا أن فيها أمور تمس الجانب المصري وهناك أمور أخرى لا تريد إسرائيل تنفيذها مثل الانسحاب أو إعادة السكان إلى الشمال .
وكشف عبد الرازق أن نتنياهو كان يرفض مفاوضات الاسرى بالكامل ولكنه أرسل الوفد بعد أن كان يقول إنه لن يعود إلى المفاوضات؛ موضحا أن هناك ضغوط كبيرة على نتنياهو من المجتمع الدولي ومن حلفائه ويمكن ان تفضي في النهاية إلى شيء؛ ولا يمكن ارسال مفاوضين للتفاوض مع عدم الوصول لقرارات؛ والتفاوض يكون صعبا لكن في النهاية يمكن أن يصل إلى اتفاق بعد تقديم تنازلات .
وأكد ان نتنياهو أنشأ مجلس الحرب حتى يقول للعالم أنه ليس وحده والمجلس شكل بهذا الشكل بحيث يؤدي للنتائج التي نشهدها الان؛ مشيرا إلى أن الموقف وصل إلى مرحلة التأزم ولن يحل سوى بطريق المفاوضات وحتى قرارات مجلس الامن لا يوجد ما يدفع لتنفيذها .
تحالف المقاومة
فى المقابل أعلنت فصائل ” تحالف المقاومة الفلسطينية”، رفضها لأى مقترحات صهيونية أو أمريكية حول مستقبل قطاع غزة مؤكدة أن تهديد الاحتلال الصهيونى باجتياح رفح ورقة ضغط لإجبار المقاومة على الموافقة على شروطه فى المفاوضات .
وقال التحالف في بيان نشرته حركة حماس على وسائلها الإلكترونية ان ما عجز الاحتلال الصهيونى عن تحقيقه فى ميدان المعركة لن يحققه بالتفاوض مؤكدا تمسك المقاومة الفلسطينية بشروطها والتى تتمثل فى وقف دائم للعدوان الصهيونى وعودة النازحين إلى شمال القطاع وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة ودخول المساعدات بحرية تامة .
وحذر من خطورة التساوق مع أى مقترحات يطرحها الصهاينة والأمريكان، لأنها تشكل فخا وخديعة صهيونية جديدة، لجر بعض الدول العربية لخدمة مخططات الكيان الصهيونى ومشروعه بعد فشله الكبير في الميدان، مؤكدا أن الاحتلال يعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل الالتفاف على الهزيمة النكراء التي مني بها من خلال الاستعانة ببعض الدول العربية، وبعض أدواتهم في المنطقة لإخراج جيش الاحتلال من المستنقع الكبير الذي وقع به في قطاع غزة .
وأكد التحالف أن الشعب الفلسطيني العظيم الذي سجل بطولات نادرة في معركة طوفان الأقصى وحالة الصمود الشعبية الاسطورية في مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي شنها العدو الصهيوني على القطاع.. قادر على اختيار قياداته ومؤسساته لإدارة القطاع، والحفاظ على سيادته الوطنية، وكما صمد خلال الستة أشهر الماضية، قادر على إحباط كل المحاولات الصهيونية والأمريكية وادواتهما في المنطقة والتي تحاول النيل من إرادة شعبنا العظيم واستقلالية قراره وسيادته .