بسبب الارتفاع الجنونى فى أسعاره..المصريون يقاطعون كعك العيد والسيسي يحرم الأطفال من الفرحة

- ‎فيتقارير

 

 

عصابة العسكر بقادة عبدالفتاح السيسي أفسدت حياة المصريين واضطرتهم إلى مقاطعة شراء الكثير من الأشياء التى تحتاجها الأسر أو حتى تلك التى ترتبط بالعادات الاجتماعية والمناسبات الدينية.. هذا ما يحدث خلال الأيام الآخيرة من شهر رمضان المبارك حيث اضطر المصريون إلى مقاطعة شراء كعك العيد بسبب الارتفاع الجنونى فى الأسعار وتراجع الدخول وانخفاض القدرة الشرائية .

ويؤكد المواطنون أنه رغم أن الكعك من أهم مظاهر عيد الفطر، وهو جزء من فرحة العيد لا يمكن الاستغناء عنه، إلا أنهم صدموا بارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، مما سرق فرحة العيد منهم .

وقالوا ان الكعك والبسكويت الجاهز أسعاره نار، والخامات أسعارها مرتفعة أيضاً مؤكدين أنه حتى الأسر التى كانت تصنع الكعك فى المنازل، اضطرت إلى التوقف عن ذلك لعدم قدرتها على شراء الخامات .

وأعرب المواطنون عن حزنهم لهذه الأوضاع السيئة التى تحرمهم من أهم مظاهر العيد مشيرين إلى أن نار الأسعار، تحول بينهم وبين السعي لإدخال البهجة والفرحة على أبنائهم فى هذه المناسبة العظيمة.

وشددوا على أن شراء كعك العيد لم يعد قرارا عشوائيا، يمكن اتخاذه دون تفكير أو تخطيط؛ مؤكدين أن الظروف الاقتصادية تجبر الجميع على أن يتعامل بـ«الورقة والقلم» مع ميزانية محددة يقابلها بنود متعددة.

 

كانت محال الحلوى والمخابز قد بدأت فى عرض منتجات عيد الفطر من الكعك والبسكويت وغيرها، إلا أن التجار أكدوا عزوف المواطنين عن الشراء، فيما حافظ عدد منهم على عادتهم السنوية مع تقليل الكميات التى اعتادوا شرائها .

 

أصحاب المخابز

 

من جانبه أكد الحاج عبدالعزيز تامر صاحب مخبز، أنه قرر مواصلة إنتاج المخبوزات العادية بدلًا من تخصيص طاقة المخبز لتجهيز منتجات العيد .

وقال إنه قلل كمية المعروض من منتجات العيد وعرض كميات فى أطباق صغيرة لتباع بسعر بسيط لتشجيع المستهلكين على الشراء.

 وقال الحاج شوقى صاحب مخبز آخر، إنه يقوم بتجهيز خامات صناعة حلوى العيد ابتداء من يوم ١٣ رمضان، ليبدأ بيعها فى منتصف الشهر، ويزداد الإقبال بعد يوم 25 رمضان، لافتا إلى أن الإقبال يكون أكثر على البيتى فور والبسكويت .

وأكد الحاد شوقى أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير بسبب غلاء المكونات من دقيق وسكر وبيض وسمن وزيت وغيرها.. ولذلك ارتفعت الأسعار بنسبة 100% تقريبا، موضحا أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع الإقبال على الشراء عن الأعوام الماضية .

وقال ان أسعار الكعك والبسكويت بلغت 200 جنيه للكيلو، والبيتى فور 250 جنيها، والبيتى فور اللوكس 270 جنيها، والغريبة 270 جنيها، الكوكيز 230 جنيها للكيلو.

 

ميزانية المشتريات

 

وحول موقف المواطنين من ارتفاع الأسعار قالت نوال فهمى، ربة منزل، انها قررت عدم شراء كعك وبسكويت هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار .

وأضافت نوال فهمى : لنها تسير على قاعدة الأهم بسبب الظروف الصعبة، موضحة أنها اضطرت إلى اعادة ترتيب أولوياتها فى الشراء، واستغرقت وقتًا للتأقلم مع الواقع الاقتصادى المرير، لكن اكتشفت أن هذه الطريقة أفضل، ومن أكبر مزاياها السيطرة على ميزانية المشتريات.

 

أسعار الخامات

 

وأشارت الحاجة فتحية ربة منزل إلى أنها تفضل اعداد الكعك فى المنزل كل عام، لأن ذلك بمثابة عادة ورثناها عن عائلاتنا .

وأكدت الحاجة فتحية أن ارتفاع أسعار الخامات هذا العام مثل السكر والدقيق والملبن والمكسرات يُزيد التكلفة بشكل ملحوظ، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى استبدال المكسرات بالفول السودانى الأقل كُلفة، بالإضافة إلى الإكثار من الكعك السادة عن غيره.

 

وقالت هالة مصطفى، معلمة، أن فكرة التعامل مع الفرن فى اعداد الكعك والبسكويت مناسبة جدا لظروف عملها، مشيرة إلى أنها منذ عامين وهى تقوم بشراء الخامات والمستلزمات الخاصة بالكعك والبسكويت والبيتى فور، وتقوم بتسليمها لفرن اتفقت معه مسبقا على الكمية التى تريدها، وتستلم منه المنتج النهائى خلال ثلاثة أيام مقابل مبلغ يتم الاتفاق عليه مصنعية.

وأعربت عن أسفها لأنها اضطرت إلى تقليل الكميات مقارنة بتلك التى كانت تعدها فى الأعوام الماضية بسبب الارتفاع الجنونى فى الأسعار .

 

تحديد الأولويات

 

حول الصعوبات التى تواجه الأسر المصرية خلال الاحتفال بالعيد أكدت الخبيرة الاقتصادية، مروة لاشين، أن ارتفاع الأسعار مشكلةٌ تؤرق الجميع، وتُثقل كاهل المواطنين، خاصةً فى ظل الأزمات الاقتصادية المتتالية، مشددة على ضرورة تحديد الأولويات للمواطن حسب دخله وهو أمر واقع يفرض نفسه فى ظل ارتفاع الأسعار غير المبرر فى بعض السلع .

وقالت «مروة لاشين»، فى تصريحات صحفية ان المواطن أصبح رمانة الميزان فى السوق، وأنه بالفعل يستطيع إحداث طفرة لو عزف عن شراء تلك السلع التى يرتفع سعرها دون مبرر خاصة السلع غير القابلة للتخزين.

وأشارت إلى أن المواطن بات لديه وعى فى الشراء فبدلًا من الشراء بكميات ربما يُهدر بعضها بسبب تخزينها فى البيت، أصبح يشترى الكيلو ونصف الكيلو وأحياناً بالثمرة، وحاليًا الاتجاه العام لكثير من الأسر للشراء من أسواق الجملة وتقسيم الكمية فيما بينهم كعائلات وجيران وزملاء فى العمل، مؤكدة أن هذه الطريقة توفر على المواطن كثيرا.

وكشفت «مروة لاشين» أن ارتفاع الأسعار ساعد المستهلك على الاستغناء عن سلع والإقبال على أخرى أرخص، واتضح ذلك من الطريقة التى تبتكر بها السيدة المصرية فى إعداد وجبات لأسرتها ببدائل أرخص سعرًا .

وأوضحت أن اتجاه المستهلك إلى تقليل الكميات من السلع التى يستهلكها؛ أدى إلى تراجع الطلب على الكثير من السلع خاصة المستوردة، لافتة إلى أن استغناء المستهلك عن كثير من السلع المستوردة ساعد على انخفاض حجم الاستيراد وان كانت الأسعار تواصل الارتفاع لأسباب كثيرة منها عندم الرقابة على السوق والاحتكار وعدم اعمال مبدأ العرض والطلب بشكل صحيح كما يطبق فى الدول الاخرى .